أسعيد.. مهلاً قبل أن ترحل، فلقد ذهبت دون وداع أو كلمة أخيرة!، رحلت وتركت لي بقايا من الذكريات الجميلة، أقلبها فأتقلب معها بين ابتسامة ناقصة لا تكتمل، لأن دمعة الحزن قطعت طريقها للولوج إلى الروح، فاستقر في النفس حزن شديد سببه رحيلك. رحلت يا صاحبي بلا استئذان فلم أجد لحظة أخيرة أجتذب فيها أطراف الحديث معك.. بل رحلت تاركاً فراغاً لا يملؤه غيرك، وأخذت خصالك الحميدة.. رحلت ياصاحٍ آخذاً معك ابتسامات الزمن. رحلت وأبقيت لي أربعين عاماً أتذكرها فيتأجج في داخلي وجع الوداع، وألم الفراق.. أبقيت لي مروادة الحنين الذي يقضُّ مضجعي ويدمع مقلي. رحلت يا صاح ولم تترك إلا رجع الصدى من قول القائل: سأظل أذكركم إذا جنّ الدجى ... أو أشرقت شمس على الأزمان سأظل أذكر إخوة وأحبة ... هم في الفؤاد مشاعل الإيمان سأظل أذكركم بحجم محبتي ... فمحبتي فيض من الوجدان وداعاً يا سعيد بن زبين.. رحمك الله رحمة الأبرار.