351 حالة وفاة هي حصيلة الوفيات في المملكة بسبب فيروس "كورونا" منذ ظهوره عام 2012، ولا يزال الفيروس يشكل "لغزا" صعبا كما أكد الكثير من الخبراء. هذا الأمر دفع وزارة الصحة إلى دعوة عدد من الخبراء الأميركيين إلى زيارة المملكة، وذلك في إطار التنسيق مع المنظمات والهيئات الصحية الدولية للتصدي للفيروس. إلى ذلك سجلت وزارة الصحة أمس حالة وفاة بالفيروس لمواطن يبلغ 52 عاما في مدينة بريدة، بالإضافة إلى تسجيل حالة إصابة لمواطن يبلغ 71 عاما في مدينة الرياض، وهو في حالة حرجة الآن. والتقى وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه أخيراً عددا من خبراء منظمة الصحة العالمية والمركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC). وأوضحت مصادر طبية ل"الوطن" أن الاجتماع تركز حول تطوير آليات مكافحة فيروس كورونا، كما تم استعراض نتائج الزيارة التي قام بها الوفد أخيراً إلى الطائف ومرئياتهم حيال الإجراءات التي طبقتها الوزارة للتعامل مع حالات الإصابة التي ظهرت هناك. وكان ثلاثة خبراء من المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها قد انضموا إلى خبراء منظمة الصحة العالمية برئاسة ممثل المنظمة في المملكة الدكتور حسن البشري، حيث أمضوا أسبوعاً لدراسة مجموعة من الحالات المصابة بفيروس كورونا التي سجلت في الطائف أخيرا. وأكد البشري أن الخبراء يقدمون حاليا الاستشارات إلى مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة خاصة المتعلقة بجهود الحد من مخاطر الإصابة بالفيروس الذي تبين أنه ينتقل مبدئيا من الإبل إلى الإنسان الذي ينقله بدوره إلى الآخرين، حيث حدثت بعض الإصابات أيضاً في مرافق الرعاية الصحيّة ناتجة عن انتقال العدوى من شخص إلى آخر. وأضاف أن الخبراء أكدوا أن الفيروس يعد "خطيرا"، إلا أنه لا يوجد دليل على انتشاره على نطاق واسع في المجتمع، حيث لا يزال يظهر كحالات متفرقة، مؤكدا أن الخبراء أوصوا بضرورة استمرار الوزارة في تنفيذ عمليات المراقبة الصارمة والوقاية من العدوى ومكافحتها في الطائف ومتابعتها بدقّة شديدة خشية ظهور حالات ثانوية جديدة، لا سيما أنه من المتوقع حدوث حالات أولية بين الحين والآخر. وأكد البشري أن هذا التعاون الذي شارك فيه عدد من كبار الباحثين من الجامعات السعودية ساهم في خفض عدد الإصابات الثانوية بهذا الفيروس بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، كما تجدر الإشارة إلى وجود تعاون مستمر بين الوزارة ومنظمة الصحة العالمية ومراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها لتقصي أسباب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا الشهر الماضي في الطائف. هذا وقد تم تسجيل 817 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في المملكة العربية السعودية منذ شهر يونيو عام 2012 نتج عنها 351 حالة وفاة. وجددت وزارة الصحة دعوتها إلى تجنب الاحتكاك المباشر بالإبل، خاصة المصابة منها بأعراض تنفسيّة، وفي حال كان لا بد من الاحتكاك يجب ارتداء القفازات والأقنعة الواقية التي تستخدم مرة واحدة وذلك لتقليل مخاطر الإصابة. كما يجب على الجميع الامتناع تماماً عن تناول حليب الإبل غير المبستر أو لحم الإبل غير المطهي.