تخترق مركبة مجهزة بمئذنة ومكبرات صوت وخزان مياه للوضوء وسجاد للصلاة، المساحات الشاسعة والكثبان الرملية بمحافظة الخرج والمواقع التي تستهوي الشباب ليرتفع صوت الأذان إلى مسامعهم، ولا تغيب عنهم مواعيد فريضة الصلاة أثناء تنقلهم في المتنزهات البرية البعيدة. فكرة المركبة المصلى بين الشباب في المناطق الصحراوية ابتدعها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة الخرج منذ أعوام، ولقيت إقبالاً كبيراً من الشباب و"الكشاتة" في تلك المواقع البعيدة، ومواقع تجمع الشباب أثناء دورات رياضية أو نوادي المحافظة، كما حظيت الفكرة بدعم العديد من الدعاة بالمحافظة، الذين يكرسون جهدهم وأوقاتهم لتوعية ونصح الشباب في أماكنهم المحببة، إلى جانب توزيع الكتيبات والمنشورات التوعوية. وحفز تواجد أعداد كبيرة من الشباب أثناء أوقات الصلوات، القائمين على التجربة لتكرارها في عدة مواقع واستمرارها لعدة أعوام. وفي هذا السياق، أوضح المواطن مسفر الدوسري أن الفكرة مميزة وتساعد على أداء الصلوات بالمواقع التي تجمع أعداداً كبيرة من الشباب، مبيناً أن مثل هذه الأعمال الخيرية التي ينفذها العديد من الهيئات أو الجمعيات أو غيرها، تسهم في أعمال الخير التي تجذب فئة الشباب في مواقعهم المختلفة، وتابع: مجتمعنا في أمس الحاجة لها والأخذ بيد كل مساهمة ودعمها وتشجيعها لما يترتب على ذلك من آثار إيجابية على السلوك العام عند الشباب. واعتبر عبدالرحمن القحطاني أن هذه الخطوة تخدم وتساعد الكثيرين على أداء فريضة دينية في مواقع قد لا تتوفر فيها الظروف الملائمة لأداء الفريضة، مشيرا إلى كثرة أعداد المترددين على المركبة من صغار السن والمراهقين، أثناء تأدية الصلاة جماعة، وهو ما يجب علينا فعله حتى ينشأ جيل الشاب متمسكاً بما جاء في الكتاب والسنة، ويتمكنوا من تطبيق تعاليم دينهم الحنيف أثناء تواجدهم في مواقعهم المحببة.