عندما صعد الفريق الكروي الأول لنادي الأنصار إلى دوري المحترفين تنفس مسيرو النادي واللاعبين الصعداء، لأن الصعود كان هدفاً أول سعوا له وحققوه، والآخر دين سددوه، وهدفاً ثالثاً يبحثون عن تحقيقه باعتماد 5 ملايين ريال استكمالاً لميزانية الملايين ال10 التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لأندية دوري المحترفين، على اعتبار أن المكرمة قد اقتصرت على 5 ملايين ريال لأندية دوري الأولى قبل أن يتحقق حلم الصعود. بتحقق الصعود تمت عملية "سداد الدين" الذي كانوا يدينون به لنادي أبها منذ موسمين، بعد فوزهم في اللقاء الأخير من الجولة الثلاثين من مسابقة دوري الدرجة الأولى، أمام منافسهم نادي أبها بنتيجة 3/1، والصعود لدوري أندية المحترفين بعد غياب استمر 6 مواسم متتالية. وتأتي عملية سداد الأنصاريين لفاتورة الصعود بعد أن تكرر سيناريو اللقاء الذي جمع الأنصار وأبها قبل موسمين رياضيين، حيث التقى الطرفان في الجولة الأخيرة من سباق الدوري، على ملعب مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية في الموسم الرياضي2007- 2008 حيث كان الأنصار مطالباً حينها بتحقيق نتيجة واحدة وهي الفوز، كون أن نتيجة التعادل أو الخسارة ستصعد بأبها للمحترفين، وهو ما لم يستطع أن يدركه الأنصاريون، حيث تمكن الأبهاويون حينها من تحقيق نتيجة التعادل في ال30 ثانية الأخيرة من عمر المباراة التي انتهت 2/2 ، أُقصي على إثرها الأنصار من ملامسة طموحه في الصعود، وهو الإقصاء الذي كان سبباً في تدهور الفريق فنياً في الموسم الرياضي 2008- 2009، وتأخره في سلم فرق الدوري بالمركز الحادي عشر، قبل أن ينتفض بانتعاشته من جديد في الموسم الماضي 2009- 2010 ويحقق فيه ثالث مراكز الترتيب دون تحقيق الصعود. بين العقيق والأنصار كان يعرف نادي الأنصار عند تأسيسه عام 1386 باسم نادي العقيق، وألوانه الأخضر والبرتقالي والأبيض، وتعاقبت شخصيات إدارية من أهالي طيبة الطيبة لإدارة كرسي رئاسة النادي، وقد كان أول رؤسائه حينما كان يعرف ب"العقيق" محمد صالح عزي، تبعه بعد ذلك كل من: مسعد الغمراوي، محمود دقل، عبدالرحمن رفة، عبدالعزيز الربيع، ولم تشهد فترة رئاسة أيِّ من أولئك الرؤساء آنذاك مشاركة فريق القدم ضمن أندية الممتاز، وبعد أن انتقل النادي إلى اسمه الجديد "نادي الأنصار" كان أول رئيس له عبدالعزيز الربيع، ثم عبدالرزاق طالب حكيم، ولم تحظى فترة رئاستيهما بصعود الفريق للممتاز، قبل أن يضع محمد زامل شيناوي بصمته ويصعد بالفريق كأول رئيس للنادي يحقق ذلك، و لم يتمكن عبد الله خطيري الذي أعقبه في الرئاسة من تحقيق إنجاز سابقه، قبل أن يعود مجدداً عبدالوهاب قطان للصعود للممتاز، ومناضلة بقائه ضمن صفوف الكبار موسمين متتاليين، وهو الإنجاز ذاته الذي سار على ركبه الرئيس السابق مصطفى محمد بلول، الذي استطاع إبقاء الفريق في الدوري الممتاز موسمين آخرين، قبل أن يهوي الفريق في رئاسة الأخير لأندية الدرجة الأولى، وخلفه عبدالوهاب عبدالله قطان مكملاً ما تبقى من فترة رئاسة الأخير، قبل أن ينتخب الرئيس الحالي محمد بهاء الدين نيازي رئيساً للنادي، الذي إمضى فترة 5 مواسم متتالية بحثاً عن الصعود، ولم يتمكن من ملامسته إلاَّ في الموسم الحالي. البحث عن الصعود منذ أن هبط الأنصار لأندية دوري الدرجة