من يقدر له التوجه إلى جازان لزيارتها لأول مرة ؛ فإنه لا يمكن أن يكون بمعزلٍ عن صورة ذهنية متخيلة يستقيها من معرفته المسبقة بأبناء جازان النابهين النابغين في شتى المجالات. أبناء جازان الذين نجدهم حاضرين في مجالات الفكر و الأدب و الثقافة و عالم الكلمة.. فمنهم الوزراء و أساتذة الجامعات و رؤساء تحرير الصحف و المثقفون و الكتاب الذين يسهمون في تشكيل الرأي العام. إن كل هذا الزخم من أسماء عديدة للجازانيين يدفعك إلى تكوين تصور ذهني عن مدينتهم وهو التصور الذي سيتلاشى بمجرد أن تطأ قدماك أرضها، و سيتحول الأمل إلى ألم.. و التفاؤل إلى تساؤل..و التساؤل إلى حيرة كبيرة يدفعك إليها الافتراق بين حال الأبناء.. وحال المدينة الأم.. لتبدأ التساؤلات المحيرة : لماذا لم تنعكس ثقافة أبنائها على واقعها و تنميتها ؟ ! أولا يشهد لهم بأنهم أبناء بررة، و أن لهم في كل شبر جذور شجرة ؟ ! ثم إن ما قدر لك أن تزور مجلساً حضارياً عامراً بالعصرية، حافلاً بالشفافية، متشحا بالأمل و التطلعات الجازانية ألا وهو مجلس الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز الذي شرفنا بزيارته بصحبة مضيفنا الأستاذ الأديب أحمد الحربي فوجدناه مجلساً شورياً يعقده سمو الأمير أسبوعياً لأعيان و مسؤولي و أبناء المنطقة، على أن تخصص الجلسة الأسبوعية لإحدى الإدارات لعرض مشاريعها وخططها في المنطقة،ومن ثم تتم المداخلات والاستفسارات من قبل الحضور من شيوخ و أعيان المنطقة،وكل ذلك تحت أنظار و أسماع أمير المنطقة الذي يشاهد و يرصد أي تدخل لتوجيه الحوار نحو منحى أو شكل خاص، وهو إجراء متبع أسبوعياً كما فهمت من الصديق الحربي الأمر الذي يقضي بناء إلى تساؤل قلق : إلى أي مدى استفادت المنطقة – أي منطقة جازان – من أبنائها الذين انطلقوا منها ؟!وكيف يمكن لهم الإسهام و المشاركة في تنميتها؟! وهي التي تزخر بمقومات سياحية متميزة مثل جبال فيفا بسحرها وجمال مناظرها وجزيرة فرسان ووادي لجب وغيرها من مقومات.. فضلا عن طبيعة الإنسان الجازاني المنفتحة على الآخرين، تجعل من جازان قبلة سياحية ومنطقة جذب استثماري. لهذا..فإنني أتمنى لو تبنى أبناء جازان من المثقفين و المفكرين و أصحاب الكلمة تكوين رابطة أو مجلس لأبناء جازان ممن هم خارجها تكون مهمتهم العمل الجاد على المساهمة في تنمية و تطوير جازان..و بخاصة في ظل وجود أمير يشهد مجلسه الذي حضرناه بأنه رجل منحاز للتنمية، متحمس للتطوير حريص على مصالح أبنائها.ويمكن أن يتصدى نادي جازان الأدبي لهذا العمل - بعد التنسيق مع ذوي الاختصاص والصلة- باعتباره مؤسسة ثقافية معنية بإرساء قيم ومفاهيم إيجابية،وذات صلة بالمثقفين وأصحاب الفكر،وبما يفتح آفاق عطاءات جديدة للأندية كجهات أساسية وشريك هام في عملية التنمية !! فيا أبناء جازان.. يا من يفوح شذى طيبهم كشذى الفل و الريحان..هلا فكرتم في عقد منتدى أو لقاء يكون محوره و حديثه المشاركة في تنمية و تطوير منطقتكم سواء كان ذلك بالأفكار.. أو بتشجيع الاستثمار.. أو بتكوين « لوبي» إعلامي يساند في صناعة وبناء القرار ! ! نبضة انتماء : شذى الزهور.. ألق يجدد جمال الحياة للجذور ! !