بدأ مجلس الشورى الإعداد مع بداية أعمال دورته الجديدة «السادسة»، والتي يتوقع أن تبدأ في ربيع الأول من العام المقبل، لدخول المرأة كعضو كامل العضوية إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله خلال افتتاحه أعمال السنة الماضية، المتضمن موافقته على تفعيل دور المرأة في المشاركة السياسية والذي من المتوقع أن يصل عدد العضوات المزمع تعيينهن في «الشورى» إلى ثلاثين عضوة ، مقابل 150 عضوا من الرجال. وفي السياق نفسه، طالبت عضو في المجلس التنفيذي في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين أن يماثل عدد العضوات عدد الأعضاء في مجلس الشورى، كون المرأة تمثل نصف المجتمع فينبغي أن يكون حضور المرأة ومشاركتها في المجلس كعضوة فيه تعادل نسبة مشاركة الرجل، وأضافت خاصة فيما يتعلق بمسألة التصويت وهي إحدى الحقوق التي منحت للمرأة في مجلس الشورى؛ فعدم تكافؤ العدد قد يلغي كثيرا من التوصيات التي تخرج من المجلس والتي تكون في صالح المرأة فيما يخص المشروعات والقوانين والأنظمة المتعلقة بها لتصحيح أوضاعها .موضحة ً أن المرأة ستكون لها مشاركة فعلية في الدورة الجديدة المقبلة. وذكرت زين العابدين أن مشاركة المرأة في المجلس ينبغي أن لاتقتصر على عضوية اللجان الأسرية والخاصة بالمرأة وأن تكون عضوة في كافة اللجان بحسب اختصاصها وكفاءتها العملية ، وذكرت أن هناك عدة مشروعات وأمور ينبغي أن تناقشها المرأة في المجلس بخلاف اللجان الأسرية كقضية أهلية المرأة ودخول الأنظمة والقوانين التي تنقص من أهليتها، وممارسة العنف ضد المرأة إضافة إلى مايتعلق بالقانون التجاري والمحكمة التجارية ، أيضا طرح القضايا المتعلقة بالسماح بالحساب المشترك مابين المرأة وزوجها وأن هذا يتنافى مع أهلية المرأة المالية المستقلة، ومناقشة الذمة المالية المستقلة للمرأة. وحتى يتحقق التوازن للمجلس أكدت زين العابدين على ضرورة تساوي نسبة الحضور بين الطرفين فيه. وقالت المستشارة بمجلس الشورى وعضو مجلس الأمان الأسري واستشارية طب الأطفال وناشطة اجتماعية الدكتورة نهاد الجشي إنه على المدى البعيد لابد أن يكون هناك زيادة لعدد العضوات في المجلس إلى أكثر من ثلاثين عضوة وأن يتم ذلك على شكل مرحلي ، مؤكدة أن المعايير التي سيختار المجلس العضوات من خلالها ستكون مبنية على أساس القدرة على إيصال مطالب المرأة كمواطنة وليست فقط كامرأة، مؤكدة على ضرورة أن تمارس المرأة حقها في المواطنة على كافة الأصعدة سواء أكان ذلك في العملية التشريعية أم التنفيذية، مشيرة إلى أن مشاركة المرأة في المجلس ستكون غيرمحصورة في جهة معينة وإنما بالمطلق ، وذكرت الجشي أن المرأة عند دخولها إلى عضوية المجلس ينبغي ألا تمثل المرأة كنوع وإنما تمثل المجتمع بكافة أطيافه وتمثل المواطن بكافة مراحله العلمية والعمرية، مشيرةً إلى أن تأثير المرأة على المجلس سيكون جليّاً وواضحاً وأن ذلك يعتمد على الإلمام المعرفي وقوة الشخصية والإلمام بالقضايا العامة التي من المفترض أن تصل بغض النظر عن التمييز النوعي . وأوضحت الأمين العام المساعد لمؤسسة الفكر العربي الدكتورة منيرة الناهض، ضرورة زيادة أعداد النساء في دورة المجلس القادمة إلى أكثر من ثلاثين عضوة موضحة أن هذا سيساهم في فاعلية دور المرأة في المجلس من خلال وجهات النظر المختلفة مؤكدة على ضرورة أن تتناول المرأة من خلال توصياتها كافة المواضيع وألا يقتصر ذلك على المواضيع المتعلقة بالمرأة كالعضل والطلاق والعنف الأسري، كون المرأة جزءا لايتجزأ من المجتمع مما يحتم عليها أن يكون لها دور في كافة القضايا على وجه العموم وأن تتفرع إلى كافة القضايا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، مؤكدة على ضرورة أن تكون العضوية النسائية في مجلس الشورى هي عضوية رئيسية وليست عضوية استشارية فقط . د.مشعل العلي وأوضح عضو مجلس الشورى الدكتور مشعل بن ممدوح العلي أن مجلس الشورى هو محل لصناعة الرأي وخلق التوصيات ومسألة زيادة عدد النساء في مجلس الشورى ليس بالأمر الضروري لإيصال الطرح وتبادل وجهات النظر والعبرة ليست بالعدد وإنما بنوعية الطرح، وأضاف العلي أن كثيرا من البرلمانات قد لاتشارك فيها النساء، معتبراً أن انضمام المرأة لمجلس الشورى يعتبر إضافة حقيقية للمجلس وأن ثمرة هذه الإضافة ستعود بالنفع على المجتمع وذلك من خلال التوصيات التي ستشارك بها المرأة ومشاركتها في عديد من القضايا المتعلقة بالمرأة والمجتمع بشكل عام إضافة إلى تناولها للشؤون العامة بما وهبت به المرأة من كفاءة عاليه ودقة في الطرح ومعرفة الأمور التفصيلية وتفعيلها وبلورة كثير من القضايا وأن ذلك سيكون له أثر كبيرعلى المجلس ونقلة نوعية له، واعتبر العلي أن العبرة في نوعية المشاركة والطرح وليس بعدد العضوات المنضمات للمجلس، مشيداً بالدور الفعال التي تقوم به المستشارات الحاليات في المجلس وهن على المرتبة 15 و14 وأكد العلي أن المرأة السعودية فاعلة في المجتمع وتمتلك من الثقافة والمعرفة مايمكنها من الانطلاق بقوة على كافة الأصعدة.