شهدت سوق المشالح رواجاً كبيراً خلال موسم الصيف الحالي حيث موسم الأعراس، وسجلت المبيعات ارتفاعاً كبيراً، قدّره عاملون في سوق المشالح بنحو 60 في المئة، مقارنة بالأيام العادية. وأوضح عاملون في أسواق المشالح ل«الحياة» أن السوق شهدت منذ بدء الإجازة الصيفية إقبالاً كبيراً، وتصل أسعار بعضها إلى 10 آلاف ريال للأنواع الفاخرة، إذ تختلف الأسعار بحسب النوع والخياطة. ويعتبر المشلح الحساوي الأفضل والأغلى والأكثر طلباً لجودته العالية في السوق الذي يتجاوز حجم الاستثمار فيها بليوني ريال. ويقول متعهد خياطة وبيع المشالح الحساوية فهد السيف إن أسعار المشالح تتأثر بسعر صرف العملات الأجنبية، إذ إن الكثير من المواد المستخدمة في صناعتها تستورد من خارج السعودية، موضحاً أن قماش المشالح مصنوع من أنواع عدة، وهناك «الزري» وهي الخيوط الصفراء التي توضع في أطراف المشلح العليا، وهي من الذهب من عيار 5.5 و7.5 و10.5، وكلما زاد رقم العيار ارتفعت درجة لمعان «الزري» وزاد ثمن المشلح. وأشار إلى أن أسعار المشالح ثابتة منذ فترة على رغم الإقبال الكبير عليها، مرجعاً ذلك إلى الحرص على كسب العملاء، وبخاصة بعد انصراف كثير من الشباب عنها. من جهته، أشار صاحب أحد محال بيع المشالح سليمان السعيري إلى أن المشالح الحساوية من أفضل المشالح السعودية، وهي مصنعة يدوياً، وتمتاز بالتطريز الزري المذهب، وهو من النوع الألماني عيار 10، كما أن القماش من أجود أنواع الأقمشة اليابانية، مع ضمان شامل على المشلح لمدة ثلاث سنوات، ويتم تقديمه في علب فاخرة مع إمكان الحفر عليها بالليزر في حال الرغبة في الإهداء، ويكون تفصيله بحسب الطلب والنوع واللون الذي يختاره العميل. واعتبر السعيري الإجازة الصيفية أهم مواسم بيع المشالح، فهو موسم الزيجات في السعودية، وتعتبر المشالح رمزاً لوجاهة وأناقة الرجل، وارتفع الطلب عليها بنحو 60 في المئة مقارنة بباقي أوقات العام، كما أن مواسم الأعياد يزداد فيها الطلب، مشيراً إلى سيطرة اللون الأسود في مواسم الزيجات. وعن أهم أنواع البشوت، قال على مستوى العالم يعتبر البشت النجفي من أشهرها وأقدمها، إذ يمتاز بخفته وجمال لونه وتطريزه، وهذا البشت غالي الثمن، يليه بشت «دشتي»، وهو من البشوت المعروفة بلونين، إذ يتحول لونه تبعاً للإضاءة الموجودة، وكذلك البشت الحساوي، وهو المصنوع في الأحساء، ويتم تصديره إلى مختلف مناطق السعودية وبقية دول الخليج والعراق. وحول أسعار البشت الحساوي، قال: «إذا كان قماشه من النوع الكشميري، أو الحرير الحر فإن سعره يصل إلى 10 آلاف ريال، ويوجد مشلح لفصل الشتاء وآخر لفصل الصيف، فالأول يصنع من الوبر، وهو قماش ثقيل، ويستخلص النوع الأصلي من وبر الإبل الطبيعي، ومنه المُصنع من خيوط مادة البوليستر، وتتراوح أسعاره بين 250 ريالاً و 1500 ريال». من جانبه، قال مالك أحد محال بيع وتفصيل المشالح صالح الدويش، إن المشلح السوري أصبح ينافس الحساوي، نظراً لتدني سعره، إذ أصبح الإقبال عليه من طرف ذوي الدخل المحدود. وأشار إلى أن العمالة الوافدة أصبحت تسيطر بشكل كبير على السوق، مرجعاً ذلك إلى قيام أصحاب محال المشالح بجلب العمالة، وإعطائهم كل أسرار المهنة، وإبعاد أصحابها الأصليين منها، مقدراً حجم الاستثمار في سوق المشالح بنحو بليوني ريال، وتسيطر المشالح السعودية على 70 في المئة من حجم السوق. وأشار إلى أنه يتم استيراد الخيوط المذهبة من انكلترا وسويسرا، وهي تحتاج إلى مهارة في العمل، وهو ما يمتاز به بعض أبناء الأحساء المشتغلين بهذه المهنة، وهم قلة الآن. من جهته، أكد علي قاسم عامل في مجال المشالح إن البائعين باتوا يقومون بتأجير المشالح، وهناك قبول كبير على استئجار المشالح المستعملة النظيفة، وبخاصة الفاخر منها. وحول أسعار التأجير، قال إن الأسعار تبدأ من 100 ريال للمشالح العادية، وتصل إلى ألف ريال للمشالح الراقية، وتمتد فترة الإيجار ثلاثة أيام، ويتم التأمين على المشالح باختلاف قيمتها وجودتها بقيمة لا تقل في معظم الأحيان عن 1500 ريال.