قدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد الأجانب الذين لا يزالون في ليبيا ب800 ألف شخص من جنسيات مختلفة. وأوضح رئيس بعثة المنظمة في طرابلس لورانس هارت أن الرقم وضع "بناء على تقديرات المنظمة الدولية للهجرات". إلا أنه أضاف أنه غير قادر على تحديد عدد الأجانب الراغبين في الرحيل. وتابع هارت أن المنظمة تلقت طلبات عدة من سفارات دول أفريقية لمساعدتها في إجلاء رعاياها. وكانت المنظمة طلبت مطلع مارس من السلطات الليبية السماح لها بإرسال بعثة إنسانية لمساعدة عشرات آلاف المهاجرين الذين ينتظرون إجلاءهم. وقال هارت الموجود في الخارج "لم نتلق ردا بعد". وأفاد بيان للمنظمة العليا للاجئين بتاريخ 16 مارس بأن قرابة 280 ألف شخص فروا من أعمال العنف في ليبيا منذ 20 فبراير من بينهم أكثر من 151 ألفا نحو تونس و118 ألفا نحو مصر. من جانب آخر وعلى مدار الأسبوعين الماضيين كان مسؤولو الجمارك التونسية في معبر رأس جدير على الحدود مع ليبيا يترقبون تدفق العمال الفلبينيين فرارا من الاضطرابات والموت. وعندما أصدر الجيش التونسي في اليوم الثامن من مارس الجاري تحذيرا لحرس الحدود بهذا الاحتمال، أخطرهم أيضا بالتأهب لتدفق ما يصل إلى 13 ألف فلبيني هم إجمالي من تبقى في ليبيا، بعدما غادر 9100 فلبيني البلاد في الأيام الأولى للاضطرابات. ولكن ورغم الطلبات المتكررة من الخارجية الفلبينية في مانيلا ومناشدتها كافة رعايا البلاد بمغادرة ليبيا، لم يعبر أي منهم الحدود، ما خلق حالة من الحيرة عند حرس الحدود. وقال أحد رجال حرس الحدود التونسية، الذي يدعى حامد "ننتظر الفلبينيين ولكن أين هم؟". وظهر أن هناك سببا واحدا لعدم مغادرة العديد من العمال الفلبينيين ليبيا، حيث يتواجد معظمهم هناك بشكل قانوني. وغادر ألبرت ديل روساريو القائم بأعمال وزير الخارجية الفلبيني ليبيا قبل يومين عبر المعبر الحدودي في رأس جدير، بعدما كان قد سافر إلى هناك بنفسه للإشراف على آخر موجة من عمال بلاده المهاجرين، ومرافقتهم إلى مأمنهم. لم يكن برفقة الوزير سوى 31 عاملا فلبينيا فقط لدى مغادرته ليبيا. كما غادر ثلاثة آخرون عبر الحدود المصرية. وقالت باميلا، وهي ممرضة فلبينية كانت تعمل بأحد مستشفيات بنغازي، أثناء تواجدها في مطار جربا بتونس "كنت خائفة من مغادرة ليبيا... كنت أكسب خمسة آلاف دينار ما يعادل 2900 يورو شهريا. كان هذا مرتبا جيدا". وتوجهت باميلا إلى صالة المغادرة بالمطار، وهي تمسك بدمية طفلتها التي ولدت في ليبيا، وقالت "فعلا لا أعتقد أنني سأجد وظيفة مماثلة إذا عدت إلى مانيلا... لكن سلامة أطفالي أهم". وتقول الخارجية الفلبينية: إن 1600 من أصل 2000 ممرضة فلبينية قررن البقاء في ليبيا إضافة إلى نحو مئة أستاذ جامعي. يذكر أن معظم العمالة الفلبينية في ليبيا تعمل في القطاعات الأكاديمية والطبية وقطاعات الضيافة. وقالت رافايلا جاميريز (30 عاما) أستاذة التمريض في ليبيا: إنها والعديد من صديقاتها فضلن البقاء في ليبيا، مضيفة في محادثة هاتفية من بنغازي "تحصل الممرضات على رواتب ممتازة هنا". وأوضحت "إذا تواصل القتال، فستكون المستشفيات بحاجة إلى ممرضات مؤهلات. أنا لا أريد المغادرة... المشكلة التي تواجهنا هي إرسال النقود إلى أسرنا حيث توقف الطيران".