أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، أن تعاون دول الخليج العربية مع إيران، قابل للاختبار، في إشارةٍ إلى الرسائل الإيجابية التي بعثت بها دول مجلس التعاون الخليجي، بعد تولي الإدارة الإيرانية الجديدة زمام إدارة البلاد، ودخول طهران في اتفاق دولي مع القوى العظمى. وأكد الصباح في ردٍ على سؤالٍ ل"الوطن"، أن تعاون دول مجلس التعاون الست مع إيران مبني على حسن النوايا. وأن "ما لمسناه في الفترة القصيرة التي مضت أوحى بمؤشراتٍ إيجابية، تبعث في نفوس الخليجيين الأمل لبناء ثقة بالمنطقة من شأنها إزالة التوتر المنعكس من عدم الانسجام في المواقف، بما من شأنه أن يؤسس لأمن واستقرار المنطقة. أمامنا أمر نتعامل معه بواقعية وإيجابية. والأمر في محل المتابعة". وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام مجلس التعاون عبداللطيف الزياني أمس "إن دول مجلس التعاون تولي العلاقة مع إيران الأهمية التي تستحقها، وتتابع التطور. ودولنا رحبت بالاتفاق المبدئي الذي دخلته إيران، مع ضمان تنفيذ الاتفاق المبدئي معها، وهناك متابعة لما يتم الاتفاق عليه. نتطلع إلى أن يكون هناك اتفاق دائم ينص على الاتفاق المبدئي. أما رفض طهران لمشاركة دول الخليج في المفاوضات على الملف النووي، فالأمر يلقى متابعة مباشرة مع أصدقائنا وحلفائنا، للوقوف على كيفية طمأنة شعوبنا، بألا يكون هناك خطر على منطقتنا". وحول علاقة الدول العظمى بطهران، قال الصباح "القوى العظمى العالمية إذا كانت تحرص على العلاقة مع إيران لمصالحها بالمنطقة، فنحن تمثل لنا إيران الجار المباشر في المنطقة. ومن يتتبعها خلال السنوات الماضية يجد أن نوعا من عدم الاستقرار قد أشيع. رحبنا بكل التطورات التي طرأت على الملف النووي الإيراني. ورحبنا أيضاً بالانتخابات الرئاسية الإيرانية والتوجهات الجديدة. وأعربنا عن تطلعنا للعمل مع إيران من أجل استقرار المنطقة. إيران دولة مهمة بالمنطقة ومجاورة لست دول خليجية". وحول ملف الانتقال من مرحلة التعاون، إلى مرحلة الاتحاد، قال وزير الخارجية الكويتي إن الأمر بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الاتصالات والمشاورات، لكنه أعطى ما يبعث الأمل في الانتقال لهذه المرحلة، حين قال "الروح موجودة في المسيرة الخليجية"، مجلس التعاون قائم من أكثر من 32 سنة. ونحن مستمرون في هذا العمل. ونتمنى أن يكون هناك توافق على بناء هذه المجموعة". وفي الملف السوري، قال الصباح إن مجلس التعاون يأمل ويعمل على أن يكون مؤتمر جنيف 2 ناجحا. هناك اهتمام دولي وعمل كبير على الأرض استعداداً. نحن من جانبنا في الكويت سنستضيف المؤتمر الثاني للمانحين، لتخفيف المعاناة السورية الكبيرة في الداخل والخارج. المسار الإنساني مهم. لكن السياسي أيضاً مهم. مشاركة أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري وقوى الثورة، أول من أمس في افتتاح أعمال القمة، يؤكد حرص دول الخليج على أن تكون هناك نتائج إيجابية في مؤتمر جنيف 2. جميعنا نسعى لإنجاح المؤتمر، ونعمل معهم عن قرب في مسار إنساني وسياسي. دول مجلس التعاون منشغلة في مساعدة السوريين بالخارج والداخل. نحرص على مساعدة ووحدة سورية. وفي الشأن المصري، قال نائب رئيس الوزراء الكويتي، إن مصر دولة ذات أهمية كبرى لدى دول مجلس التعاون الخليجي، التي تدرك أهمية مصر ودورها. هناك فقرة كاملة في البيان الختامي عن الشأن المصري واحترام إرادة الشعب المصري. نعمل على مساعدة مصر اقتصادياً وسياسياً، ونتطلع إلى عودتها، كما عهدناها، قائداً ورائداً في العمل العربي والدولي. دور مصر جميعنا يدرك أهميته. نأمل أن تستعيد مصر، وبأقرب وقت، دورها الريادي والقيادي. وواصل الصباح الحديث عن الشأن المصري، وقال "هناك اتفاق على أهمية مصر وعلى دعم مصر في هذه المرحلة، وفي كل المراحل. لا تباين حول دور مصر. هناك اتفاق تام حول دعم مصر". من جانبه أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني استمرار المشاورات بين دول المجلس بشأن الانتقال إلى مرحلة الاتحاد، وأن قادة دول المجلس أمروا باستمرار التشاور وإعداد الدراسات والتنسيق الدقيق في هذا المجال للوصول إلى مرحلة الاتحاد. ودعا الزياني إلى التواصل مع الأدباء والإعلاميين مطالبا إياهم بالعمل معا من أجل شرح وتوضيح القرارات التي يتخذها قادة دول المجلس وتسليط الضوء عليها وتوضيح مدى أهميتها للمواطن الخليجي.