ينبع مدينة جميلة ناهضة، ترنو إلى مستقبلها الباسم المضيء؛ عطفاً على مزاياها المتعددة التي أضحت بسببها مدينة جاذبة بامتياز؛ لما تتسم به من انتعاش اقتصادي وفرص حيوية للأعمال عبر شركاتها الكبرى، فضلاً عن الموقع الاستراتيجي لها كبوابة بحرية تستقبل الحجاج والزوّار عبر الميناء التجاري التاريخي، الذي بدأ يستعيد ألق ماضيه بتطلعات تتناغم مع الواقع الحالي، كما تتسم بكونها مناخاً آمناً مستقراً للاستثمار، فضلاً عن تنامي منفذها الجوي وانفتاحه على العالم الخارجي عبر رحلات تتنامى كل حين. لكل ما سبق أصبح من غير المستغرب أن يتسابق أبناء الوطن من شتى أنحائه للإقامة فيها، يساعدهم على ذلك ما يتسم به أهلها من ألفة وبشاشة وتقبل اجتماعي، لمن يفد إليهم ويرتضي الحياة بينهم. ولكل ذلك تضاعف عدد السكان مؤخراً ليتجاوز ثلاثمائة ألف نسمة، والعدد مرشح للتزايد السريع في ظل تنامي الاستثمار فيها، وينبع الصناعية خاصة؛ لذا أصبح مطلب الجامعة ملحاً؛ إذ إن أقرب الجامعات لها في المدينة النبوية (250 كلم) وجدة (370 كلم) وتبوك (700كم). إن جامعة ينبع تطلع مستحق لأبنائها في ظل الميزانية الضخمة المباركة التي اعتمدها خادم الحرمين الشريفين للوطن مؤخراً، وخص التعليم فيها بالكثير. وهو تطلع مستحق إذا ما علمنا أن أبناء محافظات أخرى كبدر وأملج والعيص (المقترحة كمحافظة) ستستفيد جميعها منها. وهو مستحق في ظل ما أعلن عنه مؤخراً في وسائل الإعلام عن فتح جامعات لمحافظات عديدة هي الأقل سكاناً والأقرب مكاناً لجامعات أخرى. لقد نمت ينبع إلى ثلاثة ينابيع (النخل والبحر والصناعة) فهل من ينبع المعرفة؛ لتشكل ينبوعاً رابعاً هو الأهم تبعاً لمتطلبات المرحلة عبر (جامعة ينبع)؟ لا سيما نواتها موجودة عبر عدد من الكليات المتفرعة عن جامعة طيبة. ذلك ما يتطلع إليه أبناء وبنات ينبع من وزارة التعليم العالي!