أكد الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة الدكتورعدنان باشا أن الهيئة تعمل على تشييد أربعة أبراج في مكةالمكرمة سيعود ريعها لصالح الفقراء المسلمين في العالم. وقال في حوار مع «الشرق» إن ميزانية الهيئة تعتمد على المساعدات من ولاة الأمر ورجال الأعمال والخيرين والمؤسسات «من ذوي الهمم العالية في الدعم والتمويل» -على حد وصفه-، نافيا تهمة الإرهاب عن الهيئة، مؤكداً أن الهيئة طلبت من مجلس الأمن إزالة اسمها من قائمة المنظمات الداعمة للإرهاب، وأن الاتهامات الموجهة ضد مكتبها في كل من الفلبين وأندونيسيا استندت على أدلة سرية لم يسمح لمحاميها الاطلاع عليها. وكشف باشا عن عدد من اتفاقيات الشراكة والتعاون التي وقعتها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية مع عدد من الهيئات والمنظمات العالمية، وتطرق إلى إنجازات الهيئة وخططها المستقبلية والعديد من قضايا العمل الإغاثي في ثنايا الحوار التالي: * ما هي الجهود المبذولة من قبل الهيئة على المستويين المحلي والعالمي؟ على المستوى المحلي: بدأ اهتمام الهيئة بالفقراء والمحتاجين في داخل المملكة منذ سنوات طويلة تعود إلى عام 1418ه واهتمت كثيرًا بالمساعدات العاجلة، وسعت بقدر إمكاناتها للوصول إليهم في مناطقهم فقدمت لهم مساعداتها العينية والنقدية وبلغ إنفاقها في هذا الصدد حتى الآن 168 مليونا و309 آلاف و387 ريالاً شملت كميات كبيرة من المواد الغذائية والبطانيات والملابس والأجهزة الكهربائية والمساعدات النقدية للأسر المحتاجة وتحمل تكاليف العمليات الجراحية المتوسطة والكبيرة وكفالة 348 طالبًا وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وكفالة 13 ألف يتيم ويتيمة. * هل تكتفي الهيئة بتقديم مساعدات عينية للمحتاجين أم أن هناك مساعدات أخرى؟ أصبح العمل الإغاثي وخاصة الطارئ أو العاجل منه علماً يدرس في الجامعات والمعاهد الدولية، ويتمثل العمل الإغاثي العاجل في الإسراع إلى مناطق الكوارث سواء كانت هذه الكوارث طبيعية كالزلازل والفيضانات وغيرهما أو كوارث سببها البشر كالحروب والاضطهادات للإسهام في انتشال الجثث والإسعافات الأولية للمصابين وتوفير المأوى المؤقت للمتضررين وجمع شتات الأسرة بإلحاق الأطفال بآبائهم وعوائلهم، وإنشاء المرافق الخدمية المؤقتة كالحمامات ومراكز الإسعافات الطبية المناسبة والكهرباء والمياه والعمل على المحافظة على البيئة في ظل هذه الظروف حتى لا تنتشر الأمراض والأوبئة الناتجة عن المخلفات وكل هذه المعايير تتبعها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بحرفية فائقة، وبالنسبة للمساعدات هناك ميزانية محددة للصرف على الكوارث في الهيئة لأنها أمور غيبية وعند حدوثها يتم الصرف مبدئياً بصفة عاجلة من الزكاة ثم الشروع في تنفيذ حملة إغاثية، يصرف عليها، كما يصرف على التنمية المستدامة أو الإغاثة الوقائية ويتمثل ذلك في مساعدة الأفراد أو الأسر أو المجتمعات عن طريق مشروعات يستمر نفعها كبناء المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية في القرى النائية وبناء المساجد وحفر الآبار وإنشاء المدارس وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والقوافل الدعوية ومراكز التدريب المهني والحرفي والحاسوب والمشروعات الصغيرة للأسر المنتجة كالحوانيت والبقرة الحلوب ومكائن الخياطة وقوارب الصيد، وغير ذلك مما يساعد على إيجاد مصادر دخل توفر عيشاً كريماً للمجتمعات المعنية. * ما هي الموارد التي تعتمد عليها الهيئة في ميزانيتها؟ ولاة الأمر ورجال الأعمال والمواطنون والمؤسسات من ذوي الهمم العالية في الدعم والتمويل بجانب حث الآخرين للتطوع بالجهد والمال، ليتسنى تقديم المساعدات للفئات المحتاجة والمتأثرين بسبب الكوارث والنوازل وفي كل الظروف القاهرة إضافة إلى برامج الهيئة الدعوية والإغاثية والاجتماعية والصحية والتنموية، وتتضمن هذه الوسائل كفالة الأيتام واليتيمات وإنشاء وإدارة الدور والمراكز الاجتماعية والمشروعات والبرامج التي من شأنها المساعدة في تنمية موارد الهيئة، بعون الله تعالى، ثم بدعم المحسنين الكرام من أبناء هذه البلاد الطيبة تمكنت هيئة الإغاثة من تملك مواقع إستراتيجية لتقيم عليها مشروعات وقفية تعود إيراداتها للصرف والإنفاق على بعض نشاطاتها وإنجازاتها في مختلف بقاع العالم. * ماهي أبرز مشروعاتكم الحالية؟ هناك أرض اشترتها الهيئة وستقيم عليها برجاً فندقياً إن شاء الله تعود عائداته لكفالة ورعاية الأيتام في 37 داراً ومركزاً ويستفيد من هذه العائدات 265 ألف يتيم تكفلهم الهيئة في 28 دولة من دول العالم، وتقع هذه الأرض في مكةالمكرمة (أجياد السد) وسيبنى عليها فندق مكون من ثلاثين دوراً وتبلغ مساحة المشروع ألفاً و479 متراً، أما الموقع الثاني لهذا المشروع الاستثماري فهو في شارع الهجرة بالمسفلة بمكةالمكرمة وتبلغ مساحة الأرض المشتراة ألفا و471 متراً وسيبنى عليها برج مكون من 22 دوراً تعود عائداته للصرف على مختلف الأنشطة والمشروعات التي تقوم بها الهيئة في مجال الخدمات التربوية وهي ثلاثون مؤسسة تشرف عليها الهيئة في بعض الدول الآسيوية والإفريقية ينتظم في صفوفها أكثر من 32 ألف طالب وطالبة في 53 دولة من دول العالم، وسيبنى برج ثالث في شارع إبراهيم الخليل بالمسفلة في مكةالمكرمة يتكون من عشرة أدوار ومساحته تبلغ ألفين و34 متراً وسيخصص ريعه للصرف على برامج تأهيل أبناء الفقراء والمحتاجين وتعليمهم العديد من الحرف اليدوية وذلك من خلال 106 مشروعات منتشرة في كثير من بقاع العالم، أما البرج الذي سيبنى في شارع الحرم بالمعابدة في مكةالمكرمة فإنه يتكون من 28 دوراً ومساحته تبلغ ألفين و315 متراً وتخصص موارده المالية للصرف على برنامج تحفيظ القرآن الكريم وتعليم أمور الدين والدعوة وسيستفيد منه 13 ألف حافظ وحافظة وأكثر من 720 داعية في 365 مركزاً تسيرها الهيئة في بعض أنحاء العالم.وفي شارع العزيزية العام بمكةالمكرمة سيبنى برج يتكون من 25 دوراً ومساحته 800 متر وتعود إيراداته لعلاج المرضى الذين لا يملكون نفقات العلاج ويستفيد منه 457 ألفا و517 محتاجاً من خلال 56 مشروعاً صحياً تديرها الهيئة في دول العالم المختلفة. * ما هي الخطوات التي اتخذتها الهيئة لإبعاد نفسها عن الاتهامات التي أطلقتها بعض الجهات ووصفت فيها الهيئة بدعم الإرهاب؟ هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بحجم أعمالها الإنسانية التي شهدها كل العالم تنأى تماماً عن تلك الاتهامات أوالافتراءات التي ساقتها بعض الجهات المغرضة وتبتعد تماماً عن كل ما هو مرتبط ب»الإرهاب» ويمكن لأي متابع لإنجازاتها ونشاطاتها وبرامجها الإغاثية أن يدرك أنها تعمل وفق برامج وضوابط محددة تعنى بمساعدة المنكوبين في حالات المحن دون أي شيء آخر، وقد ردت الهيئة على تلك الاتهامات بما تحقق لها على أرض الواقع من إنجازات متعددة في مجال الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والتنموية، وعلى الرغم من الثقة الغالية التي نالتها من قبل المتبرعين الكرام فإنها حرصت على تمويل مشروعاتها مباشرة دون وسيط وتعتمد بعد الله عز وجل على إسهامات الخيرين من أبناء المملكة ممن يثقون في كفاءة الهيئة ومهنيتها العالية في الغوث الإنساني وإعادة الإعمار والتنمية دون تمييز أو منّ أو أذى.هذا بالإضافة إلى أن الهيئة بدأت ولله الحمد تقطف ثمار ريادتها لمشروعات الأوقاف التي أطلقتها بنجاح وغدت تكون جزءاً مقدراً لتمويل المشروعات الخيرية والإغاثية من ريع الأوقاف، إضافة إلى تنسيق مستمر مع سفارات المملكة في مختلف الدول، كما بنت جسوراً من التفاهم والتواصل والتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية مثل برنامج الغذاء العالمي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة ، واليونسكو، واليونيسيف ووكالة غوث للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بعيدة عن كل الشبهات ويشهد لها بذلك القاصي والداني. * هل أثرت الهجمة الإعلامية على العمل الإغاثي؟ لم تكن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية محتاجة لتبرئة ساحتها من هذا الاتهام ذلك أن إنجازاتها في أرض الواقع تؤكد تمامًا بعدها عن مثل هذه الاتهامات، كما أن طروحات المحامي الأمريكي الذي يمثل الهيئة حيال هذه الدعوى تدحض هذه الافتراءات فقد مكث المحامي فترة طيبة في مقر الأمانة العامة ولم يجد أي دليل يدين الهيئة في هذا الصدد، كما أفصح المحامي عن تلك البراءة بعد اطلاعه على النظام المالي والرقابي ودقة سير الإجراءات المالية في الهيئة وبالتالي فإن هذا النظام أغلق أي نافذة لتسرب الأموال لأية جهة إرهابية أو سواها. كما أن الهيئة تؤدي رسالتها الإنسانية وفق برامج وضوابط محددة لأن همها الوحيد هو الوصول إلى مواقع المنكوبين وإيصال مساعداتها لأولئك المقهورين في حالات المحن والملمات مما يجعلها تنأى تمامًا عن تلك الافتراءات التي ساقتها بعض الجهات المغرضة، خصوصًا وأن رسالتها تنحصر تمامًا في مجال الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والتنموية، وعلى الرغم من تمتعها بالثقة الكبيرة والغالية من قبل المتبرعين الكرام فإن حرصها الكبير على النأي عن هذه الاتهامات دعاها إلى تقديم هذه التبرعات من خلال العديد من القنوات المعروفة بجانب التنسيق المستمر مع سفارات المملكة في بعض الدول المستفيدة، إضافة إلى جسور التفاهم والتواصل والتعاون بينها وبين المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية مثل برنامج الغذاء العالمي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة واليونسكو واليونيسيف وغيرها.وكانت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية قد طلبت من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إزالة اسمها من قائمة المنظمات الداعمة للإرهاب ونفت أن يكون لها أية نشاطات مشبوهة ذلك لأن عملها يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من شتى أنواع الكوارث في 32 دولة من دول العالم. وقد أوضحت الهيئة في هذا الطلب أن الاتهامات الموجهة ضد مكتبها في كل من الفلبين وأندونيسيا استندت على أدلة سرية قدمتها وزارة المالية الأمريكية ولم يسمح لمحامي الهيئة بالاطلاع على تلك الاتهامات وأصدر القاضي حكمه على أساس تلك الأدلة المزعومة وأقرّه على ذلك مجلس الأمن.وقد طلبت الهيئة من محاميها في واشنطن مارتن ماكماهون مخاطبة المجلس لهذا الغرض لصعوبة الاتصال المباشر مع المجلس حيث يستوجب أن يتم عبر دولة عضو في المجلس إلا أنه بعد التغييرات التي طرأت في هذه الإجراءات فقد طلبت الهيئة من محاميها السعي لإزالة اسمها من UNICEF وتوقيع اتفاقية تعاونية بين الهيئة والمنظمة في عدة مجالات ( صحية، تعليمية، إغاثة، تدريب، وغيرها..) * ماهي أبرز جوانب عضوية الهيئة في منظمة الأممالمتحدة؟ وقعت الهيئة عدداً من اتفاقيات الشراكة والتعاون لتنفيذ مشروعات إغاثية وتنموية في عدد من الدول التي تعاني من الفقر والكوارث ومن ذلك:التعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والتعاون مع برنامج الغذاء العالمي في كينيا، تنزانيا، موزمبيق، سيراليون، السودان (إقليم دارفور). والتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) في توزيع المساعدات الغذائية في مخيم النازحين من الحرب في سيراليون عام 1997م. والتعاون مع منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة UNICEF في إقامة مشروعات في بعض الدول، وتوج هذا التعاون بالإسهام بمبلغ مليون ريال سعودي والتعاون مع منظمة الصحة العالمية في تنفيذ ثلاث دورات تدريبية للقابلات غير المؤهلات في أفغانستان وتمويل المشروعات الصحية في كل من: مصر والأردن، باكستان، السودان، المغرب، تونس، اليمن.وأبرمت الهيئة العديد من الاتفاقيات المثمرة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والمشاركة الإيجابية من خلال مظلات العمل الإغاثي الإنساني القائم لدى الدول الأعضاء بالمنظمة. الدكتور عدنان خليل باشا