أصبح للإنترنت دور أساسي في حياتنا اليومية؛ حيث نبدأ يومنا بالتصفح للأخبار، بل أصبح الإنترنت الصديق الصدوق لكثير من الناس وأكثر من ذلك، وكيف لا يكون له هذه الأهمية ونحن نستطيع الحصول على أي معلومة نحتاجها سواء في مجالنا الدراسي أو أبحاث وكثير ممن لا يمكن أن نحصيه من فؤائد كثيرة، وهذا ما يمثل الجانب الإيجابي للإنترنت! ولكن لكل شيء جانبه السلبي أيضا وفي ظل استخدامنا المفرط للإنترنت والإيجابيات التى نجنيها من ذلك الاستخدام يظهر الجانب الآخر والسيئ والناتج عن سوء فهمنا لبعض المواضيع والتساؤلات التي تراودنا بحياتنا اليومية؛ فنبحث عن إجابات لها عن طريق الإنترنت، ولقد انتشرت مؤخرا ظاهرة التداوي عن طريق الإنترنت دون الرجوع إلى مختص وخصوصا الوصفات العلاجية التي تحوي أغذية طبيعية أو أعشاباً بسبب الاعتقاد الشائع أن الأغذية الطبيعية والأعشاب أكثر أمنا من الأدوية المتوفرة في الصيدليات، وذلك مفهوم خاطئ؛ لأن العلاج سواء بالأعشاب أو الدواء يختلف من جسم لآخر وما يتناسب مع شخص لا يلائم آخر على حسب الحالة الصحية لكل فرد، ومن الممكن أن تتضارب أيضا مع الأدوية التي يتناولها الشخص يوميا، بل على العكس أحيانا يكون له أسوأ الضرر، مثال على ذلك العلاج بالزنجبيل الذي يساعد على الهضم وتنشيط الدورة الدموية لكنه في المقابل قد يسبب نزيفاً للمرضى الذين يتناولون الوارفرين (مسيل الدم). لقد أصبح علم العلاج بالأعشاب أو الغذاء يُدرّس في كثير من الجامعات، وله مراكز مرخصة حول العالم، لذا لا يجب استخدام أعشاب مجهولة أو أخذ نصائح غذائية عن طريق الإنترنت، خصوصا النصائح العلاجية التي لا تمر على جهات رقابية كالمنتشرة في المنتديات وعلى شاشات بعض الفضائيات التي تكمن خطورتها في أنها مجهولة سواء في تحضيرها أو تخزينها، وغالبا لا يوجد عليها ملصقات بالمحتويات وطريقة الاستخدام أو تاريخ الإنتاج والانتهاء، وقد تكون مكتوبة بلغة غير مفهومة ولا يوجد لها ترخيص من جهات حكومية وصحية مثل الهيئة العامة للدواء والغذاء السعودية، التي تكمن مهمتها في مراقبة سلامة الغذاء والدواء، لذا يجب على كل باحث في الإنترنت عن وصفات علاجية أن يرجع لموقع هيئة الغذاء والدواء، للتأكد من سلامة الوصفة وإذا كان الشخص يعاني أي مشكلة صحية لا بد أن يستشير الطبيب المعالج قبل تناول أي وصفة حتى وإن كانت تحوي مواد طبيعية غذائية، وأخص بذلك المرأة الحامل والمرضع.