الأولى استمر نضاله في البحث من جديد عن طريق العودة لأندية الدوري الممتاز، حيث كانت نتائج أول مشواره مع المدرب التونسي السابق عبدالمجيد شتال غير مرضية، في ظل النتائج التي لم تطمح لها إدارة النادي، حيث أفضت تلك النتائج بالإدارة إلى تسريح الأخير من الإشراف على الجهاز الفني، وإسناد مهمة تدريب الفريق للمدرب الوطني أيوب غلام، دون أي يقدم الأخير أية نتيجة تذكر في مسار تقدم الفريق أو صعوده، إلى أن تم التعاقد مع المدرب التونسي جميل القاسم الذي استطاع بتكاتف الجهاز الفني والإداري والروح المرتفعة للاعبين من اقتراب ملامسته في الموسم الماضي، لولا أن النتائج في الجولتين الأخيرتين من مسابقة الدوري حالت بينهم والصعود، قبل أن يتحقق لهم ذلك في الموسم الحالي. التأثيرات الفنية المشرف العام على فريق كرة القدم بنادي الأنصار بندر الأحمدي، تحدث من مكان تواجده بمدينة دبي، وذكر بأن التوفيق والجهدين المتلازمين للجهازين الفني والإداري إضافةً للاعبين، هو العنوان الرئيس لقصة الصعود بالفريق، مشيراً إلى أن خبرته الفنية كمحلل فني لمسابقة أندية الدرجة الأولى على مدى ثلاث السنوات الماضية ساهمت في كشف المنهج الفني الذي يجب أن يحتاط له ويسلكه الفريق في لقاءاته، وبين الأحمدي بأن تواجده في دبي بغرض "إتمام صفقات تعاقد مع عدد من اللاعبين لتهيئة الأجواء منذ وقت مبكر لخوض مباريات دوري المحترفين، وتأمين 3 أطقم من الملابس الخاصة بلاعبي الفريق وفق مواصفات هيئة دوري المحترفين، فضلاً عن أجهزة طبية وأخرى تدريبية تعد من الاحتياجات الأساسية الواجب توفرها للاعبين خلال فترة الإعداد وأثناء الموسم الرياضي". خبرة حارس ومدافع قال الحارس الدولي السابق حارس مرمى الأنصار عبده بسيسي "إن صعود فريقه لدوري المحترفين جاء متأخراً نوعاً ما"، على اعتبار أن الفريق ظل يبحث عن مقعد شاغر يرتقي به لأندية المحترفين 6 مواسم متتالية، ولكن بسيسي لم يقلل في الوقت نفسه من مكانة ومجاهدة فريقه في الموسمين الماضيين، وأضاف "شارفنا على التأهل الموسم الماضي لولا أن نتائج الجولتين الأخيرتين من المسابقة خذلت طموح صمود النادي بترجمة نتيجة جهد الموسم لفرحة رياضية أنصارية، وانتقالها لأشقائنا في نادي التعاون بمنطقة القصيم"، وحول مدى مقدرة زملائه اللاعبين الحاليين فنياً على خوض غمار لقاءات الموسم القادم مع الأندية الكبيرة واختلاف حجم المسابقتين بالمستوى والأداء، قال بسيسي" الوضع الفني للفريق سيكون مغايراً بشكل كلي نحو الأفضل، كون إدارة النادي تعمل على غربلة المقدرات الفنية للاعبين وبلورتهم بشكل فني ونفسي، فضلاً عن البحث عن 4 محترفين أجانب، بالإضافة للاعبين محليين، وهو ما سيساعد بفضل تكاتف زملائي اللاعبين في تقديم المستوى الفني الذي يليق بمكانة وحجم الأنصار". وفي ذات السياق والرأي اتفق مدافع الفريق فهد المرواني مع زميله بسيسي بأن تحقيق صعود الفريق لدوري المحترفين تأخر، لكنه شدد على أن مستوى فريقه ومنافسته على الصعود في ثلاثة المواسم الماضية لم تكن طريقاً سهلاً أمام الفرق المنافسة، بدليل "أن ترتيبنا في سلم فرق الدوري كان في المركز الثالث"، وأشار المرواني إلى أنه وزملاءه قاوموا وبضراوة طيلة فترات الموسم الماضي والحالي على عدم الاستهانة أو التفريط بنتائج الفريق، وهو ما