بدأ زعيم حركة حماس خالد مشعل الأحد أول زيارة رسمية الى الأردن منذ إبعاده عن أراضيه قبل أكثر من عقد وأجرى فور وصوله محادثات مع الملك عبد الله الثاني، يرافقه ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وكانت الزيارة مقررة قبل الانتفاضة التي اندلعت في سوريا حيث يوجد المقر الرئيسي لحركة المقاومة الإسلامية خارج قطاع غزة. ويقال إن دولة قطر تقوم بوساطة للتوفيق بين عمان وحماس التي نفت إمكانية نقل مقرها من دمشق إلى العاصمة الأردنية بعد إبعادها منها عام 1999. واضطر بعض من نشطاء حماس وعائلاتهم إلى الرحيل عن سوريا بسبب الاضطرابات هناك. وقال مسؤولون في حماس ومسؤولون أردنيون إن أيا من الجانبين لم يناقش فكرة إعادة فتح مقر الحركة في الإردن. وتقول مصادر دبلوماسية ومخابراتية إن مشعل (55 عاما) الذي يتخذ من دمشق مقرا له منذ عام 2001 قد غادر هذا المقر فعليا حيث كان يتمتع بأمان نسبي بعد محاولة إسرائيلية فاشلة لاغتياله في التسعينات. وأشار الأردن الى استضافته أسر نشطاء حماس الموجودين في سوريا وأغلبهم يحملون الجنسية الأردنية لكنه قال بإنه لن يسمح بممارسة أنشطة سياسية على أراضيه. ويقول محللون وإسلاميون إن الزيارة اكتسبت أهمية في ضوء الاضطرابات التي تشهدها المنطقة والتي حقق فيها الإسلاميون مكاسب كبيرة بعد الثورات العربية الشعبية خاصة في تونس ومصر . وقال مشعل إنه يأمل أن يعقب لقاءه مع الملك عبد الله مرحلة جديدة من العلاقات القوية. وقال إن حماس تهتم بأمن الأردن واستقراره. وسيطرت حركة حماس على قطاع غزة عام 2007 بعد التغلب على قوات السلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأبعد مشعل - الذي يحمل الجنسية الأردنية - الى قطر بعد الحملة الأمنية التي شنتها قوات الأمن عام 1999 على الحركة وسط اتهامات بأنها أضرت المصالح الوطنية الأردنية. وتحمس رئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة لإدخال الإسلاميين في صفوف حكومته وسط اكتساحهم لأصوات الناخبين في أقطار الاحتجاجات الشعبية العربية. وكان الخصاونة قد صرح في تشرين أول / أكتوبر بأن طرد حماس من الأردن "خطأ دستوري وقانوني". وقال زكي بني ارشيد رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الإسلامي وهي الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن أن هناك قوى لا تسعدها زيارة مشعل ويعتقدون أنها تمثل خسارة لهم. ورحبت الحكومة الأردنية بزيارة مشعل بوصفها تطورا "يفتح صفحة جديدة" في العلاقات بين الاردن وحماس. كما تأتي الزيارة وسط تكهنات تشير إلى أن حماس يمكن أن تدرس مسألة نقل مقرها من سوريا التي تمزقها الصراعات إلى الأردن غير أن وزير الدولة الأردني لشئون الإعلام راكان المجالي استبعد هذا الاحتمال قائلا " مثل هذا الترتيب ليس على جدول الأعمال ". وأضاف يقول " حتى حماس لم تطلبه ". وذكر المجالي أن تطبيع العلاقات بين حماس والأردن لن يكون على حساب السلطة الفلسطينية.