دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - واصلت القوات السورية عملياتها في عدد من المدن والقرى السورية أمس، بخاصة في ريفيْ إدلب ودرعا. وأفادت لجان التنسيق المحلية في سورية بمقتل 24 شخصاً على الأقل معظمهم في إدلب وحمص وريف حلب، فيما شهدت منطقة غسان عبود بدير الزور اشتباكات بين «الجيش السوري الحر» والجيش النظامي. وأكد ناشطون أن آليات القوات النظامية تقتحم مدينة داعل بدرعا. وفي جبل الزاوية بإدلب أيضاً قتل فتى يبلغ من العمر 16 سنة، كما عثر على قتيل مجهول الهوية قامت قوات الجيش بتصفيته وأذابت وجهه بالحامض، وفق قول ناشطين. وأفاد ناشطون من قرية أبلين في جبل الزاوية بريف إدلب بأن قوات النظام السوري اعتقلت ممرضاً يدعى نزيه صبحي العاصي وأحرقته حياً حتى الموت بتهمة تقديم العلاج لأفراد من «الجيش الحر». وأضافت الهيئة أن قتيلاً على الأقل سقط خلال محاولة الجيش النظامي اقتحام حي الجورة بدير الزور. في موازاة ذلك، نقلت قناة الإخبارية السورية أن قنبلة صوتية انفجرت امس في مركز العاصمة دمشق ملحقة إصابات وأضراراً مادية. وذكرت الإخبارية في شريط عاجل «انفجار قنبلة صوتية بالقرب من فندق كندا اسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة» كما الحق الانفجار «أضراراً مادية في عدد من المحال». وأفاد شاهد عيان لوكالة فرانس برس بأن «عبوة ناسفة انفجرت في حي المرجة (الواقع في مركز العاصمة السورية) ما اسفر عن سقوط جرحى صباح امس. وقال شاهد آخر إن «عبوة انفجرت بالقرب من مقسم شرطة المرجة»، مضيفاً انه شاهد «سيارات الإسعاف تتجه نحو مكان الانفجار». وقال شاهد آخر إن قوات حفظ النظام ضربت طوقاً امنياً حول مكان الانفجار، مانعة الناس من الاقتراب. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه تم إلقاء القبض على «عدد من المسلحين»، وضبط «كمية كبيرة من الأسلحة المختلفة» في مدينة دوما بريف دمشق. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 275 حالة استخدم فيها رصاص القناصين لقتل المارة دون تفريق بين طفل أو كهل أو امرأة أو عاجز. وأشارت الشبكة إلى ارتفاع معدل الإصابات برصاص القناصين خلال الأشهر الخمسة الماضية في شكل دراماتيكي، ولم يعد المتظاهرون هدف القناصين الوحيد، فسائقو سيارات الأجرة التي يفترض أن تجول في الشوارع أصبحوا كذلك، وكل شيء يتحرك في شوارع مدينة حمص أصبح هدفاً لقناصي النظام. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل أربعة مدنيين وخمسة منشقين وجندي في ريف إدلب فيما قتل جنديان في انخل (جنوب) ومدنيان في حمص وثلاثة مدنيين في القصير (ريف حمص) وآخر في حلب. وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة نور الدين العبدو في إدلب لفرانس برس إن القوات النظامية قصفت «قريتي دير سنبل وفركية بأكثر من ثلاثين قذيفة واقتحمت قرية المغارة بالدبابات وعربات الجند ونفذت حملة مداهمات وتفتيش وإحراق للمنازل واعتقال عدد من الشبان». وأضاف «أطلقت القوات النظامية نيرانها بكثافة على المنازل في بلدة حاس، في شكل عشوائي وعنيف، ونفذت فيها حملة اعتقالات واسعة وهدمت وأحرقت اكثر من 12 منزلاً». وأشار المرصد إلى «إحراق القوات النظامية منازل ثمانية مواطنين متوارين عن الأنظار واعتقال العشرات» في حاس. ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في الأحراش قبالة خربة الجوز التابعة لمدينة جسر الشغور، وذلك لدى محاولة القوات النظامية اقتحام مناطق يتحصن بها المنشقون، وفقاً للمرصد. إلى ذلك ذكرت (سانا) أن السلطات أحبطت محاولة تسلل «مجموعة إرهابية مسلحة» من تركيا إلى ريف إدلب، وقتلت عنصراً منها فيما لاذ الآخرون بالفرار نحو الأراضي التركية. وأضافت الوكالة أن «الاشتباك اسفر عن مقتل واحد من المجموعة المتسللة بينما لاذ باقي الإرهابيين بالفرار». ونقلت الوكالة عن مصدر بالمحافظة «أن الإرهابيين الفارين قاموا بإطلاق النار من موقع جنوب قرية كواتشي الواقعة على مسافة 500 متر من الحدود السورية ضمن الأراضي التركية ما بين برجي المراقبة التركيين الأول والثاني». وعثرت الجهات المختصة على أسلحة مختلفة «تركها الإرهابيون أثناء فرارهم» مع 1500 صاعق كهربائي مزدوج تستخدم في تفجير العبوات الناسفة، وفق الوكالة. في ريف درعا، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن القوات النظامية نفذت «عمليات دهم وتخريب واعتقالات لمنازل النشطاء في داعل» مشيرة إلى أن «أعمدة الدخان تتصاعد من البلدة». وأكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان هذه الأنباء، مشيراً إلى أن قوات عسكرية «تحاصر مدينة داعل وتنفذ حملة مداهمات في أطرافها». وفي انخل، قتل جنديان من القوات النظامية اثر استهداف مجموعة مسلحة منشقة حاجزين عسكرين بقذائف أر بي جي وإطلاق رصاص كثيف ما أدى أيضاً إلى إعطاب آلية عسكرية. وفي جاسم أفاد المرصد «داهمت قوات أمنية ثانوية الصناعة وثانوية التجار واعتقلت عدداً من الطلاب» مشيراً إلى «سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف الآن في قرية طفس». وفي حمص، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومنشقين في جورة الشياح في مدينة حمص، وفق المرصد فيما تعرضت أحياء عدة في المدينة للقصف وفق لجان التنسيق. وفي ريف دمشق، تعرضت الزبداني «منذ الصباح لقصف مدفعي عنيف يستهدف جرد بلودان ومنطقة وادي شاهين» وفق لجان التنسيق. وقال عضو المكتب الإعلامي في مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مرتضى رشيد «سمع دوي انفجارات كبيرة في المدينة يبدو أنها قصف يستهدف المنطقة الشرقية من المدينة». وذكر رشيد أن «مدينة المعضمية في ريف دمشق تشهد حملة مداهمات واعتقالات وسط سماع أصوات إطلاق نار». وفي حلب (شمال)، قتل مواطن اثر انفجار عبوة ناسفة في «كشك» يملكه احد الموالين للنظام في مدينة حلب، وفق المرصد.