للرياض العاصمة مكانة عزيزة في قلبي لا يضاهيها مكان، ففيها ترعرعت وعلى أرضها ولدت وفي رياضها نشأت، لطلعات البر أيام الطفولة في رمال «معيزيلة» حنين في قلبي لا تزيله السنون، والطيارات الورقية التي أطلقناها في حديقة «أبو مخروق» في حي الفرزدق مازالت أراها كلما نظرت إلى السماء، وصيحات ملعب الملز المجاور لمنزلنا الأول مازالت تصيح في أذني خصوصاً بعد أهداف ماجد. الرياضالمدينة في مدارسها تعلمت الألف باء، وفي صحفها تعلمت القراءة والكتابة، للرياض سطوة ولهٍ تصيب كلَّ من قطن بها، أتى لها عابرون من كل أقطار المملكة من جنوبها وشمالها وشرقها وغربها لغرض الدراسة والعمل فوقعوا في شباكها ولم يستطيعوا الفكاك منها. ومن معارض الكتاب التي احتضنتها الرياض على مر السنين نهلنا من المعرفة، وتوسعت المدارك وتطورت العقول، هذه التظاهرة الثقافية التي تعيشها الرياض كلَّ عام تكمل عقد التميز الذي درجت عليه المدينة حتى أصبح معرضها يضاهي معارض فرانكفورت ونيويورك والعواصم العالمية الأخرى. لا شك أنَّ وجود الوزارات والمصالح المهمة في الرياض مطلبٌ ضروري يتناسب وثقل الرياض العالمي وحتمي لارتباطها بالسلطة الموجودة في كل عواصم الدنيا، وهذه بديهية لا اختلاف عليها. الرياضالمدينة الأنموذج مصدر فخر أصيل تزهو بحيويتها وتنوعها وثرائها، ومنارةٌ للمعرفة ومسكنٌ للفاعلية والجاذبية والحضور المشع في كل مجال.