ربما استهوى الشباب أسلوب المقاطعات.. فبعد حملة مقاطعة الدجاج التي دخلت أسبوعها الثالث، وكبدت شركات الدواجن خسائر فادحة، انطلقت في المقابل عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حملة ثانية باسم "مقاطعة البنات لين ترخص مهورهم"، في إشارة إلى غلاء المهور، إلا أن هذه المواقع شهدت سجالاً طاحناً بين المغردين والمغردات، رفضت خلاله الفتيات تشبيههن بالدجاج، ووجهن ضربات موجعة للرجال، وحصلن بالفعل على دعم كبير من بعض المسؤولين ورجال المجتمع. وشهد الهاشتاق الخاص بتلك الحملة، تضارب الآراء بين الشباب والبنات حول مستوى رضاهم عن تلك المهور، والتي بعضها يتعدى حاجز 100 ألف ريال، مما يضطر الشاب وهو في بداية مشواره إلى اللجوء إلى الاقتراض، مما يجعله حبيس الدَّين لسنوات. ولم تغب عن أجواء الحملة بصمة الإعلاميين، وكذلك بعض المسؤولين في بعض القطاعات الحكومية والخاصة، حيث أبدوا آراءهم بهذا الأمر، ومنهم من كان مؤيدا لتلك الحملة، ومنهم من خالف ذلك، ومنهم من أطلق عبارات فكاهية على تلك المقاطعة، في حين بدأت التغريدات تنطلق مع بداية إنشاء الهاشتاق بين الشباب والفتيات والمسؤولين وكذلك الإعلاميين. فمنهم من قال ضحكتوني يا شباب، ومنهم من قال: "بناتنا لسن بدجاج لكي نقاطعهم"، ومنهم من قال إن المهور المرتفعة تجبر الشباب على الاقتراض وتحميل نفسه طاقة لا يمكن تحملها مؤيدا حفلات الزواج الجماعي التي تقيمها بعض الجهات والتي تساعد على ترشيد نفقات الزواج. مركز رؤية يخالف من جهته، أطلق أستاذ السنة النبوية بكلية العلوم والآداب بجامعة القصيم الأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية الدكتور إبراهيم الدويش، تغريدة قائلا: "أتحداكم يا شباب تنجحون بحملتكم ما لكم غَناة لو وصلن ملايين.. والعاقلة ما تقدر بمال الدنيا". أما الكوميدي السعودي ومقدم برنامج لا يكثر فهد البتيري، فقال في تغريدته "بناتنا ما هن دجاج يا تنكة انت وياه"، في حين جاءت تغريدة عضو رابطة علماء المسلمين حمد الجمعة، مشابهة لسابقها قائلا فيها: "تأخير الزواج بدعوى ارتفاع المهور حيلة كذابة بدليل أنه يشتري سيارة بأغلى تقسيط، فلماذا لا يفعل ذلك للزواج؟". ردود أفعال ساخرة وكان للشباب آراء مختلفة حول ارتفاع المهور، فقال أحد المغردين ساخرا "الله يسامحكم وش هالمهر اللي تحسدوهن عليه ما يجيب لها ملابس من نعومي، الزمن هذا "ماركات عالمية"، فيما أكد مغرد آخر صعوبة الزواج مع ارتفاع المهر، واكتفى رؤية من يحب بالحلم بقوله: "يمر بي طيفك قبل لا أنام وأتذكر مهرك 100 ألف وأتعوذ من إبليس يكفي شوفتك بالأحلام". وكانت إحدى التغريدات تصف أن المشاغل هي السبب، مطالبا بمقاطعتها بقوله: "لا بد من مقاطعة المشاغل اللي يروح لها المهر فهي السبب بغلاء المهور؛ لأن البنت تبي تفرح بليلتها وما تتفشل"، فيما كانت لإحدى التغريدات وقع آخر على غلاء المهور واصفا بتغريدته،"قايلكم من أمس قاطعوا البنات مثل الدجاج وصدقوني بترخص المهور". الفتيات يغردن بغضب وعلى السياق ذاته، لم يطل صمت الفتيات، حيث كانت ردودهن على بعض الشباب أشبه بالضربة القاضية لمن يريد مقاطعة الزواج، حيث رفضت إحدى المغردات تشبيه البنات بالدجاج، على ضوء الحملة التي أطلقت مؤخرا بقولها: "يعني قدرتوا على الدجاج وتحسبون انكم بتقدرون علينا، معصي يا أبو سروال وفانيلة، الغالية مهرها غالي"، وقالت أخرى واصفه حال الشباب الذين يدعون غلاء المهور: "فلوسكم راحت بسفرات وقطات لاستراحاتكم المخيسة من غير الفشخرة بالسيارات"، وقصمت تغريدة رابعة ظهر الشباب حينما قالت: "اقعدوا أنتم الخسرانين أصلا من زينكم بنستورد رجال ونتزوجهم". المهور ليست السبب واتفق بعض أهل العلم وذوي الاختصاص، أن العزوف عن الزواج لا يقف بسبب ارتفاع المهور، فهناك من الشباب من استقرض من البنوك مبالغ تصل إلى المائة ألف ريال لشراء السيارات، ومنهم من صرفها بالسفر وقضاء أوقات ممتعه، دون التفكير ولو للحظة بمستقبله، والعواقب التي تنتج خلال تلك التصرفات العشوائية. وبعد فترة حين تفكير الشاب بالزواج والاستقرار، يرى أنه لم يستغل الأيام التي قضاها بالسفر، واللهو، وشراء السيارات الفاخرة، وعندها يضع الفتاة في قفص الاتهام، وإن كان الشاب معه بعض الحق في غلاء المهور، ولكن لا يمكن أن يتناسى الشاب بما فعله خلال السنوات الماضية، فالتعاون يجب أن يكون مشتركا من قبل راغب الزواج وولي أمر الفتاة، حتى لا يكون للعنوسة طريق في مجتمعنا، الذي بدأت تتفشى فيه العنوسة في ظل غلاء المهور، والغلاء المعيشي سواء في العقارات أو المواد الغذائية.