جدة – فؤاد المالكي إجراءات مالية عديدة تتخذها «الإغاثة» لضمان وصول الهبات للمستفيدين. كفاءات سعودية مقتدرة تعمل في الهيئة بمكاتبها الداخلية والخارجية. أكد الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي إحسان بن صالح طيب، حاجة الهيئة الإسلامية إلى أفكار جديدة وآراء سديدة واقتراحات مفيدة حتى تتمكن من تلبية الاحتياجات الكبيرة لملايين المستفيدين منها من الفقراء والمحتاجين واللاجئين والمهاجرين والنازحين والأيتام والمسنين والمطلقات والأرامل والمعاقين في كل أنحاء العالم. الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية إحسان طيب (تصوير: مروان العريشي) وقال في حوار أجرته معه «الشرق» عقب تكليفه من قِبل معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، بتولي الأمانة العامة للهيئة خلفاً لأمينها العام السابق الدكتور عدنان بن خليل باشا، الذي انتهت فترة إعارته، معلقاً على دعم الهيئة للشعوب المتأثرة بالربيع العربي «إن الهيئة لا تملك في مثل هذه الحالة إلا الوقوف بجانب هؤلاء المتأثرين من هذه الاضطرابات وتقديم عونها الإنساني بكل أشكاله، حيث تداوي الجرحى والمصابين وتقدم الغذاء والكساء بصورة تتفق مع مبادئها الإنسانية وبالشكل الذي يفرض عليها هذا الدور النبيل في مجال العمل الإغاثي المرتبط دوماً بفئات الملهوفين والحزانى والحيارى والمكلومين».. ولم ينسَ طيب أن يشكر ويشيد بزميله السابق الدكتور عدنان باشا، وجهوده في قيادة هذه السفينة وسط هذه الأمواج المتلاطمة، الطيب الذي أمسك بمقود القاطرة في المحطة التي وقف فيها الباشا كان ملماً بكل تعرجات هذا الطريق وأزقته ودهاليزه المعتمة، بحكم عمله الطويل خبيراً اجتماعياً في وزارة الشؤون الاجتماعية، فإلى مضابط الحوار.. * لابد أنك اعتليت قمة هذا الهرم الإغاثي برؤى وأفكار جديدة، فما هذه الأفكار؟ - هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية هي من أكبر الهيئات في العالمين العربي والإسلام، وتحتاج دوماً إلى أفكار جديدة وآراء سديدة واقتراحات مفيدة حتى تتمكن من تلبية الاحتياجات الكبيرة لملايين المستفيدين منها من الفقراء والمحتاجين واللاجئين والمهاجرين والنازحين والأيتام والمسنين والمطلقات والأرامل والمعاقين في كل أنحاء العالم، ولاشك أن قيادة الدكتور عدنان باشا الذي قضى من عمره (17) عاماً يضيء الطريق أمام العمل الإغاثي بحنكة بالغة، ترك لنا إرثاً كبيراً في هذا المجال، ورغم اقتفانا أثر هذا الإرث، إلا أن التغييرات التي تطرأ في هذا المجال تحتاج إلى مزيد من الأفكار الجديدة. الربيع العربي * ما مواقف هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية تجاه المتضررين من الشعوب العربية التي تأثرت من عوامل وظروف الربيع العربي؟ وما شكل الدعم الذي قدمته الهيئة لهؤلاء المتضررين؟ - الهيئة وانطلاقاً من دورها الإنساني تقف بجانب المتأثرين من كل أنواع الكوارث في كل أنحاء العالم وفي كل زمان سواء كان ذلك بسبب الحروب الأهلية.. أو النزاعات القبلية والطائفية أو العرقية أو بسبب الفيضانات والأعاصير والسيول التي تجتاح بعض الدول، حيث تقدم في مثل هذه الحالات الصعبة مساعداتها وخدماتها الصحية، والاجتماعية، والتربوية والتنموية والغذائية، والكساء، وغيرها لجموع المتضررين، لاسيما وأن مثل هذه الكوارث تفرز أعداداً كبيرة من الأيتام والأرامل، والهيئة من أجل أن ترسم الفرح في وجوه هذه الفئات المنكوبة أو لتخفيف حدة معاناتها لا تفرز بين جنس أو لون أو عرق أو معتقد لأن هدفها في المقام الأول يرتبط تماماً بالعمل الإنساني، أما بالنسبة للشعوب التي تضررت بسبب (الربيع العربي) في بعض الدول العربية، فإن الهيئة وكعادتها لا تملك في مثل هذه الحالة إلا الوقوف بجانب هؤلاء المتأثرين من هذه الاضطرابات وتقديم عونها الإنساني بكل أشكاله، حيث تداوي الجرحى والمصابين وتقدم الغذاء والكساء بصورة تتفق مع مبادئها الإنسانية وبالشكل الذي يفرض عليها هذا الدور النبيل في مجال العمل الإغاثي المرتبط دوماً بفئات الملهوفين والحزانى والحيارى والمكلومين. أياد بيضاء * كيف تقيّمون المساعدات التي قدمتها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لكل الشعوب الفقيرة في كل أنحاء العالم؟ - المملكة لها أيادٍ بيضاء على كل الشعوب التي ترزح تحت وطأة الفقر والجوع والمرض، ووفقاً لهذه المساعدات المتعددة والمتنوعة فقد تصدرت المملكة كل الدول المانحة فأحرزت المرتبة الأولى عالمياً في دعم قضايا الشعوب الإنسانية، فاستحقت بجدارة أن تنال لقب (مملكة الإنسانية)، حيث اتسعت دائرة هذه المساعدات لتشمل الصعيد الوطني والعربي والإسلامي والعالمي، لاسيما وأنها قدمت لبرنامج الغذاء العالمي (1,541,500,000) ريال، ولمنظمات الأممالمتحدة (787) مليون ريال، ولوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (4,500,000) ريال سنوياً، ولبرنامج الأغذية العالمي (500) مليون دولار، فبلغت تكاليف مساعداتها أكثر من (تسعين) مليار دولار استفادت منها (87) دولة من دول العالم. ولم تكن حملات الإغاثة السعودية لمؤازرة الشعوب التي أصابتها المحن والشدائد والملمات وليدة الأمس أو اليوم، بل بدأت انطلاقتها المباركة منذ (63) عاماً، وبالتحديد في عام 1370ه حينما قدم الملك الراحل (عبدالعزيز) مساعدات المملكة للبنجاب في باكستان أثناء تعرضها لفيضانات مدمرة، وقدمت مساعدات أخرى للاجئين الفلسطينيين في القطاع والضفة بعد النكبة.. وقد تواصلت هذه الحملات منذ ذلك الوقت دون أن تتوقف، وأصبحت الطابع الأصيل والرسالة الإنسانية الراقية للمملكة ملكاً وحكومة وشعباً.. وتنوعت وفقاً لحالات الكوارث التي ألمت بالدول المنكوبة منها المساعدات المؤقتة، التي ارتبطت بالظروف الطارئة مثل حالات اليمن والجزائر ومصر أثناء تعرض تلك الدول للزلازل، والمساعدات التي قدمتها للمتضررين من الجفاف أو الفيضانات التي اجتاحت دولاً أخرى مثل بنجلاديش وإندونيسيا والصومال والسودان، الذي خص الأشقاء فيه بجسر جوي سعودي بلغ 180 طائرة تحمل الطيبات من الرزق.. إضافة إلى أنواع أخرى من المساعدات اشتملت على القروض التنموية وتنمية الموارد البشرية والموارد الاقتصادية.. وقد أسهمت المملكة بمبلغ (بليون) دولار لصندوق مكافحة الفقر في العالم، وكذلك لرؤوس أموال (18) مؤسسة وهيئة مالية دولية.. وتجاوزت ما قدمته من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة خلال العقود الثلاثة الماضية (مائة) بليون دولار استفادت منها (95) دولة نامية.. وتنازلت عن (ستة) بلايين دولار من ديونها المستحقة على الدول الفقيرة، وأسهمت بكل حصتها في صندوق مبادرة تخفيف الديون لدى صندوق النقد الدولي.. إضافة إلى تقديمها ومن خلال الصندوق السعودي للتنمية (465) قرضاً بقيمة (30,862) مليون دولار لتمويل (451) مشروعاً إغاثياً وبرنامجاً اقتصادياً واستفادت منها (75) دولة نامية منها (43) دولة إفريقية و(36) دولة آسيوية.. وبشهادة الأممالمتحدة، فإن المملكة تخصص (5,19)% من قيمة اقتصادها لصناديق المساعدات الإنسانية، مما يعني أن المملكة في مجال المساعدات الإنسانية لم تتقدم على الولاياتالمتحدة وحسب بكونها المتبرع الأكبر فيما يتعلق بنسبة الناتج المحلي، بل أيضاً تقدمت على الدول الأوروبية.. ووفقاً للتقارير التي صدرت في هذا الشأن، فإن المملكة تغطي في مجال المساعدات الإنسانية أكثر من (70)% من دول العالم، فقدمت خلال السنوات القليلة الماضية (136) بليون دولار مساعدات للدول النامية، و(3,586) مليون ريال إعانات لمكافحة الجفاف ومساعدات درء