المؤشرات كلها تقول، إن دول مجلس التعاون الخليجي، فشلت حتى الآن في استثمار الطاقات البشرية للجاليات الأجنبية والعربية التي تعيش فيها، وعند احتلال العراق للكويت سألت عدة مثقفين أن يجيبوا على سؤال: لماذا تتظاهر الشعوب العربية والإسلامية ضد دول الخليج على الرغم من أنها ضحية اعتداء غاشم؟ وقد تمحورت الإجابات حول ضرورة إعادة النظر في السياسة المتبعة في التعامل مع الجاليات لجعلها أكثر ارتباطاً بالمصالح القومية لدول مجلس التعاون الخليجي، وأكثر تعاطفاً مع قضاياها وهذا الموضوع مرتبط بهذه القضية فقد نشر موقع "أربيان بيزنس" وهو موقع اقتصادي متخصص تقريراً عن الأثرياء الهنود في الخليج،: http://www.arabianbusiness.com/arabic/594993 فتحت عنوان "قائمة أثرياء الهند في الخليج العربي" جاء، أن الأثرياء الهنود في الخليج يفضلون البقاء في الظل، على الرغم من أن بعضهم فاقت ثروته 2.65 مليار دولار أي ما يقارب 10 مليارات ريال سعودي وهو الهندي "ميكي جاجتياني" الذي يرأس مجموعة لاندمارك الضخمة وهو أحد أكثر الأثرياء نفوذا في عالم تجارة التجزئة. بدأ "جاجيتاني" جمع ثروته الهائلة بافتتاح محل صغير في البحرين عام 1973 وخلال سنوات، توسعت تجارته لتصل إلى 900 مركز تجاري منتشرة في دول الخليج، وتضم 31 ألف موظف، ويبلغ دخلها السنوي 3,2 مليارات دولار، وتعمل مجموعة "لاند مارك" لتصل إلى مستوى 1200 متجر وزيادة دخلها إلى 5 مليارات دولار سنوياً هذا نموذج من نجاحات التجار الهنود، وهناك نموذج آخر يمثله" بي آر شيتي" الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات المركز الطبي الجديد NMC في أبو ظبي، مع استثمارات شملت المستشفيات والضيافة، وتبلغ ثروة "شيتي" 1.7 مليار دولار أما مجموعة "جنبو" التي تملكها عائلة "تشابريا" وتبلغ ثروتها 1.45 مليار دولار، فقد بدأت بداية متواضعة في بيع قطع غيار لأجهزة الراديو في مومباي وقد اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الهندي "بادما شري" الذي يرأس سلسلة مراكز التسوق "لولو" ضمن العشرين شخصاً الأكثر نفوذاً في دولة الإمارات، وتبلغ ثروة "شري" 1.3 مليار دولار وتتجاوز عوائد مراكز التسوق التي يديرها سنوياً 3.5 مليارات دولار. لكن أطرف ما في الموضوع هو أن الهندي "صني فاركي" الذي يمتلك ثروة تقدر ب 650 مليون دولار، غامر بتأسيس مدرسة في دبي تقدم المناهج الهندية، واليوم يمتلك 100 مدرسة في 11 بلداً ويصل عدد طلبتها إلى 100 ألف طالب. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نجعل 100 ألف طالب يدينون بالولاء للمنطقة التي أسهمت في تعليمهم؟.