عجز فريق الأنصار الأول لكرة القدم الصاعد هذا الموسم إلى مصاف دوري زين للمحترفين السعودي عن إحراز أي نقطة وبقي رصيده خالي الوفاض من 17 مباراة خاضها إلى اليوم في الدوري، فيما تعاقب ثلاثة مدربين من جنسيات مختلفة على إدارته، سعوا إلى التغيير، لكن دون جدوى. ولم تنجح سياسة إدارة النادي في استقطاب لاعبين محليين من أندية أخرى، ووجهت إليها أصابع الاتهام في إهمالها للفرق السنية، الأمر الذي ساهم في تدهور مستوى الكرة في المدينةالمنورة. الأنصار لعب تسع مباريات خارج أرضه تلقت فيها شباكه 23 هدفاً، وخسر البقية على أرضه واستقبل مرماه 40 هدفاً، فيما لم يكن رفيق دربه نادي أحد أفضل حالاً منه حيث ظل يصارع النجاة في دوري الدرجة الأولى محتلاً المركز قبل الأخير بعد أن لعب 14 مباراة لم يفز سوى باثنتين وتعادل ب6 مكتفياً بتسع نقاط وله 13 هدفاً. فما الذي يحدث لأندية المنطقة، ولماذا هذا التراجع المخيف في مستويات فرقها وعدم قدرة لاعبيها على تحقيق الطموحات وتلبية آمال الجماهير، يجيب عضو مجلس إدارة نادي الأنصار ثابت جنيد "أسباب التدني تعود إلى عدم وجود فريق يساند الفريق الأول بالنادي، وغياب الفريق الأولمبي، فبعد الصعود تم تجميع اللاعبين لتكملة العدد". وأوضح "لو كان هناك فريق أولمبي يشارك في دوري الدرجة الأولى لتحسن مستوى الأندية على صعيد المملكة"، مشيراً إلى أن نادي الأنصار اعتمد على سياسة جلب لاعبين من أندية أخرى في الموسم الماضي، إلا أن الحال تغير في دوري زين للمحترفين وتم تنسيق معظمهم. ويرى جنيد أن عزوف رجال الأعمال يعد أحد أهم أسباب تدني الرياضة بشكل عام في المدينةالمنورة، حيث لم يدخل خزينة النادي سوى 400 ألف ريال. من جهته، حمل رئيس نادي أحد السابق الدكتور نجيب أبو عظمة اللاعبين مسؤولية الإخفاق لأنهم يستعرضون تاريخهم مطلع كل موسم كروي ثم لا يقدمون ما يوازي هذا التباهي، كما أنهم يبدؤون الموسم الجديد بمساومة إدارة النادي، يقابلها مراوغات من مجلس الإدارة أو من يمثلها، وبعضهم الآخر يؤدي التدريبات ويبذل الجهد لكنه يفتقد أبجديات كرة القدم، ومنهم من يحضر التدريبات في الوقت الذي يروق له، وفيما يتعلق بالمدرب، فإذا اعتمد على لاعب الخبرة وجده غير منضبط، وإن تجاهله لهذا السبب شنت الجماهير هجوماً عليه بمجرد أن يخسر الفريق. ويقول الدكتور أبو عظمة "أندية المنطقة لم تحقق أي نتيجة مشرفة هذا الموسم لأنها لم تعمل على إعداد الصاعدين من الشباب في الفريق الأول والأولمبي للمستقبل، فيندر أن تجد مدرباً يخطط للسنوات المقبلة وهو يأتي ل(يسترزق) أو (يهرج) ويتفرغ للمكيدات". ويضيف "كانت الأندية في المنطقة وخصوصاً أحد تنتج اللاعبين وأصبحت اليوم تستقدمهم، وعندما نقارن الماضي بالحاضر، نجد أن مدرب الفئات السنية جيد مثل محمد أبو سكيت ويوسف العنبر وعباس غلام، لكننا نسد بهم الثغرات، ثم نتعاقد مع مدربين بناءً على توصية أصدقاء، وجميع مدربي هذه الفئات لا يحصلون على فرص التدريب إلا في أندية مغمورة". وشدد الدكتور أبو عظمة على أهمية العناية بالفئات السنية كأساس لإيجاد اللاعبين وبناء جيل للمستقبل، وكذلك ضرورة توفير مدرب براعم لاكتشاف المواهب مبكراً ومشرف رياضي ذي خلفية تربوية يحسن التعامل والتوجيه، مطالباً بتوفير وسائل مواصلات مريحة، ومتابعة البرعم مع أسرته وفي مدرسته وتنبيهه لأهمية التعليم، والاعتناء بالأنشطة الترفيهية، وتكريم المميزين في السلوك والانضباط والمهارات لبث التنافس وتأكيد التكامل. ويقول أبو عظمة "عندما ينتقل البرعم لمرحلة الناشئين، يكون قد تعود على الانضباط ولديه المهارات لاستيعاب خطط اللعب والتكتيك بما يتناسب مع مرحلته السنية، وعندما ينتقل اللاعب للفرق السنية الأعلى، يصبح أكثر أهلية لمواصلة العطاء، بل إن بعضهم يمكن أن يحصلوا من مرحلة الناشئين أو الشباب على فرصة تمثيل الفريق الأول". وفي سبيل أن تعود رياضة المنطقة إلى سابق مجدها، يرى أن الأمر يتطلب وجود أجهزة إدارية وفنية ودعم مالي حتى تنتقل الخطط من الورق إلى التنفيذ الواقعي. من جانبه، يؤكد الزميل الإعلامي في صحيفة "الرياضي" محمد المرواني أن استقطاب أندية المدينةالمنورة للاعبين من خارج المنطقة يعود إلى العرض والطلب في السوق الاحترافية خاصة بعد تقليص قائمة لاعبي أندية دوري زين والدرجة الأولى، حيث أصبحت تستغني عن اللاعبين الذين لا تحتاجهم، بعكس الماضي الذي كان فيه اللاعب يبلغ الأربعين وهو لايزال مقيداً في سجلات النادي. وذهب المرواني إلى أنه كان بالإمكان الاستفادة من بعض اللاعبين لخبرتهم في أندية المدينةالمنورة من الأهلي والاتحاد بحكم القرب إلا أن كثيراً منهم أثبتوا فشلهم في أحد والأنصار ، لذا يفضل البحث عن المنسقين من صغار السن ممن يمكن إعادة اكتشافهم. وأضاف "لا تزال أندية المدينةالمنورة تسعى لبيع اللاعبين المميزين لاستقطاب هواة بقيمة النجوم مراعاة للإنفاق كونها تعاني من غياب الدعم المالي من قبل رجالات المنطقة". وأكد عضو مجلس الإدارة بنادي أحد عبدالرحمن باعبيد عدم الاستفادة من لاعبي أندية دوري زين للمحترفين لأنهم يلعبون بكبرياء وتعال على حد قوله، وقال "نحن اليوم نبحث عن أندية الظل لأن المستقبل أمامها، وسبب الاعتماد على لاعبي دوري زين المنسقين هو الجمهور الذي لا يرحم ويبحث عن نتائج سريعة دون النظر إلى أهمية مرحلة البناء".