في اليوم 18 منذ بدء عملية تحرير مدينة الموصل من أيدي متطرفي داعش، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أن قوات الشرطة الاتحادية استعادت نحو 14 قرية من داعش في الناحية الشرقية من المدينة، في حين بات مطار الموصل يبعد نحو 16 كلم من القوات العراقية، الذي يعتبر ثالث أكبر مطار في البلاد. وقالت مصادر عسكرية إن الجيش العراقي تقدّم في المحور الغربي لمدينة الموصل واستعاد السيطرة على شركة النفط في قرية عين الجحش، بينما استعادت القوات العراقية قرى في جنوبالمدينة. ونقلت مصادر عن الضابط في قيادة عمليات نينوى، العقيد محمد الجبوري، أن اللواء 92 بالجيش استعاد قرية عين الجحش غرب الموصل ويسيطر على شركة النفط فيها". المشارف الشمالية أضاف الجبوري أن "الفرقة 16 التابعة للجيش تقف الآن على المشارف الشمالية للموصل وتطوق منطقة السادة بعويزة أول أحياء الموصل من الجهة الشمالية وتنتظر التعليمات للاقتحام". من جهة أخرى، نقل عن مصدر عسكري عراقي أن طائرات التحالف دمرت جسر العباسية شمال الموصل لقطع إمدادات تنظيم داعش القادمة إلى محور النوران من المدينة حيث المحور الشمالي للفرق العراقية. وأعلنت ميليشيات الحشد الشعبي في العراق، أنه تمت السيطرة على الطريق السريع الرابط بين الموصل العراقية والرقة السورية، في وقت حذرت فيه الأممالمتحدة من أن المدنيين معرضون لانتهاكات انتقامية طائفية على أيدي الميليشيات الطائفية المشاركة في عملية الموصل، وأن أعداد النازحين المدنيين منذ انطلاق عملية الموصل وصلت إلى نحو 20 ألف شخص. وتأتي هذه التطورات، بعد إعلان القوات العراقية الثلاثاء الماضي، أنها اقتحمت منطقة "كوكجلي" التي تقع عند مدخل الموصل، وواصلت تقدمها نحو الأحياء الشرقية من المدينة مدعومة بطيران التحالف الدولي. الجبهة الجنوبية فيما بدأت القوات العراقية أول من أمس، عملياتها العسكرية لاستعادة منطقة حمام العليل من داعش، وحررت مساحة تقدر ب360 كلم، بحسب مصادر عسكرية، قالت مصادر إن القوات العراقية تسعى لاقتحام المحور الجنوبي للموصل للسيطرة على باقي القرى والمواقع التي يسيطر عليها عناصر التنظيم، في حين سقط نحو 40 عنصرا من القوات الأمنية العراقية في 4 هجمات متفرقة للمتطرفين، بواسطة سيارات ملغمة تستهدف القوات العراقية في المحور الجنوبي والغربي لبلدة حمام العليل. رسالة اليأس في تسجيل امتد نحو نصف الساعة، وبعد الهزائم المتلاحقة لتنظيم داعش بالموصل، دعا زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي مقاتليه إلى الصمود، ومواجهة الهجمات التي يتلقونها من كل حدب وصوب، مناشدا أهالي الموصل بالقتال إلى جانب التنظيم وتحويل أمن المنطقة إلى فزع، والدماء إلى أنهار، حسب وصفه. يأتي ذلك فيما وصف محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي كلمة البغدادي بأنها كلمات يائس، خصوصا بعد استشعاره للخطر وتضييق الخناق على دولته المزعومة في كل الجوانب من الموصل، مشيرا إلى أنه لم يتبق له شيء سوى أن يؤمل جنوده بالمعجزات. استشعار الخطر قال الخبير المتخصص بالجماعات المسلحة هشام الهاشمي، إن "رسالة البغدادي تعد موجهة إلى دول المنطقة، وتكشف عن مدى استشعار التنظيم بقرب دحره، وأنه بات يفقد آخر معقل له في العراق، وهي الموصل التي استولى عليها بكل سهولة قبل نحو عامين، بالرغم من احتفاظه بخمس كتائب في المدينة. ومن جانبه، وصف ممثل محافظة نينوى في البرلمان النائب نايف الشمري، الرسالة بأنها تعكس حالة السخط والغضب الشعبي على ممارسات عناصره، وأنه يريد تجنيد الناس أكثر بعد الخسائر التي تكبدها مقاتلوه، في الوقت الذي يفر فيه الدواعش من الموصل نحو مدينة الرقة السورية، التي أعلنت مؤخرا الولاياتالمتحدة أن عملية عزل الرقة ستنطلق استعدادا لبدء معركة تحريرها.