عبرت الخارجية السعودية عن ارتياحها أمس لإصدار القاضي مارك هينان في مدينة سينتيغال بولاية كولورادو الأمريكية حكماً قضائياً بتخفيض الحكم الذي سبق أن صدر ضد الطالب السعودي حميدان التركي، من 28 سنة إلى ثماني سنوات قضى منها أربع سنوات ونصف وتبقى له 3 سنوات ونصف، بعد اكتشاف محامي الدفاع الجديد للسجين التركي وجود خطأ قانوني أدى إلى اعتراضه على الحكم والمطالبة بإعادة محاكمته بحسب قانون الولاية، ليقر الإدعاء العام والقاضي أن الحكم بالسجن لمدة 28 سنة على حميدان التركي كان حكماً غير قانوني. وعبر رئيس الدائرة الإعلامية في الخارجية السعودية السفير أسامة نقلي، عن ارتياح بالغ من قبل الوزارة للحكم الصادر ضد حميدان التركي، وقال في بيان صدر أمس إن تصحيح الحكم جاء ثمرة تعاون التركي وأسرته مع الوزارة مما مكن من وضع اليد على جملة من الأخطاء التي وقع بها محامي الدفاع السابق الذي اختاره حميدان التركي. وأضاف نقلي أنه كان لشريط الفيديو الذي أعده الفريق القانوني لوالدة السجين حميدان التركي وزوجته وبناته وعرضه على القاضي خلال جلسة الاستماع، والذي تم من خلاله إيضاح الوضع النفسي والصحي خلال الفترة الماضية لأفراد أسرته وحاجتهم الماسة لتواجده معهم مردود إيجابي خلال جلسة الاستماع. وأفاد أنه وفقاً لرأي الفريق القانوني سيكون التركي مؤهلاً لما يعرف في القانون الأمريكي بحق إطلاق سراح مشروط؛ الذي يمكن من خلاله إخلاء سبيل التركي ليمضي المدة المتبقية من سجنه خارج السجن متى ما كان حسن السلوك، موضحاً أن للتركي حق المطالبة حالياً بهذا الحق خلال فترة وجيزة. وأشارت الوزارة في ختام تصريحها إلى أن الحكم الذي تم انتزاعه من القاضي والمدعين العامين يتطلب أن يدخل التركي في برنامج تأهيلي خاص بالموقوفين في قضايا جنائية وفقا للقانون الأمريكي، مبينا أن الفريق القانوني سوف ينسق مع التركي ومسؤولي السجن في ولاية كولورادو لإنجاز هذا البرنامج في أسرع وقت. ومن جانبها حاولت "الوطن" الاتصال بالمتحدث باسم أسرة التركي لكنها لم تنجح، لكن بياناً أصدرته أسرته عشية الإعلان عن حكم التخفيف جاء فيه أن الحكم لم يرق إلى تطلعات هيئة الدفاع وأسرته، إذ يأملون في الاكتفاء بالفترة التي قضاها في السجن، وأن القاضي أخذ في الاعتبار عدداً من المبررات الأخرى التي منها رسائل الفيديو الموجهة له من والده وزوجته وأبنائه طالبوه فيها بإنهاء معاناتهم، وكذلك رسالة سفير خادم الحرمين في واشنطن عادل الجبير التي أشار فيها إلى حسن سيرة التركي واهتمام القيادة والشعب في المملكة بقضيته، وأنه يستبعد قيامه بالأعمال المتهم بها، كما أن التركي عضو فاعل في المجتمع، فضلاً عن رسالة مدير السجن السابق الذي أثنى على أخلاق التركي، وقال إنه كان متعاوناً ومشاركاً في برنامج تأهيل السجناء للخروج من السجن وتسهيل انخراطهم في المجتمع.