لم تكن المسرحية الأولى التي جاءت لتناقش هم المرأة السعودية زعم أن مؤلفتها في صالحها فتحولت ضدها في ظل خلافات وخروج عن النص وصل إلى الإسفاف على شرف وفد ألماني يجيد العربية. مسرحية (كافيه فت فت) على حد تعبير عدد من المشاركات فيها لم تكن بعيدة عن التهريج الذي حدث في الكوميديا الرمضانية فتحولت إلى إسفاف واستخفاف بعقول الحضور. (خشب من باب مكة) مخرجة المسرحية التي انسحبت دون أن تكمل العمل تحدثت ل شمس عن التفاصيل من البداية وحتى لحظة الاعتذار فقالت هناء الفاسي: كانت البداية في منتصف رمضان المبارك، حيث استدعتني الممثلة وجنات الرهبيني كاتبة النص ومعدة السيناريو من أجل إخراج العمل، واتفقت معها على أن أقوم بذلك مقابل عشرة آلاف ريال، ووقعت العقد ، وأضافت: وجدت المسرح غير مهيأ لقيام العمل، فطلبت مصمم ديكور ليجهز المكان، فقرر عمل كل التعديلات بثمانية آلاف ريال، وحين خاطبت الرهبيني طلبت مني أن أبحث عن أخشاب للديكور في (باب مكة)، وبعد رحلة بحث طويلة عن الأخشاب حصلنا على أسوأ الأنواع بمبلغ لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال، وتم تجهيز المسرح لكن دون مؤثرات صوتية أو إضاءة جيدة .وذكرت الفاسي أن الرهبيني أحضرت عددا من الشابات اللائي يعملن في قطاع الإعلام وتريد أن يصبحن بين ليلة وضحاها ممثلات، ولكن عملنا جاهدات على أن نتلافى الأخطاء قدر المستطاع، لكن كانت هناك هفوات عديدة بل تهريج لم يرض الجماهير. معاملة الخادمات كما أكدت الفاسي أن الرهبيني أساءت إلى الكثير من الممثلات، وعاملتهن وكأنهن خادمات وتريد أن تقدم كل ممثلة العمل دون مقابل؛ فحين تصل إلى درجة الغضب تردد: سأوصلكن إلى الفن والشهرة، وذلك لا بد له من تضحيات ، وكانت حين تأتي بالوجبات تحاسبنا لفظيا عليها؛ حتى أن الكثيرات تذمرن من نوعية الأكلات المقدمة التي علقت عليها إحدى الممثلات بقولها: ذبحتنا بالرز البخاري ، ولم تراع أن عددا من المشاركات في العمل يحضرن بشكل يومي من مكةالمكرمة. تزعل بسرعة قاطعتها هنا الفنانة خلود التي تم استدعاؤها للعمل قبل بدايته بيومين تقول: في أول يوم كانت هناك مشادة بيني وبين وجنات من أجل مشهد معين؛ فمن المفترض أن ترتفع نبرة صوتي؛ لأن المشهد عبارة عن مشاجرة، لكنها طلبت مني أن أقدم المشهد، وأنا واقفة دون حركة، فناقشتها لكنها اعترضت علي، فقررت أن أنسحب لكن اضطررت إلى العودة لضيق الوقت، ولرغبتنا في نجاح العمل كذلك من أجل ألا تكون المخرجة في موقف محرج . نص ركيك وضعيف وعن النص وحبكته قالت الفاسي: فوجئت بنص ضعيف مكتوب بلهجة أجبرتنا على أن نترجمه تقولها ساخرة به الكثير من الأخطاء الإملائية الشنيعة، وبعد أن أنهينا البروفات في ظل غياب كامل للتقنية التي تتحاشى الرهبيني الحديث عنها كي لا تدفع وقبل العرض بساعة كانت الجماهير تنتظر في الخارج، والسبب في