منذ بداية تعليق الدراسة، ونحن أمام مستوى عال من الالتزام وجهود مخلصة يُشرف عليها وزير التعليم وجهاز الوزارة من جامعات ووكالات تتبع للتعليم العام وإدارات عموم وإدارات تعليم، وصولاً للمعلم من أجل تعليم وتثقيف جيل كامل من طلاب وطالبات المدارس في التعليم العام والطلاب الشباب في الجامعات، من خلال منصّات التعلم الإلكتروني المتعددة، ولعل أهمها في التعليم العام بوابة المستقبل ومنظومة التعليم الموحدة ومنصة عين التي ظهرت كأدوات مهمة لنقل المعرفة والمعلومات، ولعل سهولة توفيرها وتشغيلها يعود الفضل فيه لقادة هذه البلاد ودعمها السخي للتعليم؛ ليستفيد من هذه المنصات الإلكترونية أكثر من 6 ملايين طالب، ويُسهم في تشغيلها بشكل مميز مئات الألوف من المعلمين وقادة المدارس والمشرفين وفني تقنية المعلومات والإداريين وغيرهم. ومع التحديات حول إمكانية توفير وسيلة سريعة ومناسبة لنشر معلومات متباينة في بيئة تعلم إلكترونية ديناميكية ومفتوحة وموزعة إلا أننا شاهدنا عزمًا ورغبة في التنفيذ والتحسين وصولًا لنجاح التجربة بشموليتها. ومع عدم اليقين سابقًا بشأن دورها في التعليم والتدريب والتطوير المهني رأينا يقينًا في التطبيق ونجاحًا تقوده مراكز وأقسام التطوير المهني في الإدارات المختلفة، ومع وجود القلق المُتزايد عند بداية تطبيق العملية التعليمية الإلكترونية بشأن قضايا وإستراتيجيات التعلم الإلكتروني التي قد يُواجهها كل من مقدمي التعلم الإلكتروني والمتعلمين حاليًا وقفنا على عزم وإرادة المشرفين التربويين وقادة المدارس والمعلمين للتغلب على التحديات وتحويلها لفرص للإبداع وابتكار الحلول في هذا الجانب المهم. إن التعلم الإلكتروني في المملكة موجود ومطبق منذ فترة، ولعل المستفيدين كانوا شريحة بسيطة والتجربة ليست بجديدة في كل مناحيها، وواكبنا ولله الحمد وتيرة التكنولوجيا سريعة التغير، وتحديات ودورات تطوير المنتج، وتأهيل الموظفين المهرة، وهي طريقة سريعة من طرق الانتقال من عصر الصناعة إلى عصر المعرفة. ولعلها فرصة لجعل التعلم الإلكتروني وسيلة ثراء معرفي للمجتمعات تضمن التعليم المستمر ووسيلة لتعزيز الهوية والانتماء الوطني والتعاون لزيادة التعدُّدية المعرفية ووسيلة تسريع لتغييرات في أنظمة التعليم والتدريب؛ لصناعة مجتمع قائم على المعرفة. وستستمر عجلة التغيير في التعليم الإلكتروني لنصل للتعلم التكيفي لتخصيص الموارد والأنشطة والمشاريع والواجبات بما يتناسب مع الاحتياجات الفردية لكل طالب، وستنضج أدوات التعلم الجماعي والاجتماعي، لتصبح العمود الفقري للمناهج على مستوى المدرسة، وستدخل أدوات الواقع المُعزز والظاهري وغيرها من أدوات المستقبل.وعلى الرُّغم من التحديات التي صنعتها محنة كورونا المستجد إلا أنها منحة لتغيير حقيقي إلى تعليم إلكتروني داعم ومعزز للتعليم في المدارس مستقبلا. مدير إدارة تعليم صبيا الدكتور حسن بن محسن خرمي