أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في خطبة الجمعة أمس، ضرورة أن يلتزم المسلمون حياض الجماعة خصوصا في هذا الزمن الذي يشهد انتشار الفتن. وأشار إلى قول الله عز وجل "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا"، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ثلاثة لا يَغِلُّ عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لِلَّه، ومُنَاصَحة ولاة الأمر، ولزوم جَمَاعَة المسلمين". وأضاف: وفي معنى ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية "ثم إن الاعتصام بالجماعة والائتلاف من أصول الدين"، ويقول العلاَّمة ابن القيم "ولُزوم الجمَاعة مِمَّا يُطهِّر القلب من الغِلِّ والغِشِّ، فإن المسلم للزومه جَمَاعة المسلمين يُحِِبُّ لهم ما يُحِبُّ لِنفسه، ويَكْرَه لهم مَا يكرهُ لها، بِخِلاَف من انْحازَ عنهم، وانْشغل بالطَّعْن عليهم والذَّمِّ لهم". واستطرد قائلا: ولن تَلْتَئِم مِن الأمّةِ مَصَالِحُها، وتتحَقَّق مَنَاجِحُها، إلاَّ بِالجَمَاعَة، ولا جَمَاعَة إلاَّ بإمَام ولا إمَام إلاَّ بِسَمْعٍ وطاعة. وطالب الشيخ السديس، المسلمين بأن يجْتمِعوا على وحْدَتِهم وأن يأتلفوا، ولا يكونوا كَمَنْ تنازعوا واخْتَلَفوا، وأن يعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وأن يلتزموا بالجماعة، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شَذَّ شَذَّ في النار. وفي المدينةالمنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، إن سبب السعادة هو التوبة إلى الله، ومعنى التوبة هو الرجوع إلى الله والإنابة إليه من كل فعل محرم وإثم أو من ترك واجب أو تقصير فيه، بصدق قلب وندم على ما كان، مشيرا إلى أن التوبة باب عظيم تتحقق به الحسنات الكثيرة العظيمة التي يحبها الله لأن العبد إذا أحدث بكل ذنب يقع فيه توبة كثرت حسناته ونقصت سيئاته. ووجه الشيخ الحذيفى حديثه للمسلمين قائلا: تحيط بكم أخطار عظيمة وتنذركم خطوب جسيمة، وقد نزلت بالمسلمين نوازل وزلازل وأصابتهم الفتن والمحن، واشتدت عليهم الكربات وضاقت عليهم الأمور، وصار بأسهم بينهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فإنه لا مخرج ولا نجاة لهم من هذه المضائق والكربات والشدائد والفتن المظلمة المدلهمة إلا بالتوبة إلى الله والالتجاء إليه.