يتمسك الأطفال بال"عيدية"، وقبيل ساعات من بدء عيد الأضحي، تزدحم أسواق الألعاب هذا العام بالأسر السعودية التي فكرت في استبدال ال"عيدية" هذا العام، بال"هدية" التي يستمتع بها أبناؤهم ربما لأيام. "الوطن" قامت بجولة في شارع السويلم الذي يسمى شعبياً ب"شارع الألعاب والهدايا"، وتوجهت إلى محلات الألعاب لرصد حركة شراء الأهل للهدايا للأبناء، حيث أكد الباعة أن هناك إقبالاً كبيراً هذا العيد على الألعاب. وأوضح البائع محمد عبده أن الألعاب الأكثر مبيعاً الدراجات والعرائس من الدببة والخرفان وسيارات التحكم عن بعد، في الوقت نفسه أكد البائع صادق أن أكثر طلبات الزبائن من العرائس القطنية، خصوصاً من الدببة والخرفان، أما طلال حسين، فقال إن الأكثر مبيعا في معرضهم هي الدراجات و"شاون شيب" أو الخرفان، وإن أكثر المشترين كانوا من المدارس والجمعيات الخيرية. التقت "الوطن" في جولتها بعدد من الأسر التي تبحث عن ألعاب مناسبة لأبنائها، في محاولة استبدال العيدية بالهدية، حيث أكد ياسر رسلان الذي كان مع أطفاله الأربعة أنه يفضل شراء هدايا العيد لأبنائه رغم غلاء أسعارها، مفضلاً ألعاب المهارات العقلية والحركية التي يختارها بحسب عمر أطفاله، ورغم ذلك يرفض الأبناء استبدال الهدية بالعيدية تماماً، وبعد شراء الألعاب، أقوم بإعطائهم العيدية النقدية. وأكد محمد العتيبي "أب لأربعة أطفال" أن هناك فرقاً كبيراً بين الهدية والعيدية، فالعيدية تقليد لابد منه، وأن خروجه إلى الأسواق لابد أن يكون مقترنا بشراء الألعاب لأبنائه، ويرى أن السيارات اللاسلكية والرشاشات والمسدسات هي أكثر الألعاب مناسبة لأبنائه، مفسراً ذلك بقوله "لكي تبعث فيهم القوة" مشيرا إلى أنه يشترك في الاختيار مع أطفاله. لم يقتصر شراء الألعاب للأطفال على السعوديين فقط، بل كان للمقيمين نصيب كبير منها أيضاً، ذلك ما أكده منير هلال شاهين الذي التقت به "الوطن" في سوق الألعاب بصحبة بناته الثلاث، وهو من الجنسية التركية، والذي أوضح أنه يفضل لبناته العرائس، وهن من يخترن هداياهن بأنفسهن، وحسب رغبتهن، وعن وقت خروجه لشراء الهدايا، قال إنه عادة ما يخرج للأسواق لاختيار الهدايا لأطفاله قبل العيد بيومين أو ثلاثة، مؤكداً أيضاً أن العيدية لا يمكن استبدالها بالهدية أبداً. كذلك التقت "الوطن" في جولتها المقيم السوري محمد العقاد، وقد اشترى لابنه دراجة، أصر على اختيارها ابنه إياد الذي أصر على الحصول على عيديته النقدية أيضاً، وانتقد العقاد ارتفاع الأسعار مؤكدا أنها تزداد بشكل ملحوظ في الأعياد. أما الدكتور أحمد فكري فكانت له قصة طريفة مع أطفاله، فقد فاجأهم بهدايا العيد، ولكنهم لم يقبلوها، مفضلين اختيارها بأنفسهم ليعود مرة أخرى لتبديلها. قال فكري إنه يفضل أن يختار الألعاب التي تنمي مهاراتهم العقلية والفكرية، مضيفا أن أطفاله في المقابل لم يتنازلوا عن "العيدية". وقال مدرس المرحلة المتوسطة فهد الشمري إن "اختيار الألعاب يتم من قبلي وأنا أفضل الألعاب الهادفة المفيدة التي تنمي المهارات وألعاب الحركة الذهنية والبدنية، لأنها تنمي الأطفال عقليا وبدنيا" مشيرا إلى أنه لا يستطيع أن يحرمهم من "العيدية" أبداً، فهذا ما عودهم عليه دائماً. وفي مركز تجاري آخر بعيد عن شارع الألعاب التقينا بأبي بدر والذي فضل أن يهدي أبناءه في هذا العيد هدايا عوضاً عن العيدية النقدية، معللاً ذلك بأنه أراد أن يعرف احتياجاتهم الترفيهية، وأن يوفرها لهم بدلا من المال. وقال أبو بدر إنه فوجئ بأن أبناءه جميعاً اختاروا جهاز "الآي باد" من شركة ابل ماكنتوش، إلا ابنته الصغرى التي فضلت أن تمتلك "قطة". في معرض لبيع الحيوانات الأليفة "الحياة الطبيعية" قال لنا أبو أحمد المشرف على المبيعات إن البيع في العيد يقل على العكس من الأيام الأخرى، مشيرا إلى أن أغلب الأهالي يقبلون عادة على شراء القطط والطيور والأسماك. أما إيمان باقادر فقررت أن تصنع هدايا هذا العام بنفسها، فاستغلت الأجواء الدينية لتصميم هداياها الخاصة، واتخذت المصحف الشريف هدايا عينية للكبار وعرائس الخرفان للأطفال بعد أن زينتها بالحلويات.