قال الأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية للمحامين الدكتور خالد الطويان، تفاعلا مع الرسوم والكتابات المسيئة للرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-، التي نشرتها المجلة الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو»: إن استنكار هذه الرسوم والكتابات، وإثارة الاعتراضات عليها من منطلقات دينية وعاطفية خطأ كبير، وقصور في فهم الثقافة الغربية. وشدد الطويان، في تصرح ل «الشرق»، على ضرورة التركيز في حال رفع دعوى قانونية ضد المجلة على نتائج السخرية، لا على السخرية نفسها، لافتا إلى أن السخرية من المقدسات الدينية أمر طبيعي في فرنسا وفي غيرها من الدول الغربية، وهي تطال المسيح عليه السلام، ما يعني استحالة كسب أي دعوى تستند إلى مجرد اعتبار الرسوم والكتابات إساءة للإسلام ولمقدساته. وأوضح أمين هيئة المحامين أن الإجراءات القانونية ضد المجلة ينبغي أن تأخذ شكل «دعوى ضرر» بمعنى تركيزها على الأضرار التي تلحقها هذه الرسوم والكتابات بعلاقات فرنسا الخارجية مع الدول الإسلامية، وما قد تؤدي إليه من حمل ضعاف النفوس على استهداف مصالح فرنسية أو مواطنين فرنسيين في الدول العربية والإسلامية. وأكد الطويان أنه من خلال هذا المدخل القانوني الذي يركز على الضرر وتأثر المصالح السياسية والاقتصادية، يمكن إحداث فرق، وكسب تعاطف كثير من الناس في فرنسا، ممن لا يهتمون بغير مصالحهم وسياحتهم في الدول الإسلامية، أما انسياق الجماهير خلف العواطف وردود الفعل، فإنه لا يؤدي إلا إلى مزيد من التطرف وسوء الفهم من الجانبين. من جانبها، أصدرت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي بيانا استنكرت فيه الرسوم والكتابات المسيئة، وقالت إنها اطلعت على ما نشرته المجلة الأسبوعية الفرنسية (شارلي إيبدو) من كتاب ورسوم تسخر من الرسول محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وقد ساءها ذلك، وإن الهيئة لتستنكر هذا النشر المخزي أشد الاستنكار، وتعبر عن قلقها البالغ وأسفها الشديد لهذا السلوك المشين الذي يثير مشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض، ويتنافى مع الأعراف والمواثيق الدولية، ويتعارض مع مبدأ الحوار بين أتباع الأديان لتحقيق التفاهم والتعاون والتعايش بين الأمم والشعوب. مؤكدة أن التحريض على الكراهية والتعصب والدعوة إليهما من خلال النشر الإعلامي باسم حرية التعبير يعد خرقاً للقوانين الدولية لحقوق الإنسان، ويؤدي إلى إثارة الفتن بين الشعوب المختلفة. ودعت الهيئة المجتمع الدولي، وخاصة الأممالمتحدة وهيئاتها إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف الاستمرار في الإساءة إلى رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً، وخاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام وتؤكد على أهمية إصدار ميثاق دولي يُجرم الاعتداء على عقائد الآخرين وحرماتهم المقدسة. كما دعت الأمة الإسلامية في مختلف بقاع العالم إلى البعد عن ردود الأفعال، واتباع الأساليب السلمية في التعبير عن رفض هذه الإساءات الشائنة التي تنم عن الجهل بالدين الإسلامي الحنيف ورسوله الكريم، وتناشدها استثمار الفرص للتعريف بنبي الإسلام ونشر سيرته وشمائله ومآثره، وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتفنيد الادعاءات الباطلة عن الرسول الكريم.