طبع ضيوف الرحمن قبلتهم الأخيرة بالمدينة قبل مغادرتهم إلى بلدانهم وعادت معهم الفرحة إلى أصحاب المحال والبسطات بالمنطقة المركزية مرددين "عاد الحجيج وجاء الخير معهم"، وبدأت الحياة تدب كما رصدت "الوطن" في شوارع المدينة شيئا فشيئا. وبعكس الخمسة الأيام الماضية التي وجد فيها أهالي المدينة فرصة مع عدد من الزوار من خارجها لحضور الصلوات الخمس في المسجد النبوي حيث قلة الزحام عادت جميع مساحات وزوايا المسجد النبوي لتكتظ من جديد بالحجاج والذين يستعد الكثير منهم للعودة إلى ديارهم بعد أن وفقوا لأداء مناسك الحج. وأشار مروان عبدالرؤوف حفظي مسؤول في أحد الفنادق بالمدينة إلى أن حركة الحجوزات جيدة حيث امتلأت أمس غرف الفنادق بالحجيج، مؤكداً أن قرار وزارة الحج الذي طبقته العام الماضي بمنع الحجاج غير الخليجيين من مغادرة مكة والعودة إلى المدينة قبل 14 ذي الحجة ألحق خسائر للفنادق خلال يومي 12 و13. وبدت مشاعر السرور واضحة على محيا ضيوف الرحمن حيث ذكر الحاج المصري إسماعيل شكر في حديثه إلى "الوطن" أنه سعيد بأن وفق أخيرا لتأدية شعيرة الحج لأول مرة مع عائلته، مشيرًا إلى أنه عاد من مكة محملاً بذكريات جميلة سينقلها معه إلى أقاربه وأصدقائه في مصر. فيما أوضح الحاج التركي عدنان أيوب أنه جاء إلى المدينة ليترك القبلة الأخيرة فيها بعد أن وفق لأداء مناسك الحج، مشيرا إلى أنه حريص على أن يأخذ بعض الخواتم والسبح والأذكار ليقدمها هدية لعائلته. وأكدت الحاجة السورية حاتمة محمد أن من أجمل لحظات حياتها لحظة مناجاتها لربها أمام الكعبة المشرفة وطوافها بالبيت العتيق ووقوفها بعرفة. وبيّنت حاتمة أنها وجدت الواقع أكبر مما تجسده الصورة المرئية عبر الإعلام حيث الجهود والخدمات المقدمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين في سبيل راحة الحجاج وتأديتهم لفريضتهم بيسر وسهولة بمكةوالمدينة. وكانت مختلف الإدارات الحكومية والأهلية قد هيأت كافة الاستعدادات لاستقبال ضيوف الرحمن في المدينةالمنورة وتقديم كل ما من شأنه راحتهم وخدمتهم وهم يودعون أرض الحرمين بعد أداء فريضة الحج وزيارة مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم وذلك بمتابعة رئيس لجنة الحج بالمدينةالمنورة أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز من خلال تنفيذ كامل الخطط للفترة الموسمية الثانية. حيث تم تهيئة الكوادر العاملة والرفع من مستوى الخدمات لتحقيق الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام زوار المسجد النبوي الشريف.