جدد طيران التحالف العربي الداعي إلى ردع المتمردين ودعم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي غاراته على مواقع تابعة لمسلحي جماعة الحوثي والمقاتلين الموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والتي عززوها خلال أيام الهدنة، إذ استهدفت فجر أمس مواقع وتجمعات عسكرية في صنعاء، وعدن، والضالع، ولحج. يأتي ذلك بينما شهد الشريط الحدودي في نجران تبادلا لإطلاق النار بين الميليشيات الحوثية والقوات السعودية. ففي صنعاء، أكدت مصادر ميدانية أن طائرات التحالف شنت غارات عنيفة تركزت على مقر ألوية الصواريخ الواقع في جبل فج عطان، إضافة إلى دار الرئاسة. كما أشار شهود عيان إلى أن ضربات جوية استهدفت بعض مواقع المتمردين في العاصمة صنعاء فجر أمس، وأن أصوات انفجارات قوية سمعت وسط مواقع القوات الموالية للمخلوع صالح في شرق وجنوبالمدينة. كما قصفت إحدى الطائرات منزل أحمد علي صالح، نجل الرئيس المخلوع في منطقة عطان، جنوبصنعاء. وأشار شهود عيان إلى أن أعمدة الدخان تصاعدت فوق المكان، لكنهم لم يستطيعوا تأكيد ما إذا كان نجل صالح موجودا في المنزل، وما إذا كانت هناك خسائر بشرية عامة. وقبل نحو عشرة أيام قصف طيران التحالف منزل صالح وسط صنعاء، ما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص الموالين للمخلوع، وتدمير مخازن أسلحة في المنزل. كما استهدف قصف التحالف مواقع وتحصينات للحوثيين قرب القصر الجمهوري وسوق جياش في مدينة صعدة. وفي لحج جنوبي اليمن، أكدت مصادر داخل المقاومة الشعبية أن ألسنة اللهب اندلعت عالية، كما شوهدت أعمدة الدخان ترتفع فوق سماء معسكر العند بلحج جنوب البلاد، عقب غارات من طائرات التحالف استهدفت أسلحة ثقيلة "دبابات ومدافع وصواريخ كاتيوشا" وألحقت بها أضرارا بالغة. وعلى صعيد الضالع، طالت الغارات محطة الشنفرة أسفل وادي الجليلة، حيث غطت السحب الدخانية سماء المنطقة. كما قصف الطيران الثكنة العسكرية في غول السيد أسفل موقع جبل السوداء الاستراتيجي، وموقع الربدة العسكري في وادي المدهور الأعلى بالجليلة. وكانت طائرات التحالف استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين في العريش بعدن، وقصفت القصر الرئاسي وتجمعات للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع في عدد من المواقع في المدينة. أما في محافظة الحديدة فاستهدف الطيران الجوي مقار الدفاع الجوي والساحلي، وكذلك تجمعات الحوثيين، كما شن طيران التحالف غارات عدة على محافظات الضالع، وعدن، وتعز. وفيما يتعلق بالاشتباكات الميدانية الجارية على الأرض بين مقاتلي المقاومة الشعبية والانقلابيين، فأشارت مصادر طبية في تعز إلى مقتل مدني وإصابة ثمانية آخرين جراء قصف من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع، مضيفة أن القصف العشوائي استهدف حي الروضة وشارع جمال وأحياء سكنية في المدينة. وأكدت مصادر وسط الثوار أنهم تصدوا لهجوم شنته ميليشيات الحوثي على جبهة المرور في تعز، كما صدوا محاولة من الحوثيين للسيطرة على بعض التلال والجبال الخاضعة لنفوذ المقاومة. كما تجددت الاشتباكات في مناطق حوض الأشراف وجبل جرة وعصيفرة. وقال شهود عيان إن ميليشيات صالح تقصف بالمدفعية حي الأخوة والجهين وسط المدينة. أما في محافظة البيضاء، وسط اليمن، فشنت المقاومة هجمات عدة على مواقع الحوثي، وقالت المقاومة الشعبية إنها تمكنت من قتل أكثر من 20 حوثيا في منطقة ذي ناعم، ومديرية رداع، ومدينة البيضاء، كما تدور معارك عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في صرواح غرب محافظة مأرب. وعلى صعيد محافظة لحج جنوب اليمن، قصفت ميليشيات الحوثي وصالح