الكوارث، و(2,980) مليون ريال لتعزيز التكافل الاجتماعي بين المسلمين، و(618) مليون ريال لسبع دول إفريقية أصابتها الكوارث، و(850) مليون ريال لدول إسلامية آسيوية.. وقدمت مساعدات عاجلة وملحّة ل(43) دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، و(34) دولة إسلامية في إفريقيا، وبلغت المساعدات غير المستردة والقروض الميسرة التي قدمتها المملكة لتنفيذ عديد من البرامج والمشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في (35) دولة إسلامية (77) ألف مليون ريال. مساعدات إنسانية * هل اقتصرت أعمال الهيئة على دعم ومساعدة الشعوب الفقيرة خارج المملكة، أم أن لها أيضاً حضوراً في الداخل؟ - هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية لها حضور متكامل في مجال المساعدات الإنسانية داخل المملكة منذ عام 1418ه، وأسهمت بدور كبير في تخفيف معاناة كثيرين من الفقراء والمحتاجين في عدد من المناطق.. وسعت الهيئة بقدر إمكاناتها للوصول إليهم في مناطقهم، فقدمت لهم مساعداتها العينية والنقدية، وبلغ إنفاقها في هذا الصدد حتى الآن (182,345,487) ريالاً شملت كميات كبيرة من المواد الغذائية والبطانيات والملابس والأجهزة الكهربائية والمساعدات النقدية للأسر المحتاجة، وتحمل تكاليف العمليات الجراحية المتوسطة والكبيرة، وكفالة (378) طالباً وطالبة في مراحل التعليم العام والجامعي، إضافة إلى (313) طفلاً وطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة.. وتقوم الهيئة أيضاً وعلى نطاق المملكة، بكفالة أكثر من (15) ألف يتيم ويتيمة.. وبشكل دائم تتجول قوافل هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في القرى والهجر حاملة المساعدات الغذائية في حملات واسعة امتدت إلى مناطق عديدة داخل المملكة، نذكر منها (العلا) لمساعدة فقراء هذه المنطقة على مدى عشرة أيام. وهدفت الحملة لمساعدة ألف أسرة في أكثر من 35 قرية وهجرة لتزويدهم بالمواد الغذائية من الأرز والزيت والمكرونة والسكر، إضافة إلى البطانيات والدفايات وملابس الأطفال والنساء. وذلك بعد إجراء دراسات مسبقة لكل المناطق، ومن ثم تحديد المناطق الأكثر احتياجاً. ونذكر كذلك حملة (ينبع) وما حولها حين قدمت الهيئة معونة الشتاء كالبطانيات وسواها لمواجهة موجة البرد القارس التي ضربت البلاد، وكذلك الحملة الإغاثية لمنطقة (اليتمة) التي وزعت فيها (939) سلة غذائية في 23 قرية متناثرة ومتباعدة في المنطقة، وانتقلت قافلة أخرى إلى حائل والقرى والهجر الموجودة في المنطقة، كما توجهت قافلة رابعة إلى منطقة حفر الباطن في انطلاقة واسعة لتقديم العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين، حاملة المساعدات الغذائية والعينية. وتحت رعاية أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله، قامت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية من خلال مكتبها الإقليمي في المنطقة بتنفيذ حملة إغاثية مكثفة لمساعدة الفقراء والمحتاجين في منطقة الخرخير، استفاد منها (306) من الأسر الفقيرة. وفي منطقة (الليث) وزعت الهيئة في المرحلة الأولى من حملتها الإغاثية (36.480) سلة من المواد الغذائية المختلفة، استفادت منها (18.240) أسرة من الأسر الفقيرة.. ثم قامت بتوزيع (10.040) سلة من المواد الأساسية اشتملت على عديد من المواد الغذائية المتنوعة، استفاد منها (ثلاثون) ألف أسرة من الأسر الفقيرة.. أما في (بحرة) فقد تم تنفيذ حملة إغاثية شملت (1570) سلة من السلال الغذائية استفاد منها (1500) أسرة. ونفذت الهيئة حملات إغاثة للمتضررين من موجة البرد في كل من عنيزة بمبلغ 137.160 ريالاً، وحائل بمبلغ 149.160 ريالاً، والطائف بمبلغ 14.000 ريال، وتبوك بمبلغ 150.000 ريال. كما قدمت الهيئة مساعدات للمحتاجين في منطقة