ذكرت مصادر أردنية وثيقة الاطلاع ل”الشرق” أن زيارة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل للأردن دخلت في تعقيدات وتجاذبات أفرغتها من مضمونها. وأفادت المصادر ذاتها أن دولاً خليجية طلبت من الأردن التمهل في الزيارة لحين إقرار حماس تشكيل حزب سياسي باسم الإخوان المسلمين في فلسطين. كما أكدت مصادر أخرى أن مراكز قرار في الأردن تحفظت على الزيارة لأسباب دستورية. عودة مشروطة وكانت تصريحات صحافية لرئيس الوزراء الأردني، عون الخصاونة، أكدت على أن الحكومة تبحث عن الأسلوب الأمثل للسماح لأفراد من حماس وعائلاتهم بالإقامة في الأردن، لكن دون السماح لهم بتأسيس قيادة لحماس على الأراضي الأردنية، أو ممارسة أي نشاط سياسي من أي نوع. وقال الخصاونة، في مقابلة مع مجلة التايم البريطانية، إنه يستهجن الانتقادات الموجهة للحكومة الأردنية حول نيتها السماح لأفراد من حماس وعائلاتهم بالعودة للإقامة في الأردن، طالما أن ذلك سيكون ضمن ضوابط سياسية سيتم تحديدها مسبقاً. ضغوط مراكز القرار وقال مصدر مطلع ل”الشرق”، تعقيبا على هذه التصريحات، إن الزيارة أُفرغت فعلياً من أهدافها، حيث كانت تسعى لاستطلاع إمكانيات استقرار قيادة حماس في عمان، إلا أن دولاً خليجية نصحت الأردن بالتمهل في التعاطي مع حماس إلى حين تحولها إلى حركة سياسية. إلى جانب ذلك، كانت هناك ضغوط من مراكز قرار أردنية ترفض استقبال قيادة حماس، وترى أن استعادتها للنشاط على الأرض الأردنية تهديد للأمن الأردني، خصوصاً مع استذكار تجربة نشاط الفصائل الفلسطينية على الأرض الأردنية قبل أكثر من أربعين عاماً. أسباب التأخير وقال الكاتب الصحافي ماهر أبوطير في تصريح ل “الشرق” إن هناك تخبطاً في بوصلة الحكومة تجاه ملف حماس، مستشهداً بالتصريحات المتناقضة للحكومة حول زيارة مشعل، ويعتقد أبوطير أن العلاقة مع حماس ليست قراراً حكومياً منفصلاً، حيث تؤثر فيه جهات أخرى في الدولة، في إشارة إلى الأجهزة الأمنية. ويشير أبوطير خصوصاً إلى تسارع التصريحات حول قرب الزيارة، ثم عودتها للتباطؤ، لتنحسر في وصفها بأنها ضمن إطار الأمور الإنسانية فقط. ويعتقد أبوطير أن المفصل في مسألة زيارة مشعل للأردن تصريح رئيس الوزراء، الخصاونة، بأن إبعاد مشعل وقادة حماس عن الأردن كان خطأ دستورياً، لترد عليه جهات نافذة في الدولة بأنه لا يجوز أن يتم إصلاح خطأ دستوري بخطأ دستوري آخر، يتمثل في قيام مشعل وزملائه، وهم يحملون الجنسية الأردنية، بإجراء محادثات مع المسؤولين الأردنيين بصفتهم ممثلين لتنظيم غير أردني. ويضيف أبوطير أنه يرى أن الزيارة انتهت تماماً منذ أسابيع، وأنها إن تمت ستكون عادية تماماً، وضمن البعد الإنساني، ودون أي صفة سياسية. وفي هذا الصدد، ذكرت مصادر أن تأخير الزيارة كان قبل شهور؛ بسبب ارتباطات ولي عهد قطر، الذي كان من المفترض أن يصطحب (مشعل) إلى عمان، إلا أن التعقيدات الداخلية الأردنية التي استجدت دعت قطر إلى سحب يدها من الموضوع منذ أسبوعين تقريباً.