عندما تتجرد من مشاعر الإنسانية، يمكنك القيام بأفظع الأعمال، ويمكنك أن تعيش إلى جوار الجثث، تنام قرير العين، تضحك، تقهقه، تردد ما يحلو لك، ولا تجد ما يردعك. هذا كله حدث، مع قاتلة الطفل «أحمد الغامدي» التي عاشت إلى جوار جثة الصغير 12 ساعة قبل أن تقوم بتقطيع جسده الغض وتعبئته في أكياس نفايات، الجريمة رغم بشاعتها، لم تكن في حق غريب، إنما نفذتها بطفل نشأ وترعرع أمام ناظريها أربعة أعوام وبضعة أشهر. حقائق جديدة تكشفت من حكاية الطفل أحمد وزوجة والده القاتلة، بلسانها تروي التفاصيل فتقول «استدرجته صباح الثلاثاء قبل الماضي إلى دورة المياه للاستحمام بعدما أوهمته بالخروج للتنزه، بمجرد دخوله جردته من ملابسه، فانهلت عليه ضربا بعصا غليظة على رأسه حتى سقط على الأرض لتتوالى الضربات والركلات إلى جسمه الضعيف إلى أن فارق الحياة». بدأت بعد ذلك مراحل النقل إلى غرفته الصغيرة، بين ألعابه دست جثته، فتحت جهاز التكييف حتى لا تنبعث «رائحة الموت» وتنتبه الخادمة، عندما تأكدت أن كل شيء انتهى، بدأت تخطط للفصل الجديد، مساء قبل العاشرة بدأت مرحلة تقطيع الجثمان لتعبئه في كيس قمامة، ومع سبق الإصرار والترصد خرجت إلى الشارع أوقفت سيارة نقلتها إلى بناية مهجورة تعارف في حي معشي بالطائف على أن من يسكنها هم الجن، لذلك كان المكان آمنا بالنسبة لها، صعدت إلى الطابق الثاني ورمت بأحمد وكيس النفايات وفرت هاربة.