ذلك التأخر أنه على مدى الأيام التي سبقت يوم العرض لم يلتزم أحد بالمواعيد وعلى رأسهن الرهبيني التي كانت متمكنة وتردد بين الفينة والأخرى (أنا متمكنة ولي تاريخي)، فأهملت كل شيء بل إنها لم تستمع لتعليماتي كمخرجة، ومتابعة للعمل من غرفة التحكم؛ لدرجة أنها لم تؤمِّن أجهزة تواصل مع الممثلات، كي أنفذ الرؤية الإخراجية وأعطي توجيهاتي للممثلات . خروج عن النص وعن البداية الأولى للعمل تقول الفاسي: صعقت بما شاهدته على المسرح وكأني أمام نص آخر لم نعمل عليه أي بروفة؛ فكثر الارتجال والتهريج، بل إنني لم أعرف في أي مشهد أنا؛ فبدأت الرهبيني من النهاية، ومن المفترض أن تكون مدة العرض ساعة ونصفا فتحولت إلى أكثر من ساعتين . وتضيف: بدأ الفصل الثاني فكان مشهدا واحدا فقط بلا فواصل؛ والسبب في ذلك الرهبيني التي عملت على تنفيذ ما تريده هي متجاهلة كل ما تم في البروفات، وبعد نهاية الفصل وفي الكواليس بدأت تقول: (أنا أكلتهم)؛ تعبيرا عن أنها أبدعت فيما قدمته . انسحاب الجمهور وعن الأخطاء الأخرى تحدثت خلود قائلة: كان من المفترض في أحد المشاهد أن يكون هناك صوت هاتف، ولأن المؤلفة والفنانة وجنات لم تحضر شيئا أعطت الجمهور ظهرها، وبدأت في إصدار صوت هاتف متجاهلة ما دار في البروفة التي من المفترض أن يكون هناك صوت من الكواليس يهاتفها عبر المايكروفون، لكنها قامت بعمل الدورين أمام الجمهور متجاهلة الممثلة الأخرى التي من المفترض أن تؤدي الدور.. مثل هذا الاستخفاف بعقلية الحضور جعل نصف الجمهور ينسحب قبل نهاية المسرحية . ألفاظ خادشة واستطردت الفاسي بقولها: هناك ألفاظ شنيعة قالتها الرهبيني على المسرح؛ ما أدى إلى تذمر الكثيرين بمن فيهم ضيوف المسرحية القادمون من ألمانيا وعددهن ثلاث نساء يتحدثن العربية . فلوسنا على طريقة المتسولات وعن أهم الأسباب التي أدت إلى انسحاب بعض الممثلات قالت المخرجة هناء الفاسي: لم نتسلم أجورنا فانسحبنا، وكذلك عدم احترام وجنات لطاقم العمل؛ فقد حاربت الرهبيني الممثلة خلود وحاولت طردها، ولم تحترم أحدا من الممثلات، وكل هذه الأمور جعلتنا ننسحب وأضافت: من المفترض وحسب الاتفاق مع الرهبيني أن نتسلم مستحقاتنا بعد نهاية كل عرض، وحضرت إحدى المشاركات في العمل من طرف وجنات وفي يدها مبلغ مالي من فئات نقدية صغيرة (فراطه) وكان مقداره ألف ريال من واقع عشرة آلاف ريال هي قيمة عقدي معها وكأننا متسولون ، وتابعت: إضافة إلى أن الرهبيني أجّرت الصالات المحيطة بالمسرح لبوفيهات، وكان جل وقتها في تجميع إيرادات تلك الأكشاك، بل إنها كانت قبل العرض الأول تتشاجر مع إحدى البائعات، وحين طالبتها بحضور البروفة قالت لي إنها مشغولة بما هو أهم.. كل هذه الأحداث وغيرها جعلتني أنسحب ولا أكمل إخراج العمل . قاطعتها الفنانة خلود بقولها: وقعت عقدا بخمسة آلاف ريال فأعطتني 500 ريال فقط! .