سجلت مبيعات المشالح "الحساوية"، تقلصا ملحوظا خلال موسمي رمضان وعيد الفطر الحاليين، بنسبة 20%، مقارنة بمبيعاتها خلال الفترة ذاتها من الموسم الماضي، نظرا لانخفاض مستوى لمعان "الزري"، المستخدم في صناعة المشالح، إذ يبدو اللمعان باهتا نوعا ما، وهو الأمر الذي خلق شكوكا كبيرة عند الزبائن حول انخفاض مستوى جودة "الزري"، وبالتالي انخفاض مستوى المشلح، وذلك في الوقت الذي تبلغ فيه الطاقة الإنتاجية لمعامل خياطة المشالح في الأحساء خلال موسمي رمضان والعيد، أكثر من 10 آلاف مشلح، بقيمة إجمالية تقدر ب40 مليون ريال. وقال إبراهيم عمار العمار – خياط وبائع- إن معظم الزبائن، ممن يرتدون المشالح بكثرة في المناسبات المختلفة، يعدّون من ذوي الخبرة في معرفة التفاصيل الدقيقة للمشلح، وأن مادة خيوط "الزري"، هي المكون الرئيس للمشلح، وخلاله ترسم النقوش، وإذ ارتفعت جودة "الزري" ارتفعت جودة المشلح، موضحا أنه خلال العقدين الماضيين، اعتاد هؤلاء الزبائن على نوعية "الزري" المستوردة من ألمانيا، والتي تتمتع بجودة عالية إضافة إلى درجة لمعان "مرتفعة"، وتبدو وكأنها لون الذهب تماما، لافتا إلى أن الأسواق المحلية شهدت هذا الموسم انقطاعا تاما للزري المستورد من ألمانيا، وجرى استبداله بآخر مستورد من إيطاليا، وهناك فارق كبير بين النوعين، إذ إن الزري الإيطالي أقل لمعانا من نظيره الألماني، وهو واضح للجميع، مضيفا أن مستوى الجودة بين النوعيتين متماثلة إلا أنهما مختلفان في مستوى اللون، إذ إن الخبراء في المشالح يجرون عملية بسيطة تتمثل في حرق الزري للتأكد من بقاء اللون دون تغير بعد الحرق لإثبات جودته. وأوضح العمار أن الاختلاف في مستوى اللونين أسهم في عزوف بعض الزبائن في التفصيل والشراء، وبعضهم قلص مشترياته من مشالح عدة إلى مشلح واحد فقط للعيد، والبعض الآخر من الزبائن فوجئ بعد خياطته باختلاف درجة اللون المعتاد عليه، ورفض استلامه، والبعض الآخر خفض سعر الشراء بحجة أن مستوى الجودة منخفضة، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة، قناعة عند الزبائن بهذا المستوى من لمعان الزري. وأكد العمار خلو الأسواق المحلية والخليجية في الوقت الحالي من الزري الألماني ذو اللمعان الأكثر، لافتا إلى أن الموسم الحالي، شهد ظهور نقوش جديدة من أبرزها وأكثرها طلبا نقش "عش النحل"، بجانب الإقبال على النقوش التقليدية الأخرى ومن أبرزها: الطابوق الملكي، والمتوسع، والسوري "المثلثات"، وسجلت مستويات اللون "البني" الأكثر طلبا في الموسم الحالي، فيما سجل متوسط سعر "المشلح" في معامل الأحساء ال4 آلاف ريال. بدورهم، أبان خياطون وبائعون للمشالح في الأحساء: علي العبدالسلام، محمد القطان، علي السعيد، ل"الوطن" أن الطاقة الإنتاجية التقديرية لمعامل خياطة المشالح في الأحساء خلال موسمي رمضان والعيد، تقدر بأكثر من 10 آلاف مشلح، بقيمة إجمالية تقدر ب40 مليون ريال، وأن كثيرا من المعامل في الأحساء، أغلقت باب الحجوزات المسبقة والتفصيل منذ وقت باكر من شهر رمضان تبعا لطاقتها الاستيعابية، والبعض الآخر، اكتفى باكرا بالحجز لزبائنهم الدائمين، بحجة ارتفاع أجور وندرة العاملين الأحسائيين المتخصصين والمهرة في صناعة المشالح "الحساوية"، الأكثر شهرة على مستوى الوطن العربي. وأضافو أن المشاغل المميزة، كي تحافظ على تميزها لا تفضل الحجز لأكثر من طاقتها التشغيلية، وتكتفي بأعداد محدودة جدا، مؤكدين تفوق المشلح "الحساوي" على سائر الصناعات الأخرى المستوردة من بعض الدول العربية، مستشهدين في ذلك بالإقبال الكبير على مدار العام لزبائن من مختلف مدن ومحافظات ومناطق المملكة إلى معامل الأحساء، وكذلك من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، لافتين إلى أن صناعة المشلح في الأحساء تستغرق نحو أسبوعين، إذ إن صناعته تمر بمراحل عدة، وكل مرحلة ينفذها خياط متخصص فيها دون غيرها.