كشف مدير متنزه الأحساء الوطني، المهندس محمد الحمام، عن أن المتنزه يضم سبعة ملايين شجرة لمواجهة زحف الرمال القادمة من الشمال باتجاه القرى الشرقية، وقال ل «الشرق» إن إدارة المتنزه أنشأت مؤخراً ثلاثة مصدات بطول 15 كيلو متراً، يضم كل منها خمسة آلاف شجرة لتوفير وضع آمن لحجز الرمال الكثيفة، وأضاف أن 40% من أشجار المتنزه يتم ريها بالطرق الحديثة «الري بالتنقيط»، أو عن طريق المياه المعالجة ثلاثياً للحفاظ على المياه، كما كشف عن وجود توجه لتطوير المتنزه على تصاميم ودراسات علمية، ليصبح متنزهاً وطنياً متكاملاً. وكانت وزارة الزراعة قد وقّعت عقد استثمار متنزه الأحساء الوطني مع شركة الأحساء للسياحة والترفيه «إحسانا»، قبل أشهر. صالح العفالق وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة الأحساء للسياحة والترفيه، صالح العفالق، أن الاتفاقية تستهدف تطوير الخدمات المقدمة للزوار، الأمر الذي سيسهم في زيادة عدد المرتادين للمتنزه، وقال ل «الشرق»: «إن الشركة تخطط لاستثمار أكثر من 300 مليون ريال في المتنزه، من خلال إجراء عدد من التطورات الجوهرية لتهيئة الموقع ليكون عامل جذب لسكان المنطقة وزوارها، باعتباره بيئة سياحية هادئة تتناسب مع الوضع السائد في المنطقة». وتُعد الأحساء إحدى أكبر الواحات الزراعية في العالم، حيث تتجاوز المساحة المزروعة فيها عشرة آلاف هكتار، فيما تضم حوالي ثلاثة ملايين نخلة. وتوصف الواحة بأنها أحد ملامح البيئة الصحراوية الجافة الموجودة في المملكة، التي تتصف بسمات بيئية خاصة تجعلها عُرضة للتدهور البيئي بفعل الجفاف وزحف الرمال. ومنذ سنوات عدة، عانت القرى الشمالية الشرقية في المنطقة من عملية زحف الرمال، ما تسبب في اندثار عدد من المباني، واختفاء بعض القرى، لذا توجهت وزارة الزراعة في عام 1962م لحل تلك المشكلة من خلال إنشاء مصدات لوقف زحف رمال الصحراء، بزراعة عدد من الأشجار التي تحولت بعد نموها بشكل كثيف إلى متنزه سياحي. ويقع متنزه الأحساء الوطني في شمال شرق الواحة على بُعد عشرين كيلو متراً تقريباً عن مدينة الهفوف، وتم تصميمه على شكل حرف (L)، ليمتد الجزء الرئيس منه نحو الجهة الجنوبية لحقل الكثبان الرملية، والجزء الآخر على امتداد سبخة الأصفر، ويبلغ طول هذا المصد عشرين كيلو متراً تقريباً، بعرض يتراوح ما بين 250 و 750 متراً، مشكلاً سداً منيعاً بين حقول الكثبان الرملية وبين المناطق الزراعية والسكانية في المنطقة، ويقوم بحماية حوالي عشرين قرية حماية مباشرة من خطر زحف الرمال عليها، ويعرف هذا الجزء بخط الدفاع الأول، كما تقع أربعة خطوط دفاعية أخرى موازية للجزء الجنوبي من هذا الخط، وعلى بعد كيلو مترين شمالاً، وعمودية على اتجاه الرياح السائدة في المنطقة، ويبعد كل مصد عن الآخر بحوالي 1.5 2 كم، كما يبلغ طول كل مصد خمسة كيلو مترات، وعرضه 400م، وتبلغ المساحة الإجمالية للمتنزه 4200 هكتار تمت زراعة حوالي 1800هكتار منه بأشجار الأثل المحلي، وبعض الأصناف المستوردة، ومنها البرسوبس، والكينا، والكازورينا، والأكاسيا. ويضم المتنزه عدداً من الحدائق وبرك السباحة وملاعب الأطفال، ومضماراً للخيول، وآخر للدراجات، ويشكل واجهة سياحية للزائرين له من خارج وداخل المملكة، ويُعد ضمن المعالم السياحية المميزة في المنطقة.