أثر فيروس كورونا على طريقتنا في الاحتفالات خاصة ونحن على أبواب استقبال عيد الفطر المبارك. أوضح الباحث الاجتماعي الدكتور عبدالله القرني أن الناس أمام تغيُّر مفاجئ في أحوال المجتمعات وسلوكيات الأفراد من خلال هذه الأزمة، لكن عقل الإنسان لا يعجز عن إيجاد الحلول لتحقيق اجتماعيته، فقد عمل على تطبيق مبدأ (Replace Lost Needs: تبديل الحاجات المفقودة) بمعنى إحلال سلوكيات وتقاليد اجتماعية جديدة بدلا عن المتعارف عليها، وذلك بالمشاركة في المناسبات الاجتماعية عبر شبكات الإنترنت وتطبيقاتها وبرامجها المختلفة، مما ساعد على تقبله والمضي قدما به. التأثير الاجتماعي ذكر القرني أن الوباء عالمي شمل جميع أنحاء المعمورة وهو ما يحقق مبدأ(Get Leverage) أي الحصول على التأثير الإيجابي الذي يمنح الفرد قوة الدفع التي ترفع من المعنويات كمكافأة كبيرة لإشباع الاجتماعية لديه، رغما عن الأوضاع الراهنة. وأن التفاعلات اليومية للأفراد تميل إلى التوافق والتناغم مع المظاهر العامة للواقع الاجتماعي، ووفق سلم الأولويات للبشر تقع سلامة الإنسان على رأس الهرم، ولمنع انتشار فيروس كورونا فقد تم الانقياد للتباعد الجسدي وفق اتباع الإرشادات الصحية، وهو بلا شك صعب وقاس، بناء على أن الإنسان اجتماعي بطبعه، ولا سيما في مشاركة الأفراح في مجتمعنا، ولكن بالنظر للمخاطر المترتبة على التقارب الجسدي بمثل هذه الاحتفالات كان لا بد أن تتوقف لحماية وسلامة الإنسان. تعويض الاحتفالات أوضح القرني أنه يمكن تعويض هذه المناسبات بإقامتها على مستوى الأسرة ودون تكلف، منطلقة من هدفها الأهم وهو إدخال البهجة والسرور في إطار أسري مفعم بالحب والحنان، وفيما يخص الأصدقاء والأقارب، فيمكنهم إرسال الهدايا عن طريق تطبيقات التوصيل، أو تسجيل مقاطع مرئية وإرسالها عبر الشبكات الاجتماعية، أو إرسال بطاقات التهنئة الإلكترونية، وبهذا نكون قد تخلصنا من الحفلات التي كانت تقام بشكل متكلف وتبدو فيها مظاهر البذخ والإسراف. آثار نفسية أشارت رئيس مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة الدكتورة سميرة الغامدي إلى الأثر النفسي الذي قد يحدث للعرائس بسبب إلغاء الأفراح. وقالت: «يجب التكيف مع المتغيرات، خاصة ونحن في ظروف طارئة وغير دائمة، ومن المفترض أن الشباب بالذات يكونون على قدر من الوعي والمرونة ويتقبلون الأمر»، وتابعت أن على الشباب أخذ الأمر من النواحي الإيجابية فيستفيدون مثلا من المبلغ المخصص للزفاف ويدخرونه لأمر آخر لأن السعادة ليست مقرونة بالحفل سواء كان زفافا أو تخرجا. قالت نسرين جابر، إحدى العرائس التي تم إلغاء حفل زفافهن: «كان من المفترض أن يتم حفل الزفاف بتاريخ 28 مارس، حيث تم تجهيز الاستعدادات اللازمة إلا أن تفشي فيروس كورونا لم يجعل لي نصيبا باحتفال كبير يجمع العائلة والمقربين والأصدقاء ومع التزامي بقرارات الدولة تم إلغاء كل الالتزامات الخاصة بحفل الزفاف، وأتممنا الزواج باختيار من الطرفين وبعد استئذان الوالدين بلا حفل». ميزات الاحتفالات عن بعد - مشاركة الجميع عبر التطبيقات ينهي بعد المسافة - التخلص من البذخ وتقليل التكلفة المادية - إدخار الأموال - حماية الأطفال على وجه الخصوص في المناسبات العائلية - حماية المجتمع من تفشي الفيروس