برعاية وحضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتّحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي، والأمين العام للمؤسّسة الدكتور سليمان عبد المنعم، افتُتح رسمياً في 10 محرم 1433 ه-5 ديسمبر 2011م في فندق زعبيل سراي في دبي المؤتمر السنوي لمؤسّسة الفكر العربي في دورته العاشرة مؤتمر «فكر 10» . حضر حفل الافتتاح صاحب السموّ الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، وحشد من الرسميّين والسفراء والدبلوماسيّين وأعضاء مجلس أمناء مؤسّسة الفكر العربي والمثقفين والأكاديميين، وكبار الإعلاميين ورؤساء تحرير صحف ودوريات عربية. افتتح المؤتمر بكلمة ترحيبيّة من أمين عام مؤسّسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبد المنعم أكّد فيها أن هذا المؤتمر يشكّل مساحة للتساؤلات والنقاشات من دون أن يقدّم أجوبة أو أحكاما قيميّة، وذلك بحسب نهج المؤسّسة ومسارها، لكونها شكّلت على الدوام مساحةً للفكر من دون تبنّي أيديولوجية معيّنة. ثم ألقى رئيس المؤسّسة الأمير خالد الفيصل كلمته موجّهاً في البداية خالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وعلى رأسها سموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ومهنئاً القيادة والحكومة والشعب الإماراتي باليوم الوطني، والذكرى الأربعين للاتحاد. وخصّ بالشكر إمارة دبي وحاكمها، على استضافة المؤتمر السنوي العاشر لمؤسّسة الفكر العربي « فكر 10 « ورعايته، انطلاقاً من حسّه العروبي الأصيل، وإعمالاً لعقيدته التنموية، في تعظيم الوفاء بالمسؤولية الاجتماعية، وتقديره لدور الفكر في صناعة النهضة العربية. وأوضح الأمير خالد الفيصل في كلمته أن مؤسّسة الفكر العربي تبنّت منذ قيامها «سياسة ثابتة في مؤتمرها السنوي، بأن تطرح قضية الساعة في وطننا العربي، وبحيادية تامة تجمع لها أطياف الفكر العرب، وغير العرب إذا اقتضى الأمر، تحت مظلة فكرية حرّة، وتهيىء المناخ لحوار علمي حضاري، من أجل دراسة القضية: بتحليل الأسباب والدوافع، وتقييم الوضع الراهن وأحداثه، واستشراف تداعياته المستقبلية على حال الأمة، ومن ثم تقديم الرؤى الكفيلة بتحقيق مصلحتها العليا». وأضاف:» وإعمالاً لهذه السياسة، فقد فرض « الربيع العربي» نفسه موضوعاً لمؤتمركم الموقر، على مرجعية خطورة الأحداث غير المسبوقة الجارية الآن، وما يكتنف المشهد العربي من ضبابية». وذكّر الأمير خالد الفيصل، بأن مؤسّسة الفكر العربي تنبّهت مبكراً إلى حتمية التغيير الإيجابي بأيدينا، لا بيد الغير، يوم خصّصت مؤتمرها السنوي الثالث «فكر3»، في مراكش أواخر العام 2004 تحت عنوان « العرب بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة». حيث جاء في كلمته الافتتاحية آنذاك: « لا أحد ينكر أن التغيير سنة كونية وضرورة حتمية، وأن مغايرة الحاضر لمجرد التغيير مشروع فاشل. أما التغيير الحقيقي فهو الذي يستهدف تطوير الواقع، والارتقاء بالإنسان، وتذليل سبل الحياة أمامه، وينظر إلى الثقافة باعتبارها المعين الأساسي لنشاطه العلمي والعملي على السواء، كما يؤمن بأن تلاقح الثقافات، يمثل دائماً الدافع لعجلة الحضارة الإنسانية...». وتابع سموّه:» لعل السؤال الأكثر إلحاحاً الآن، في الأزمة العربية الراهنة، هو: هل نحن قادرون على الاقتناع بثقافة التغيير بمعنى التطوير، والإصلاح بمعنى مراجعة واقعنا وتعديله، مع ما يتطلبه ذلك من جهود حقيقية، وقرارات شجاعة على أرض الواقع، للدخول الفاعل إلى مشروع الإصلاح العربي ؟!». ثم جرت مراسيم تكريم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبحسب ما جاء في كلمة الأمير خالد الفيصل، لعطاءاته الكثيرة ومسيرته الحافلة بالإنجازات والمجللة بالعطاء، والتاريخ الحافل بالتجارب الرائدة في التنمية والتطوير، وقيادته إمارته إلى حلم طموح بلا سقف، حقق لها من الإنجازات القياسية، ما أهّلها - بكل المقاييس- لتكون مدينة عصرية عالمية، بفضل رؤاه التنموية الثاقبة، ومثابرته الدؤوبِ على مشروعه، ومتابعته الشخصية لكل فعالياته.يذكر أن جائزة «مسيرة عطاء» هي جائزة سنويّة تمنحها مؤسّسة الفكر العربي لإحدى الشخصيّات العربيّة الرائدة ذات المسيرة الحافلة في مجال العمل والإنجاز، وقد مُنِحت الجائزة للمرة الأولى العام الماضي، بحيث فاز بها الصحافي الّلبناني غسان تويني. مؤسّسة الفكر العربي