لماذا أصبحنا مجتمعا متكلفا جداً لا يقدر ظروف الشخص المادية؟ لماذا تحولت أعيادنا واحتفالاتنا من الصورة البسيطة إلى المتكلفة جداً؟ ومع ذلك اختفت تلك السعادة التي كنا نشعر بها كل عيد أو مناسبة! ف"أصبحنا جميعاً مصورين وأصبحت تلك اللحظات تعاد وتكرر فقط للتصوير! حتى الحضور أصبحوا فئتين فئة ناشرة إعلامية وفئة متفرجة من كبار السن! وللأسف أصبحنا في مجتمع لا يحترم الكبير ولا يقدر الصغير! وللأسف أن تلك التكالف التي تدفع لا تدفع إلا ليراها الناس ويعرفوا أننا نستطيع ولدينا المقدرة! وينتهي كل ذلك الحماس عندما تطفئ آخر عدسة كاميرا أو جوال. ظروفنا المادية والاجتماعية تختلف وكم هي الديون التي تثقل كاهل كل شخص منا؟ وكم هي المصروفات التي يصرفها؟، ومع ذلك والمخزي حقاً أن تلك الأموال الطائلة التي تُدفع، لا ندفع نصفها في صدقة أو إحسان لقريب أو مسكين. حتى إنّا ندفع لتلك الاحتفالات دون حساب، وعندما يكون الدفع لعمل خيري نحسب كل ريال سيدفع، ونشعر وكأننا نأخذ جزءاً من أجسادنا أو قلوبنا. فنحن عشنا أجمل أيامنا في تلك المناسبات البسيطة والاحتفالات المختصرة، ولا تزال خارطة ذواكرنا مليئة بذكرى الفرح والسعادة والبهجة التي عشناها في تلك الحقبة التي لا تنسى، والآن وبرغم ذلك الزخم إلا أنها أصبحت تمضي تلك اللحظات دون أثر وكأنها لم تمر بنا ولم تُطبع بداخلنا ذكراها. نحن ضحية ثورة مشاهير وشهرة، ونحن كبش فداء إعلاناتهم التي لا تنتهي، ونحن مجتمع نشتري بلا وعي ونأخذ ما نحتاجه وما ليس لنا به حاجة، ونحن مجتمع أصبح من عاداتنا التكلف والبهرجة، فعجزنا عن التخلي عنها وعجزنا عن مجاراة الفئة التي بلا وعي.