ثمن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز جهود مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وتنفيذه برامج ونشاطات من ندوات ولقاءات مستمرة لنبذ التطرف وأشكاله، موضحا أن مخرجاتها سيكون لها أثر بالغ في بناء رؤية وطنية واضحة حول التطرف على الساحة الاجتماعية والثقافية في المملكة وفي العالم أجمع. جاء ذلك، خلال استقباله بمكتبه أمس عضو هيئة كبار العلماء رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله بن محمد المطلق والوفد المرافق له. وأوضح المطلق خلال اللقاء أن المركز أطلق المرحلة الثانية من لقاءات الحوار الوطني العاشر الذي اشتمل على "التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية" في عدد من مناطق المملكة، إضافة إلى تنظيم عدد من الندوات المصاحبة للقاءات في النوادي الأدبية والجامعات وبمشاركة من أعضاء مجلس أمناء المركز، وذلك في إطار الجهود التي يبذلها المركز لدفع حركة الحوار في المجتمع السعودي حول إحدى أهم القضايا الفكرية في المملكة، إضافة إلى تشخيص واقع التطرف ودرس السبل اللازمة لمواجهته من خلال التعرف على رؤية أفراد المجتمع بمختلف أطيافهم الفكرية حول موضوع التطرف ومسبباته. وكان المطلق أكد خلال الحوار الطلابي الذي نظمته الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة عسير بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار مساء أول من أمس تحت عنوان "دور المؤسسات التربوية في مواجهة التطرف" أن غالبية الشباب الملتحقين بتنظيم "داعش" لم يكملوا تعليمهم الجامعي بعد، مشددا على أهمية المؤسسات التربوية والتعليمية في درء مخاطر التطرف، واعتبار مواجهته مسؤولية مشتركة يشترك فيها أبناء الحي والمدارس، معدّا أن التطرف أخطر من بعض الأمراض مثل كورونا وإيبولا، وأكد أن تواصل كوادر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مع رجال التربية والتعليم على اعتبارهم الأقرب إلى الطلاب، ومن ثم يتم العمل على رصد وجمع نتائج الحوارات ومن ثم الرفع بها لجهات الاختصاص. وتناول المطلق خطر ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ذاهبا إلى أنه أساء للإسلام والمسلمين وشوه صورة الدين الإسلامي في العالم، وأن أعماله لا يقرها دين ولا منطق، منتقدا ومحذرا من تكفير بعض الشباب في مناطق النزاع ولاة الأمر والعلماء. وأشار المطلق إلى أن المسؤولية جسيمة على عواتق الجميع لدرء خطر التطرف عن الشباب، ويجب التحرك من خلال برامج وقائية لتبصير المستهدفين من برامج الحوار بخطر الغلو والتطرف. وامتدح المطلق الطرح الذي سجله طلاب المنطقة خلال الحوار، والذي ينم عن ثقافتهم وبعد نظرهم، فيما خاطبهم قائلا "أعيذكم بالله من التطرف". من جهته، تناول عضو مجلس الأمناء بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الدكتور سهيل قاضي خطر توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لنشر التطرف والأفكار المنحرفة بين الشباب، لافتا إلى أن الجماعات المتطرفة تسعى إلى تضليل المستهدفين ومن ثم تجنيدهم في صفوف القتال، محذرا الطلاب من إعارة أذهانهم وعقولهم للآخرين. واستعرض نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان جهود مركز الحوار وبرنامج مكافحة التطرف، الذي يهدف إلى استنهاض الهمم للعمل ضمن فريق واحد لمكافحة التطرف، مؤكدا وجود خطة لزيارة جميع المناطق ومن ثم الخروج بتوصيات، لبناء استراتيجية واضحة ومحددة المعالم لمكافحة الأفكار المتطرفة، وشدد السلطان على أهمية دور المدرسة في بناء شخصية الطلاب، ودورها الوقائي لدرء التطرف. وأبرزت مشاركة الطلاب في الحوار بيان خطر الخوارج ووحشية حرق الطيار الأردني، وأسباب الانحراف ومخاطر الفراغ الفكري، وسماحة الدين الإسلامي وضرورة أخذ الفتوى والعلم الشرعي من العلماء الموثوق بهم وتوضيح خطر الإشاعة وتبعاتها. إلى ذلك، أوصى المشاركون في اللقاء العاشر للحوار الوطني بعسير أمس بضرورة معالجة مظاهر التطرف سواء كان دينيا أو إلحاديا أو رياضيا أو اجتماعيا، ومعالجة كل فرع على حسب حدته ودرجة خطورته على الفرد والمجتمع، والتركيز على البرامج الإرشادية، والتوعوية، والمادية التي تعين الأسر على القيام بدورها في تحصين أبنائها، وإنجاز دراسات عن التطرف في المملكة، مظاهر, وأسبابا، وآثارا تنطلق منها لقاءات الحوار الوطني، ومن ثم العمل على مواجهة التطرف، واستحداث وسائل، وآليات تحد من الخطابات والعبارات الحادة والتحريضية عبر وسائل الإعلام عموما ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصا والتصدي لدعاة الإقصاء والكراهية بجميع الوسائل الرقابية والعقابية. كما تضمنت التوصيات الاستفادة من المشاهير والعلماء في كل المجالات لنشر ثقافة التسامح والاعتدال واحترام كل مكونات المجتمع ونبذ التهميش والإقصاء حفظا للسلم الاجتماعي والتعايش الإنساني، وحث جميع المؤسسات التعليمية والإعلامية والدعوية والعلماء والمثقفين والكتاب على التوسع في نشر وبث البرامج والمحاضرات التي تؤكد على الوسطية واجتماع الكلمة ونبذ الفرقة والاختلاف تعزيزا للحفاظ على المكتسبات الوطنية وتكريس فكرة الحياة والإعمار في الإسلام من خلال المناهج والبرامج التعليمية والإعلامية بدلا عن خطاب الإقصاء والتهميش.