رغم الجودة العالية التي تمتاز بها خيوط «الزري» الذهبية والفضية المستوردة من ألمانيا، والتي تتم خلالها صناعة المشلح «الأحسائي»، إلا أن موسمي رمضان وعيد الفطر الحاليين، شهدا زيادة في الإقبال على تطريز خيوط «الزري» ذات الصناعة الهندية، وتراجعت نسبة مبيعات المشالح الأصلية المصنعة من الزري الألماني، بنسبة تجاوزت 40%، مقارنة بموسمي رمضان وعيد الفطر الماضيين. الموسمان الأضعفان أشار إبراهيم عمار العمار «خياط- صاحب معمل خياطة مشالح في الأحساء» ل«الوطن» أمس، إلى أن موسمي رمضان وعيد الفطر الحاليين، يعدّان الموسمين الأضعفين مقارنة بالمواسم السابقة في مبيعات المشالح الأحسائية ذات الجودة العالية، والتي تعتمد في صناعتها على تطريز الزري «الألماني»، بعد دخول الزري الهندي، والمشالح المصنوعة بواسطة الكمبيوتر، موضحا أن شريحة واسعة من الذين يرتدون المشالح، لا يستطيعون تمييز الفرق بين النوعيتين من الزري، بيد أن الأمر يتضح فيما بعد من أول غسيل، إذ يتضح الفرق بينهما بشكل كبير. الجاليات الهندية أضاف العمار أن الزري «الألماني»، يتم استيراده بطريقة رسمية خلال تجار كبار متخصصين عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية للمملكة، بينما يتم جلب الزري «الهندي» خلال الجاليات الهندية القادمة إلى المملكة، فمعظم أبناء الجالية الهندية عند استقدامهم أو عند عودتهم إلى المملكة يجلبون معهم كميات كبيرة من الزري «الهندي»، ويتم تسويقه في المملكة بأسعار زهيدة يصل فيها سعر الكيلوجرام إلى 800 ريال، بينما سعر الكيلوجرام للزري الألماني 7400 ريال. وأوضح أن مفردة «البشت الحساوي»، يتم إطلاقها على المشالح المصنعة في الأحساء، وذات الجودة العالية التي ترتكز في صناعتها على الزري الألماني، والأيدي العاملة الوطنية من أبناء الأحساء، إذ اشتهرت بها نحو 20 عائلة من أبناء الأحساء، ويمتلكون نحو أكثر من 45 معملا لصناعة وخياطة «البشت الحساوي»، حتى أن عبارة «البشت الحساوي»، أصبحت علامة تجارية وعلامة فارقة بين الصناعات الأخرى. دول الخليج أشار العمار إلى أن السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي، فضلوا في هذا الموسم اللون «الليموني»، وهو الأكثر بيعا في معامل الأحساء حاليا، والأقمشة الخفيفة جدا «الصيفية»، لتتواكب مع ارتفاع درجات الحرارة في هذه الأيام، لافتا إلى أن كثيرا من المعامل في الأحساء لم تضطر إلى زيادة الطاقة التشغيلية والإنتاجية، خلال توفير عاملين وزيادة ساعات العمل، بسبب انخفاض الإقبال في الموسم الحالي. أنواع الزري قال علي العبدالسلام «خياط»، إن دخول أنواع من الزري، بعضها ذات جودة منخفضة، يكشف حاجة سوق المشالح في الأحساء إلى شيخ «الخياطين» لضبط ممارسة المهنة والقضاء على سلبياتها، وحمايتها من الأضرار والخسائر كمهنة عريقة، اشتهرت بها الأحساء منذ سنوات طويلة، وأصبحت رافدا اقتصاديا مهما في الصناعة المحلية، وذلك أسوة بشيخ «الصاغة» وشيخ سوق التمور، وغيرهم، ويتولى شيخ «الخياطين»، إصدار الرخص المهنية في هذا المجال، وذلك بالتعاون مع أمانة الأحساء، واقتصارها على ذوي الكفاءة العالية لضمان جودة المنتج، وسهولة متابعة المعامل باستمرار، وكشف حالات الغش والتلاعب، التي قد لا يميزها إلا ذوو الخبرة، والتعامل مع معامل معروفة ومشهود لها بالخبرة، لافتا إلى أن الحاجة إلى شيخ الخياطين في الأحساء، يؤكد للجميع تميز الصناعة في الأحساء عن غيرها على مستوى الدول العربية، ويوقف حالات التقليد، ووضع علامة تجارية «صنع في الأحساء»، ومنع تزويرها في مواقع أخرى.