تسلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفكر العربي الأمير بندر بن خالد الفيصل بن عبدالعزيز، أول من أمس، خلال احتفال في العاصمة الفلبينية مانيلا، جائزة "غوسي" العالمية للسلام للخدمات المجتمعية والإنسانية، التي فازت بها مؤسسة الفكر العربي، نظير جهودها في مجالات التنمية الثقافية والفكرية، وإسهامها في تعزيز ثقافة الحوار على المستويين الإقليمي والعالمي، عبر إطلاقها مشروع "حضارة واحدة" قبل سنوات، فضلا عن مشروعات كثيرة ذات صلة بالقيم الإنسانية والتعاون مع منظمات دولية وعربية عدة. وعبر الأمير بندر في كلمته أثناء الاحتفال، عن سعادة المؤسسة البالغة بهذا التكريم العالمي لجهودها. كما أعرب عن تعازيه الحارة لذوي ضحايا الكارثة الإنسانية التي ألمّت بالفلبين قبل أيام جراء إعصار "هايان" الذي ضرب البلاد، كما بيّن أن هذا التكريم لمؤسسة الفكر العربي يؤكد على الجهود والإنجازات الكبيرة التي حققتها المؤسسة عبر مسيرتها نحو الأهداف التي تصبو إليها في تحقيق التلاحم الثقافي العربي، وتعزيز الهوية العربية والحفاظ على الثقافة العربية وتراثها. وقال: "تأتي هذه الجائزة في الوقت الحرج الذي يمرّ فيه الوطن العربي بتحولاتٍ كبيرةٍ، كتأكيد على الدور الكبير الذي تلعبه مؤسسة الفكر العربي -وهي مؤسّسة غيرَ ربحيةٍ وغيرَ حكوميةٍ- عبر مبادراتها ومشاريعها البنّاءة والهادفة إلى إثراء الفكر والنهوض بالمجتمع العربي نحو تحقيق التطور المنشود". كما أوضح الأمير بندر أن مؤسسة الفكر العربي احتلت مكان الريادة في الشارع الثقافي العربي، لأنها شكلت عنصر إلهام لأولئك الذين يعملون من أجل التنمية، كما بيّن أنه لا يمكن تحقيق أي إنجازٍ دون تضافر الجهود والعمل كيَدٍ واحدة والتزامٍ تامّ، منوهاً بأن الجائزة سوف تشكل لمؤسّسة الفكر العربي حافزاً جديداً للمضي قدماً بالعمل الجاد والمستدام. ويتزامن نيل مؤسسة الفكر العربي جائزة غوسي العالمية للسلام مع استعداداتها لإطلاق فعاليات مؤتمرها السنوي "فكر" في دورته الثانية عشرة في دبي، والذي يتناول تحدياً آخر على المستوى الإنساني والاجتماعي والاقتصادي. ويسعى "فكر" من خلال الحوارات بين المسؤولين والخبراء وصناع القرار، تحت سقف واحد، لاقتراح حلول تُسهم في التغلّب على تحدي استحداث مليون وظيفة جديدة في الوطن العربي بحلول 2020، وإيجاد فرص عملٍ للشباب العربي في سوق العمل العربي التي تعاني من تحديات جمة. وكانت مؤسسة الفكر العربي أعلنت أن مؤتمر "فكر"، سيستقطب ما يزيد على 780 مشاركة لشخصيات عربية أكدت حضورها فعاليات المؤتمر، إيماناً منها بأن رسالته هذا العام تمسّ إحدى أهم القضايا العربية التنموية إلحاحاً في العصر الحديث وتساهم في إيجاد حلول مستدامة لها. وأكد الأمين العام المساعد لمؤسسة الفكر العربي، والمدير التنفيذي لمؤتمرات "فكر" حمد بن عبدالله العمّاري: "أن نجاح المؤتمر في جذب هذه النخبة من القيادات وصناع القرار والخبراء الأكاديميين والمتخصصين في القضايا التنموية، ما هو إلا تأكيد على أهميّة هذا المنبر في طرح القضايا العربية الكبرى، والتعامل معها بأساليب مبتكرة تؤتي ثمارها بما ينسجم مع آمال وتطلعات أفراد الوطن العربي من شرقه إلى غربه". وأضاف أن من شأن هذا الحضور، تعزيز موقعه كمنصة رائدة تتيح تبادل الخبرات والمعارف والتجارب في سبيل مقاربة مشكلة البطالة وتحديات التوظيف، والخروج بنتائج تترجم أهداف المؤتمر إلى واقع. إلى ذلك، أعلنت مؤسّسة الفكر العربي عن البدء في تسجيل الإعلاميين، لحضور فعاليات الدورة الثانية عشرة لمؤتمر "فكر"، التي ستنظم بفندق ريتز كارلتون – مركز دبي المالي، في دبي. جائزة احترام الحياة والكرامة الإنسانية جائزة "غوسي" العالمية للسلام إحدى الجوائز الرائدة في العالم، تُمنح للمساهمين في تحقيق السلام واحترام الحياة والكرامة الإنسانية، والتقدّم في مجال المعرفة والفكر. وهذه ليست المرّة الأولى التي تنال فيها مؤسّسة الفكر العربي جائزة عالميّة، فسبق أن نالت جائزة جبران خليل جبران للعلوم الإنسانيّة 2012 من المعهد العربي الأميركي في واشنطن. ومن ناحيتها تمنحُ المؤسّسة سنوياًّ جائزة الإبداع العربي في سبعة مجالات، بالإضافة إلى جائزة أهمّ كتاب عربي، سعياً منها لإعلاء قيمة الإبداع وتشجيع المبدعين، وتكريم الروّاد والموهوبين في الوطن العربي. ومن أبرز الأسماء الحاصلة على جائزة غوسي، رئيس جمهورية موريتيوس راجكسوير بورياغ، والوزير الروماني السابق البروفيسور إميل كونستانتين، والوزير الإستوني السابق أرنولد ريتيل، والوزير السوداني السابق عبدالرحمن المهدي، والبروفيسور الجزائري عبدالرحمن عمراني، والفنان السوري مالك جندلي. ومنذ إنشاء مؤسّسة الفكر بقرار وإرادة حكيمة بدعوة من رئيسها الأمير خالد الفيصل، حقّقت إسهامات وإنجازات عدة في مجال التنمية الإنسانيّة والفكريّة، وتعزيز الثقافة على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث أطلق الأمير خالد مشروعاً للترجمة بعنوان "حضارة واحدة"، وهو مشروع نوعي للترجمة من الّلغات الأجنبيّة إلى العربيّة والعكس، وبالاستناد إلى قيمة الانفتاح، التي توليها المؤسّسة أهمية قصوى، خصوصاً لجهة الاطّلاع على كلّ ثقافات العالم وعلى فكر مختلف الحضارات وإبداعاتها، ونشر الثقافة العربية. وللمؤسسة عدد من الإصدارات التي تنشرها من خلال مركز الفكر العربي للبحوث والدراسات، تركّز فيها على نوعية معينة من المؤلفات البحثية والإبداعات الكتابية في مجال الفكر التنموي.