بصورة عشوائية الأحياء السكنية ومنازل المدنيين، مستخدمة الدبابات والمدفعية والأسلحة الثقيلة، وقتلت أكثر من 18 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال، كما منعت الميليشيات وصول المساعدات والمشتقات النفطية إلى محافظة لحج والضالع وأبين. وفي محافظة الجوف، أكد شهود عيان وصول نحو 20 عربة مسلحة إلى ميليشيات الحوثي، بهدف تعزيز مواقعهم في جبل حبش في منطقة اليتمة الحدودية، ما استنفر رجال المقاومة الشعبية والقبائل، ودفعهم إلى الدخول في مواجهات مع الانقلابيين لإجبارهم على الانسحاب من المحافظة. وفي إطار جهود إعادة ترتيب وحدات الجيش الموالية للشرعية، وصل رئيس هيئة الأركان الجديد اللواء محمد المقدشي إلى منطقة العبر في مأرب للبدء بتشكيل ألوية عسكرية جديدة لاستعادة السيطرة على الأوضاع. .. وواشنطن: المتمردون مسؤولون عن انهيار الهدنة جددت الولاياتالمتحدة تحميلها المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، مسؤولية انهيار الهدنة في اليمن، مشيرة إلى أنه بينما التزم التحالف العربي الذي تقوده المملكة لدعم الشرعية في اليمن، بضبط النفس، وتجاوز عن اعتداءات الانقلابيين خلال أيام الهدنة الخمسة، واصل المتمردون اعتداءاتهم على الحدود السعودية، والمدنيين في اليمن، وحاولوا الاستفادة من توقف العمليات لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جيف راثكي، في الإيجاز الصحفي اليومي، ردا على سؤال عما إذا كان الحوثيون يتحملون مسؤولية عدم تمديد الهدنة "لقد قام الحوثيون بقصف الأراضي السعودية مرات عدة أثناء الهدنة، بينما مارست دول التحالف بقيادة المملكة ضبطا للنفس خلال وقف إطلاق النار، وهذا أدى إلى تسهيل دخول الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية إلى المواطنين اليمنيين. وحول تسليم المساعدات الإنسانية إلى اليمن، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن منظمات إغاثة إنسانية عدة قامت بتوصيل المساعدات خلال وقف إطلاق النار، ووصلت رحلة المفوضية الخامسة والسادسة إلى اليمن يوم أمس، مشيراً إلى أنه كان لديهم حوالى 138 طنا متريا من مواد غير غذائية، كما أكد وصول سفينة برنامج الغذاء العالمي يوم أول من أمس. وتابع بالقول "أوصل برنامج الغذاء العالمي 420 ألف لتر من الوقود الذي يمكن الوكالات الإنسانية من تقديم مساعدات في جميع أنحاء البلاد، وهذه أحدث حلقة في سلسلة من عمليات التسليم خلال الهدنة التي استمرت خمسة أيام . وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد أكد أول من أمس أن بلاده أيدت تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن، إلا أن تحركات المتمردين الحوثيين جعلت ذلك صعبا. وأضاف في تصريحات للصحفيين في العاصمة الكورية الجنوبية سول "نعرف أن الحوثيين قاموا بنقل بعض منصات إطلاق الصواريخ إلى الحدود، وبموجب قواعد الاشتباك، يفهم دائما إنه إذا قام طرف أو آخر بتحركات استباقية فإن ذلك يعد خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار. والسعودية قامت بالتحرك بموجب قواعد الاشتباك. ومع أننا نواصل دعم فكرة تمديد الهدنة الإنسانية، إلا أنني أعتقد أنه في ظل الملابسات الحالية سيكون ذلك صعبا". في غضون ذلك، التقى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي أمس سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن بتينا موشايت. وأوضحت وكالة الأنباء اليمنية أنه تم خلال اللقاء بحث التطورات الراهنة في اليمن والدفع بالعملية السياسية السلمية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، إضافة إلى بحث آخر التطورات والأوضاع الإنسانية في اليمن.