استطاعوا أن يترجموه بقطف ثمرة الصعود من شجرة طال قطف ينعها ست سنوات متاليية. الفنون الجماهيرية من جهته بين رئيس الرابطة الجماهيرية لفريق الأنصار حسن فخراني بأن صعود فريقه لأندية المحترفين يعد بحد ذاته نوعاً من الفن الجماهيري والرياضي، معتبراً في الوقت نفسه أن وجه المفارقة بين المؤازرة الجماهيرية بالأهازيج الفنية سيكون مغايراً مع الفريق في الموسم المقبل، على اعتبار وجه الفارق بين المسابقتين على حد وصفه، يلزمهم بأن يكون جاهزين له ، وأضاف "ونحن نستعد من الآن على الأهازيج الجديدة لمؤازرة الفريق، مختتماً حديثه بسرد الأبيات الذي تم استحداثها نشيداً رياضياً للفريق :- أنصار المدينة يا سيداً بعرش الرياضة والمبدعين باسمك نسمو ومجدك يزهو ونصرك نرجو برب معين موسم ذهاب بلا عودة من جهةٍ أخرى، بين أمين عام النادي ثابت جنيد بأنه يتمنى بأن يكون الموسم الحالي للفريق هو موسم الثبات في دوري المحترفين دون حجز مقعد للعودة لأندية الدرجة الأولى، معتبراً بأن الفرصة الثمينة التي حققها الفريق سيستميتون في المحافظة عليها، إن لم يكونوا من المنافسين الأوائل في جميع اللقاءات، وحول نظرته في اللاعبين المؤهلين وغير المؤهلين للعب في دوري المحترفين، بين جنيد بأنهم ماضون قدماً في إشعار اللاعبين غير المسجلين للمشاركة مع الفريق في الموسم المقبل، و إتاحة الفرصة لهم في البحث عن أندية أخرى يمكن لها أن تستفيد من خدماتهم الفنية، مبيناً في الوقت نفسه بأن دراسة ملفات اللاعبين من المحترفين الأجانب ما زالت مستمرة، للوصول بنتيجة التعاقد مع لاعبين مثمرين تكون لهم بصمة التغيير والتأثير على وتيرة الأداء الفني مع لاعبي النادي. وحول إذا ما كانت مسألة الصعود ستكون لموسم رياضي واحد فقط، أم أنها على غير ذلك، بين جنيد بأن المستويات الفنية التي استطاع أن يقدمها أشقاؤهم في نادي الفيصلي والتعاون والرائد مكنتهم من مقارعة أندية تفوقهم بفوارق فينة، ومنافستها وإحراجها في كثير من الجولات التي جمعت بينها وبين تلك الأندية، وهو ما انعكس على ضمان بقائهم لأكثر من موسم، مشيراً إلى أن "طموحنا لن يقل وإن لم يكن أعلى من تلك الأندية في المحافظة على الجمع بين المنافسة والبقاء"، ملقياً بحجم التعويل الكبير على المدرب البوسني بلاز سليسكوفيتش للعمل على إعداد الفريق وتأهيله التأهيل الأمثل فنياً وبدنياً، معتبراً أن النتائج الإيجابية للفريق ستظهر من الإعداد والتحضير الجيد للمدرب متى وفق لذلك. وعن رأيه نحو تحفيز إدارة النادي بالتعاون مع أشقائهم في نادي هجر لتقديم مطالبة ثنائية لسمو الرئيس العام مفادها بحث إمكانية اعتماد صرف 5 ملايين ريال استكمالاً لميزانية عشرة الملايين ريال التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لأندية دوري المحترفين، على اعتبار أن المكرمة قد اقتصرت على خمسة ملايين ريال لأندية دوري الأولى قبل أن يتحقق لهم الصعود، أجاب جنيد "هذا مقترح بناء وإيجابي ونتمنى أن يتبنى سمو الرئيس العام هذا المقترح وتمنح لنا مع أشقائنا في نادي هجر وفقاً لقرار المكرمة الملكية أسوةً بأندية المحترفين"، مشيراً في الوقت نفسه بأن الدعم المادي لهم في النادي يعد معضلة كبيرة؛ يبحثون عن حلول لها بدعم من رجال الأعمال بالمنطقة، فضلاً عن دعم ورعاية الشركات الخاصة.