أرجع مختصون حرص العديد من الفضائيات خلال أيام الأعياد على عرض المسرحيات القديمة، رغم مضي ما يزيد على 30 عاما عليها، إلى جودة تلك الأعمال والقبول الوجداني لها لدى المشاهد، وفي المقابل ضعف الأعمال المسرحية الحديثة التي لا تخرج عن التهريج. قال مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الدكتور عمر الجاسر ل"الوطن" إن "حرص العديد من الفضائيات على بث المسرحيات القديمة التي تجاوزت عقودا من الزمن يعود إلى مقومات النجاح التي حظيت بها تلك المسرحيات، سواء من ناحية النص الجيد أو الأداء الرصين، أو الإخراج المتقن". وأضاف: إن "عرض الأعمال المسرحية القديمة كل عيد سببه افتقاد النص المسرحي المحترف، وكذلك الفنان الذي يتمتع بقبول كبير على المسرح، ذلك أن نجاح الممثل في الأعمال الدرامية والسينمائية لا يعني بالضرورة نجاحه على خشبة المسرح، فهنالك العديد من الفنانين البارزين في عالم الدراما والسينما يتحاشون المشاركة في مسرحيات، بسبب فقدانهم أدوات المسرح". ويرى الجاسر أن "المسرحيات التي تعرض حاليا على المستوى العربي والخليجي لا تتجاوز التهريج والزعيق والضحك الهستيري، الهدف منها إضحاك الجمهور على مواقف مبتذلة، وهذا يعني نسف ذائقة الجمهور". من جهته، قال المنتج والفنان راضي المهنا إن "الأعمال المسرحية القديمة ما زالت باقية، لأنها تتمتع بالقبول الوجداني لدى المشاهد". وأضاف أن "هنالك العديد من المبادرات المسرحية والوجوه الشابة الواعدة، سواء على صعيد التمثيل أو التأليف أو الإخراج، ولكن ما ينقصنا هو تبادل الخبرات، ودارسة تاريخ المسرح في الدول التي سبقتنا في هذا المجال، لتكون لدينا كوادر متمكنة بدلا من الارتجال والاجتهاد".