علقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إنهاء أزمة إيقاف خدمة "ماسنجر البلاك بيري" في المملكة والتي أثارت العالم كله إضافة إلى 800 ألف مستخدم في السوق المحلية خلال الأيام الماضية، بعد أن اعلنت أمس تمديدها للمهلة المعطاة لشركات الاتصالات لإيجاد حل تقني لمراقبة الرسائل الفورية إلى يوم الاثنين القادم بدلا من أول من أمس الجمعة. وقالت في بيان أرسلته إلى وكالة الأنباء السعودية في ساعة متأخرة من الليل إنها ستحدد إيقاف الخدمة من عدمه بعد الإطلاع على النتائج التي سوف يتم التوصل لها من قبل مقدمي الخدمة. كما أضافت أنها مددت مهلة إيقاف الخدمة نظراً للجهود المبذولة حالياً من الشركات المقدمة لها لاستيفاء المتطلبات التنظيمية لتشغيل هذه الخدمة. واستمرت شركات الاتصالات المحلية الثلاث في الخدمة وسط تأكيدات أنها وصلت إلى درجة متقدمة من الإيفاء بمتطلبات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات التنظيمية. ولم تكشف هذه الشركات عن الصبغة النهائية فيما يخص إيفائها بمتطلبات هيئة الاتصالات إلا أن مصادر في هذه الشركات ألمحت ل"الوطن" أمس إلى أنها تبذل جهدا مضاعفا مع الشركة الكندية "ريسيرش إن موشن" من أجل إيجاد سيرفر خاص يمكن من خلاله الدخول على بيانات مستخدمي أجهزة البلاك بيري. من جهة أخرى بدأت أسعار أجهزة البلاك بيري في الرياض بالاستقرار مجددا عقب مخاوف كبرى انتابت نفوس المستخدمين من إمكانية انقطاع الخدمة، مما دفعهم إلى القيام بعمليات البيع السريعة مع توقف المحلات التجارية لأجهزة الهاتف المحمول عن الشراء حينها. وذكر محمد المطيري الذي يمتلك محلا لبيع أجهزة الهاتف المحمول في الرياض أمس أن الأسعار عادت للاستقرار مجددا عقب استمرار خدمات "ماسنجر البلاك بيري" وعدم إيقافها من قبل الشركات. وقال: "بدأت حركة البيع من صباح يوم أمس السبت تتحسن عما كانت عليه خلال الأيام الثلاثة الذي تسبقه، وهي الأيام التي تعقب إعلان هيئة الاتصالات عن إيقاف الخدمة". وتعتبر الدول الخليجية سوقا مربحة للشركة المنتجة للجهاز إذ إن حجم عملاء الإمارات التي ستوقف الخدمة في أكتوبر القادم والمملكة يمثلان حوالي 2.6% من قاعدة عملاء الشركة الكندية والبالغة 46 مليون مشترك مع نهاية مايو الماضي تستأثر المملكة وحدها بما نسبته 1.9% من قاعدة عملاء الشركة. من جهة أخرى نفت وزارة الاتصالات المصرية ما أثير مؤخرا حول تعرضها لأية ضغوط من قبل الجهات الأمنية لوقف خدمات "بلاك بيري" بسبب وجود مخاطر على الأمن القومي المصري. وقال رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بمصر الدكتور عمرو بدوي: إنه لم يثبت حتى الآن وبالدليل القاطع استغلال خدمات ال"بلاك بيري" في أية أعمال إجرامية أو أعمال يكون لها تأثير على الأمن القومي المصري. وأضاف: أن الدول الخليجية التي اتخذت قرارا بوقف خدمات "البلاك بيري" قد يكون ثبت لديها بالدليل القاطع وجود مخاطر تهدد الأمن القومي بهذه الدول. كما أنه ليس من الضرورة أن تقوم مصر بنفس الإجراء لمجرد اتخاذه في دول أخرى طالما أن الأمور تحت السيطرة. وفي ظل الزوبعة المثارة حاليا بشأن "بلاك بيري" ووقف خدمة الماسنجر في بعض دول الخليج وقرار مصر باستمرار الخدمة ومنع وقفها ارتفعت أسعار أجهزة بلاك بيري على نحو كبير بالسوق المصرية وسجلت ارتفاعات جاوزت ال20% في جميع الموديلات والأنواع في ظل استمرارها. كما لاقت الخدمة إقبالا كبيرا خاصة من قبل المراهقين ثم رجال الأعمال والصحفيين.