أطلق الملحن اللبناني نقولا سعادة نخلة صرخة تقول «باسم الأديان وحقوق الإنسان». وهذه الصرخة هي أغنية كتبها ولحنها وأطلقها نخلة، بالتعاون مع منظمة اليونيسكو، في مؤتمر صحافي حضرته شخصيات ثقافية اجتماعية فنية وإعلامية عرض خلاله الكليب الذي صور للمناسبة نهاية الأسبوع الماضي . ونخلة عوّد محبيه على تقديم مثل هذه الأعمال الإنسانية ذات الرسالة الهادفة، ولم يكن غريباً عليه أن يطلق هذه الصرخة المدوية ضد العنف، وإلغاء الآخر وتصفيته، إذ يعتبر أن لا خلاف في الدنيا لا يمكن حله بالحوار إذا كانت هنالك إرادة واحترام لقيمة الحياة. ويؤكد نخلة على هذه الرؤية قائلاً إن هذا يأتي من «التجربة التي عشناها في لبنان، والتي تعتبر تجربة مريرة وقاهرة علينا الاستفادة منها كي لا تتكرر ثانية، إذ وجد أن القتل وإنهاء حياة الآخرين لأي سبب من الأسباب ليس هو الحل، فالقتل صفة حيوانية غرائزية بامتياز يلجأ إليها الحيوان لقتل فريسته ليأكلها ويبقى على قيد الحياة، متسائلاً ما الذي يدفع الإنسان إلى القتل؟». ووجد نخلة في عمله هذا صرخة إنسانية بامتياز، وتمنّى على وسائل الإعلام أن تولي هذا الموضوع اهتماماً يوازي اهتمامها بالمسائل الفنية، التي يجب أن يكون دورها في الإضاءة والتصحيح والتوجيه الإيجابي، وتصويب الفكر البشري إلى السلم والأمن، وليس إلى الحقد والتحريض والقتل. وخلص نخلة إلى القول «لنتذكر ونُذكِّر أنه لا داعي لأن نقتل، لا من أجل الحرية، ولا من أجل الديمقراطية، لا من أجل السلطة ولا المال، ولا بسبب الفقر والحقد والظلم، ولا من أجل الشرف، ولا باسم التجارة، أو حقوق الإنسان، الأمر الذي أثار جدلاً خلال المؤتمر، إذ اعتبر بعضهم أن هذه الجملة قد تخدش مشاعر الشعوب الثائرة. ورأى بعض آخر أن الثوار لمجرد حملهم للسلاح يتحولون إلى ديكتاتوريين، كما حكامهم. وذكَّر نخلة بغاندي كأعظم مثال على التغيير السلمي في العالم.