الرياض بمبلغ قدره 155.000 ريال، وتقوم الهيئة بدعم مدارس البرماويين ومدارس الأفارقة في مكةالمكرمة بالتعاون مع مؤسسة اقرأ، بجانب مشروع كسوة طالب يتيم بالتعاون مع الإدارة العامة للتعليم في المنطقة.. وبجانب ذلك قدمت الهيئة آلاف الحقائب المدرسية لأبناء وبنات الفقراء والمحتاجين، و(10.000) قطعة من الملابس.. وأبرمت الهيئة اتفاقية للتعاون بينها وبين جمعية الأطفال المعاقين التابعة لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جدة لتقديم يد المساعدة والدعم اللازم للأطفال ذوي القدرات الخاصة، وذلك بالتنسيق مع مراكز ذوي القدرات الخاصة في جدة.. ومنذ وقوع فاجعة السيول التي اجتاحت عديداً من الأحياء الواقعة في محافظة جدة شمّرت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية عن ساعدها وبادرت في تقديم مساعداتها لهؤلاء المتضررين. تشويه صورة * هل هناك بعض المشكلات القانونية التي تعترض مسيرة الهيئة في مجال العمل الإنساني؟ وهل هناك جهات خارجية أو مغرضة تود أن تشوّه صورة الهيئة للحد من أعمالها؟ - طلب محامي الهيئة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة شطب مكتبها في الفلبين وإندونيسيا، وقدمت كل الوثائق التي تدحض هذه الفرية، ذلك لأن عملها يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من شتى أنواع الكوارث في كثير من دول العالم.. لاسيما وأن الاتهامات استندت على أدلة سرية قدمتها وزارة المالية الأمريكية ولم يسمح لمحامي الهيئة الاطلاع عليها، وأصدر القاضي الأمريكي حكمه الغيابي وأقرّه على ذلك مجلس الأمن. وانصرفت الهيئة ترسخ قدمها على أرض الواقع بإنجازات متعددة في مجال الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والتنموية والإغاثية، تحوطها عناية الله عز وجل ثم الثقة الغالية التي نالتها من قِبل المحسنين وأهل الخير، وازداد تمسكها بموقفها الثابت في تمويل مشروعاتها مباشرة دون وسيط، وتعتمد بعد الله عز وجل على إسهامات الخيرين من أبناء المملكة ممن يثقون في كفاءة الهيئة ومهنيتها العالية في الغوث الإنساني، وإعادة الإعمار والتنمية دون تمييز أو منّ أو أذى.. هذا بالإضافة إلى أن الهيئة بدأت ولله الحمد تقطف ثمار ريادتها مشروعات الأوقاف التي أطلقتها بنجاح وغدت تكون جزءاً مقدراً لتمويل المشروعات الخيرية والإغاثية من ريع الأوقاف.. كما بنت جسوراً من التفاهم والتواصل والتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية مثل برنامج الغذاء العالمي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة.. واليونسكو.. واليونيسيف ووكالة غوث للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).. وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، متأكدة تماماً بأنها بعيدة ولله الحمد عن كل الشبهات ويشهد لها بذلك القاصي والداني.. إجراءات مالية * ما أنواع الرقابة التي تتم على الإجراءات المالية للهيئة؟ - هناك إجراءات مالية تتخذها الهيئة لضمان وصول التبرعات للمستفيدين تتلخص في «إعداد برامج مدرجة في ميزانية مدروسة ومعتمدة من قِبل اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة الهيئة، ثم مصادقة واعتماد مجلس إدارة الهيئة، ومرور عملية الصرف على ثلاث جهات رقابية قبل الصرف وبعده وتتمثل في (المراقب المالي قبل الصرف جهاز المراقب الداخلي ويتبع معالي رئيس مجلس الإدارة مكتب المحاسب القانوني الذي تعينه الجمعية العامة للهيئة). وإرسال المستحقات بحوالات بنكية أو شيكات عبر البنوك الرسمية سواء في المملكة أو في الدول المستفيدة. ووجود دليل محاسبي موحد لجميع المكاتب المحلية والخارجية لإحكام الرقابة على دورة الصرف والتحصيل وإحكام الدورة المحاسبية والمستندية في المكاتب. وتعيين مكاتب محاسبة