أجمع الناطقون الأمنيون لشرط المناطق على ضرورة فتح قنوات جديدة من التواصل بين الأمن العام ووسائل الإعلام المختلفة، عطفا على ما تشهده الفترة الحالية من ثورة معلوماتية، بما تحتويه من تقنية الإعلام الجديد والحرص على مواكبتها والتعامل بشفافية مع كافة وسائل الإعلام. جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع ناطقي الشرط بمختلف مناطق المملكة ومساعديهم بعدد من الإعلاميين مساء أول من أمس بمقر صحيفة الوطن بأبها، بحضور مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالأمن العام العميد دكتور محمد بن عبدالله المرعول. واستهل العميد المرعول اللقاء بتسليط الضوء على أهمية الدور التكاملي بين الأمن العام وبين وسائل الإعلام على اعتبار أن الناطقين الإعلاميين يناط بهم دور مهم يتمثل في إبراز الحقيقة ونقلها وتقديمها بكل شفافية وصدقية إلى الجهات الإعلامية، في حين يتعين على الإعلاميين تقدير ما يجب نشره والإفصاح عنه من القضايا الأمنية، وذلك بهدف المحافظة على أطراف القضية وتداعياتها، مؤكدا أن الهدف الأساسي هو نشر الوعي الأمني ضمن إطار ومنطلقات الإعلام الأمني وتقديم المعلومة الصحيحة للمتلقي دون مبالغات. واستعرض العميد المرعول النجاح الذي حققته وزارة الداخلية في إحداث تجربة الناطق الإعلامي، إذ شجع ذلك الإجراء كثيرا من الوزارات والإدارات والقطاعات الحكومية للاستفادة منها وتطبيقها على أرض الواقع في كثير من الجهات الحكومية، معتبرا أن الأمن العام لم يتوقف دوره عند تعيين متحدثين إعلاميين للشرط فحسب بل عمل على تقييم التجربة ورصد إيجابياتها وسلبياتها، لافتا إلى أن ملتقى أبها يأتي في إطار تطوير عمل ناطقي الشرط، والعمل على تعاطيهم بشكل أفضل مع وسائل الإعلام لاسيما الحديث. وكشف عن توجه وزارة الداخلية بدعم من مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف للتنسيق مع الجهات الإعلامية المختلفة لتأهيل وتدريب محررين أمنيين، يمثلون جهاتهم الإعلامية لدى الشرط. حوار مفتوح بعد ذلك أدار رئيس قسم الرأي المكلف الزميل أحمد التيهاني حوارا بين ناطقي الشرط والإعلاميين، إذ أكد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الرياض العقيد ناصر القحطاني أن الصحف المحلية لا تحدد شخصا معينا للتواصل مع ناطق الشرطة الذي يتلقى اتصالات متعددة من أكثر من محرر صحفي من صحيفة واحدة في ظل غياب هوية بعض الصحفيين، لافتا إلى عدم تقدير بعضهم لعدم تمرير بعض المعلومات لمحاذير تتعلق بسير القضية ومراحل التحقيق أو محاذير اجتماعية وإنسانية أخرى، فضلا عن ارتباط بعض القضايا بجهات أخرى. وفي مداخلة للزميل محمد آل عطيف أكد خلالها على ضرورة عقد لقاء سنوي يجمع ناطقي الشرط والجهات الأمنية بالإعلاميين، تحت عنوان "ماذا يريد الإعلاميون من ناطقي الشرط، وماذا يريد ناطقو الشرط من الإعلاميين؟" وصولا إلى تحقيق أقصى درجات التقارب وتحقيق كل جهة لأهدافها بصورة صحيحة. وعلق العميد المرعول بقوله "إن تواصل اللقاءات مطلب ملح للتطوير، وما لقاؤنا هذا إلا تجسيد لحرص الأمن العام على تطوير أداء الناطقين الإعلاميين، وزيادة التواصل مع رجال الإعلام". وأشار الناطق الإعلامي لشرطة محافظة الطائف الرائد تركي الشهري إلى كثرة الصحفيين الذين يتصلون على الناطق الإعلامي لطلب معلومات معينة عن بعض الحوادث والقضايا، وجميعهم من صحيفة واحدة، مطالبا مسؤولي الصحف بتحديد شخص معين، وتزويد ناطق الشرطة باسمه، منتقدا خوض بعض الصحفيين في تفاصيل دقيقة من شأنها الإضرار بسير بعض القضايا الأمنية. وانتقد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة تبوك الرائد خالد الغبان، تجاوزات بعض الإعلاميين وعدم تقيدهم بالمادة المرسلة لهم سواء كانت تحريرية أم شفهية وإقحام متحدث الشرطة أحيانا في زاويا معينة من الخبر الصحفي لا علاقة له بها، مطالبا بتحري المزيد من الدقة، وبما يضمن زيادة التواصل بين الإعلام والأمن. توسيع التعاون وأكد مدير التحرير الزميل ماجد البسام، على ضرورة منح بعض الصلاحيات لبعض مديري الشرط في المحافظات للرد على استفسارات الإعلاميين مقارنة باتساع بعض المناطق وكثرة مقار الشرط بها مما قد يتعذر على ناطق واحد تغطية منطقة كبيرة. وأشار البسام خلال مداخلته إلى ضرورة تقديم مواد نوعية من قبل ناطقي الشرطة تتعلق ببعض الإنجازات الأمنية، وما يتعلق بالجريمة، وإحصاءات تجسد المجهودات الأمنية المبذولة، فيما علق العميد المرعول بأنه سيتم النظر في الملاحظات علما بأنه من الصعب فتح الباب على مصراعيه لأن يتحدث مديرو الشرط في المحافظات والمراكز إلى وسائل الإعلام، وتقنين ذلك يسهم في التعاطي مع وسائل الإعلام بشكل أمثل. ولفت رئيس قسم حياة الوطن الزميل محمد الفهيد إلى أن عامل الوقت يلعب دورا مهما في الوقت الحاضر على اعتبار أن الصحف الإلكترونية تسبق الورقية في نشر الأخبار مما يستدعي التوسع في تفاصيل الخبر في الصحيفة الورقية، ويتطلب ذلك المزيد من تفهم ناطقي الشرطة لذلك الأمر، وحري بهم أن تتسع صدورهم للرد على استفسارات الصحفيين وطرح مثالا حيا لتعرضه لمشكلة في التواصل مع أحد ناطقي الشرط في هذا الخصوص. وأجمع الحضور على ضرورة دفع عجلة التواصل بين ناطقي الشرط والإعلام، وضرورة رد ناطقي الشرط على استفسارات الصحفيين، والتأكيد على أن فكرة الناطق الإعلامي تأتي لإلغاء الاعتماد على المصادر التي تسببت في نشوء بعض الخلافات بين الجهتين. وفي ختام اللقاء شرف الجميع حفل العشاء الذي أقامته مؤسسة عسير للصحافة والنشر تكريما للناطقين ومساعديهم، بعد ذلك جرى تبادل الهدايا التذكارية بهذه المناسبة. وكان ناطقو الشرط ومساعدوهم في مختلف المناطق قد زاروا صحيفة الوطن أول من أمس، واستمعوا لشرح من مدير التحرير الزميل ماجد البسام عن آلية سير العمل في أقسام الصحيفة، ومراحل الطباعة.