الواقع الحالي لسوق الخضار المركزي في مخطط عين نجم بمدينة الهفوف لا يتناسب وأهمية السوق في الأحساء الاقتصادية وما تشهده من طفرة عمرانية، ومع حجم الاستهلاك المحلي المتزايد على مختلف أصناف الفواكه والخضروات. وتشير أوضاعه الميدانية إلى وجود حاجة ماسة لانتشاله من الفوضى وتردي الخدمات، عبر تحرك سريع يحافظ على هذه الزاوية المهمة من حركة الاقتصاد المحلي، التي تعتمد عليها أرزاق مئات الأسر السعودية، التي تأثرت بهروب الكثير من الباعة في السوق، إلى جانب عزوف الكثير من المستهلكين من المواطنين والمقيمين عن زيارة السوق. صيف وشتاء وكانت ل"الوطن" جولة في السوق يوم الجمعة الماضي، استمعت فيها إلى ملاحظات الباعة، التي أكدت جميع الآراء فيها على الاستياء من عدم تحويل السوق إلى صالة مغلقة "مكيفة"، وبالأخص في أيام الصيف مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، التي عادة ما تشهدها الأحساء في معظم شهور السنة، إلى جانب المعاناة خلال أيام الشتاء، وما يتسبب به هطول الأمطار، وهبوب الرياح وتطاير الأتربة والغبار، على البضائع المختلفة، مع التأكيد على أن تحويل السوق إلى صالة مغلقة ومكيفة، سيكون الوسيلة الناجحة في الحفاظ على سلامة الأغذية وطول عمرها الافتراضي، وممارسة العمل بارتياح. سوء أوضاع وقال ل"الوطن" البائع حسين علي بو عبيد: "إن السوق يشهد بين الفترة والأخرى رحيل كثير من الباعة، بسبب كساد بضائعهم وانخفاض مبيعاتهم إلى أدنى المستويات، جراء نقص الكثير من الخدمات الضرورية، وإن أعداداً ليست بالقليلة من الباعة في السوق تركوا في أوقات سابقة "البسطات" الخاصة بهم، لسوء الأوضاع، فهناك مساحات شاسعة في السوق ليست مؤجرة، بالرغم من خفض رسوم الإيجار السنوي إلى 4 آلاف ريال، وقد أثرت تلك الأوضاع على سمعة السوق، حيث يقصد السوق أجانب من بلدان غربية، ويخرجون بانطباع سيىء، فالنفايات متكدسة في كل المواقع، إلى جانب العشوائية في ترتيب المكان". تردي خدمات وأبدى الزبون محمد الناصر، تحفظه إزاء ما آل إليه وضع السوق من ترد كبير في الخدمات بالرغم من حداثة عمره، حيث لم يتجاوز عمره 12 عاماً، إلا أن من يزوره سيعتقد أن عمره يتجاوز 50 عاماً، فالسوق مليء بالسلبيات، كانعدام أبسط اشتراطات النظافة، وتناثر الفواكه والخضروات الفاسدة، وعدم توفر مواقع لتخزين الفواكه والخضروات، فجميعها معرض للتلف والفساد والأتربة، وأدعو المسؤولين عن السوق إلى فسح كل محل "بسطة" باستخدام الكهرباء لتطوير موقعه وتكييفه بالطريقة المناسبة له، فالمحلات فيها نقاط كهربائية إلا أنها غير موصولة بالتيار الكهربائي". خسائر مالية وأبان البائع عيسى العميرين أن جميع الباعة في السوق يتكبدون خسائر مالية كبيرة في فصل الصيف، جراء تلف المنتجات الزراعية بفعل الحرارة والرطوبة، وتأخر تسويقها وبيعها، مما يجبر أصحاب المحلات على بيع بضائعهم بخسارة خشية الخسارة الأكبر.