اعتقل جهاز مكافحة التجسس اليوم حوالي 20 شخصا يشتبه في أنهم إسلاميون لاسيما في تولوز مسرح الجرائم التي ارتكبها محمد مراح فيما جعل الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته من مكافحة الإسلام المتطرف أحد أبرز محاور حملته الانتخابية. واعتبر ساركوزي من جانب آخر إن فرنسا روعتها جرائم القتل في تولوز كما حصل في الولاياتالمتحدة تقريبا بعد 11 سبتمبر بحسب رأيه. وقال الرئيس الفرنسي إن حملة الاعتقالات "ليست على علاقة بتولوز فقط بل جرت على كامل الأراضي الفرنسية. إنها على ارتباط بشكل من الإسلام المتطرف وفي توافق تام مع العدالة". وأوضح أنه تم توقيف 19 شخصاً. وقال مصدر قضائي أن 17 شخصا وضعوا قيد الحجز الاحتياطي. وتابع "ستجري في مطلق الأحوال عمليات أخرى وستسمح لنا كذلك بطرد عدد من الأشخاص عن أراضينا، أشخاص لا داعي لوجودهم عليها في الحقيقة". كما تم ضبط أسلحة أخرى خلال العملية الواسعة النطاق ولاسيما خمسة بنادق ومسدسات ومسدس صعق كهربائي. وقام محققو جهاز مكافحة التجسس بحملة التوقيفات الواسعة النطاق هذه، بدعم من وحدة النخبة في الشرطة الوطنية بالنسبة لبعض الموقوفين. وجرت التوقيفات في تولوز ونانت وليون ومنطقة البروفانس والمنطقة الفرنسية. وبين الذين تم توقيفهم زعيم جمعية فرسان العزة المتطرفة المحلولة محمد الشملان، وأفاد مصدر في الشرطة عن ضبط عدة قطع أسلحة لدى توقيفه في منطقة نانت معدداً منها "ثلاثة بنادق كلاشنيكوف ومسدس غلوك وقنبلة يدوية". وكان وزير الداخلية كلود غيان حل الجمعية في يناير واتهمها بالسعي لتدريب مناصريها على الكفاح المسلح. وقال إن هذه "الجماعة المسلحة تسيء إلى المبادئ الجمهورية" و"تريد فرض الإسلام" في فرنسا. ونفى زعيم الجمعية محمد الشملان أي نوايا عنيفة لحركته. وبحسب مسؤول كبير في الشرطة فإن حوالي "مئة" إسلامي متشدد تراقبهم السلطات. وعلق ساركوزي على الهجمات التي نفذها محمد مراح في تولوز ومونتوبان وقتل فيها سبعة أشخاص، وقال ردا على أسئلة إذاعة أوروبا 1 إن هذه الهجمات أثارت "صدمة" في فرنسا تشبه "قليلا" صدمة اعتداءات 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وقال إن "صدمة مونتوبان وتولوز كان لها وقع كبير في بلادنا، بما يشبه قليلا، ولا أود المقارنة بين الفظاعات، الصدمة التي تلت هجمات سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة". وكان نيكولا ساركوزي يتحدث صباح اليوم في برنامج مخصص للحملة الانتخابية. وهو مرشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي تجرى في 22 أبريل و6 مايو. ويرى الخبراء السياسيون أن جرائم تولوز ومونتوبان أتاحت الفرصة أمام ساركوزي لتعزيز وضعه الرئاسي. وكان ساركوزي طلب من الشرطة بعد مقتل مراح في 22 مارس تقييم مدى الخطورة التي قد يشكلها الأشخاص المعروفون بتعاطفهم مع التطرف الإسلامي. وطلب أيضا اتخاذ إجراءات لمعاقبة الأشخاص الذين يطلعون على المواقع المتطرفة والأشخاص الذين يتوجهون إلى دول تضم ملاذات الجهاد الدولي مثل أفغانستان وباكستان. وتمت التوقيفات غداة دفن محمد مراح في القسم المسلم من مقبرة كورنباريو في ضاحية تولوز في حضور 30 شابا من حيه وفي غياب أفراد عائلته. وقتل محمد مراح في 22 مارس بعدما حاصرته قوات النخبة في الشرطة 32 ساعة في شقته في تولوز. ونفذ مراح 3 هجمات في منطقة تولوز في 11 و15 و19 مارس أسفرت عن قتل 3 مظليين فرنسيين و4 يهود بينهم 3 أطفال. وقد أعلن أثناء محاصرته أنه ينتمي إلى تنظيم القاعدة. وتم توقيف شقيقه الأكبر عبد القادر مراح للاشتباه بتواطئه في عمليات القتل. وهو معروف منذ سنوات بأنه من أنصار السلفية الإسلامية المتطرفة في منطقة تولوز. وكان ورد اسمه في التحقيق الذي قاد إلى تفكيك شبكة لنقل الجهاديين إلى العراق عام 2007، بدون أن يتم توقيفه للتحقيق معه.