قانونية محلية لمكاتب الهيئة الخارجية لتدقيق ومراجعة حساباتها، وتزويد الجهات الرسمية في الدول التي تعمل فيها بصورة منها. والتزام مكاتب الهيئة بتقديم خطة عملها ونوعية مشروعاتها وبرامجها للجهات الحكومية في الدول المستفيدة عند الطلب. وإعداد تقارير دورية بناء على الزيارات الميدانية لمعرفة الوضع المالي والإداري للمكتب من خلال المتابعة المستمرة من إدارة المتابعة المالية والإدارية، ومطالبة المكاتب الخارجية بتسديد الدفعات السابقة، والتأكد من التزامها وتقيدها بالميزانية المعتمدة، والتحقق من أن جميع المبالغ قد صُرفت في الأوجه المخصصة لها، وتقديم تقارير مدعمة بالصور الثابتة والمتحركة للمتبرع الكريم تبين وتبرز التزام الهيئة بتنفيذ شروطه. رؤية متكاملة * ما خطط هيئة الإغاثة في الفترة المقبلة؟ - وضعت الهيئة في مسيرتها رؤية متكاملة تمثلت في الخطة الاستراتيجية التي من شأنها الارتقاء ببرامجها ومشروعاتها الميدانية من خلال ترميز كل أعمالها الفنية والإدارية وإعادة هيكلتها على كل المستويات حتى تكون ضمن المنظمات العشر الأُول العالمية في مجالات الإغاثة والإعمار والتنمية، إضافة إلى إنشاء مركز للتدريب المتخصص في ميادين العمل الخيري والإغاثي، بجانب تأهيل وتدريب ما لا يقل عن (٪50) من منسوبيها، وإصدار وتطوير اللوائح للحصول على الكفاءات البشرية المحترفة، والحصول على شهادة الأيزو للأمانة العامة ومكاتبها، وتخصيص (٪30) من التبرعات العامة والاستثمارات (غير المخصصة) لصالح برامج الإعمار والتنمية وتسويقها. كما تهدف إلى انتشار مشروعات الهيئة لتغطي 90 ٪ من المجتمعات الإسلامية المحتاجة، وإنشاء خمسة مجمعات حضارية، وحرصت الهيئة على أن تكون أنشطتها منسجمة مع احتياجات المجتمعات التي تعمل بها، مع جعل أعمال الهيئة متوافقة مع لوائح وأنظمة العمل الخيري في الدول المستضيفة، وإقامة شراكة استراتيجية مع مائة جهة جديدة، وتبني ميثاق شرف عالمي لحماية العمل الخيري، وإنشاء مركز للاتصال والإعلام يُعنى بالتواصل مع كل المعنيين، ومركز المعلومات، ودراسات للأعمال الخيرية ليكون نواة لبيت الخبرة، وتطوير برامج الاستثمار والوقف لتصل إلى 30 ٪ من الإيرادات السنوية، ورفع معدل نمو التمويل الذاتي لميزانية الهيئة ليصل في نهاية الخطة إلى 25 ٪، إضافة إلى استهداف فئات جديدة من الواهبين من خارج المملكة على مستوى المنظمات والمؤسسات الموثوقة والدول المانحة وإعادة التواصل مع فئات المتبرعين المنقطعين. كفاءات وطنية * هل طبقت الهيئة برنامج (السعودة) في وظائفها أم أنها مازالت تمضي في هذا الطريق؟ - الإنسان السعودي وبحكم نشأته وتربيته يحب العمل الإنساني ويعشقه تماماً، مما دعا الهيئة للاستفادة من هذه الصفات المجبول عليها السعوديون لاستقطابهم في مختلف الوظائف الإدارية والفنية، وبالتالي فإن إدارات الهيئة ورعاياتها ولله الحمد تذخر بكفاءات مقتدرة من أبناء الوطن، ناهيك عن المكاتب الخارجية التي تدار بالكوادر الوطنية، أما المكاتب الداخلية فإن الاعتماد الكلي يقع على هذه الكوادر التي أكدت تفوقها في هذه الميادين وراحت تعمل بكل جد ومثابرة.. ولا أغالي إذا قلت إن القوافل الإغاثية التي تحركها الهيئة وفي مختلف الحقول الصحية والاجتماعية والتربوية وتوزيع المؤن الغذائية في الدول الفقيرة في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، تضم في مجملها مجموعة كبيرة من الشباب السعودي وجُلهم بالطبع من المتطوعين، خصوصاً في مجال الخدمات الطبية.. ويمكن الجزم بأن هؤلاء الشباب المنضمين لقافلة العمل الإنساني في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ضحوا بوظائف ومناصب رفيعة لأن هدفهم الأسمى وغايتهم الكبرى هي العمل الإنساني لنيل كثير من أجر الله سبحانه وتعالى وثوابه.