المرأة هي نصف المجتمع.. وهي الأم والأخت والزوجة؛ وتقع عليها مسئولية تربية الأجيال، وخدمة مجتمعها ووطنها من خلال علمها وعملها، بما يتفق مع تعاليم ديننا السمحة، والتي أعطت المرأة كامل الحق في أن تمارس وظيفتها ودورها في المجتمع.. والمرأة اليوم يجب أن يكون لها دور فاعل وقوي في مسيرة بناء الوطن، وأن تقف جنباً إلى جنب مع الرجل في منظومة متكاملة للرقي بهذا الوطن نحو العالم الأول.. لقد فتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الكثير من أبواب العمل التي كانت مؤصدة في وجه المرأة بدون وجه حق..وطالب المرأة السعودية أن تستثمر علمها وتفوقها في خدمة دينها ووطنها ومجتمعها متسلحة بالإيمان والخلق القويم الذي تميزت به المرأة في هذه البلاد على مر العصور. ولا زالت المرأة تطمع في المزيد من الثقة ومنحها المزيد من الفرص ليكون لها دور أكبر على كافة الأصعدة؛ ومنها أن تحظى بعضوية كاملة في مجلس الشورى ليكون لها دور فاعل في أعمال المجلس وقراراته، بما يخدم المجتمع والوطن، لأنه لا يدرك مشاكل وقضايا المرأة إلا امرأة مثلها وهذا هو موضوع "ندوة الثلاثاء" الذي سنناقش فيه عدد من سيدات المجتمع في العديد من الجوانب المتعلقة بمشاركة المرأة في عضوية مجلس الشورى ورؤية المرأة فيما يجب أن تكون عليه هذه المشاركة إذا أقرت!. رؤية المرأة للمجلس في البداية تحدثت السيدة "نشوة" عن رؤية المرأة للدور الذي يؤديه مجلس الشورى، وقالت:أنا أسأل نفسي كثيراً عن دور مجلس الشورى؟، وهل دوره استشاري فقط؟ ..فأنا أعلم أن مجلس الوزراء يرسل لهم قضايا معينة ليقوم مجلس الشورى بدراستها من خلال أعضاء بمجلس الشورى أو باختيار مستشارين خارجيين لديهم خبرة بالموضوع من خلال اللجان المتواجدة لديهم كاللجنة الاقتصادية والاجتماعية.. فما الذي يحدث لتلك القضايا هل الدراسة تعود لمجلس الوزراء ليأخذ بها..أم ماذا؟، وأود أن أعرف قوة مجلس الشورى من خلال تفعيل ماتوصلوا إليه..أم أن دورهم استشاري فقط؟ النقطة الثانية أن المرأة نجحت في الكثير من مجالس الإدارات وأهمها مجلس غرفة جدة، وبسبب انتخابها وتعيينها في مجلس إدارة غرفة جدة التجارية الصناعية أدى ذلك لتغيير الكثير من القضايا التي تهم المرأة لأن صوتها وصل لأعلى المستويات وهو المقام السامي عن طريق عمل منتدى السيدة خديجة بنت خويلد الذي خرج بتوصيات ووصلت للمقام السامي ومجلس الوزراء؛ وتمكنت من إيصال صوتها وبالتالي تحققت نتائج معينة أدت إلى تغيير الكثير من القوانين والأنظمة التي كانت سببا في تأخر المرأة وعدم حصولها على حقها من التطور وخاصة في مجال الاقتصاد.. وأضافت:" كلامي هذا لا يعني التقليل من دور مجلس الشورى أو أن موقفه ضعيف.. بل على العكس أرى أنه خطوة موفقة اتخذتها الحكومة من أجل أن يكون بيننا وبين الجهات الأخرى في مختلف مناطق المملكة شورى..ولكن المطلوب أن يكون لما يتوصل إليه المجلس من دراسات وقرارات فعالية أكبر؛ فكثير من التوصيات التي نسمع أن مجلس الشورى بت فيها ولكن نتائجها لم تظهر بعد وقس على ذلك الكثير من الأمور الأكثر أهمية ناقشها الشورى ولكن لا ندري هل سيتحقق منها شيء أم إنها مجرد دراسات لا أكثر؟. الدور المستقبلي في المجلس وعن الدور الذي يمكن أن تؤديه المرأة إذا دخلت مجلس الشورى، قالت "د.إنعام" إن الدور الذي يجب أن تلعبه المرأة في رأيي يعتمد على نوعية العضوية التي تمنح للمرأة؛ وعلى سبيل المثال في العام 2003م كان هناك تصريح لرئيس مجلس الشورى بأن عضوية المرأة في المجلس قادمة لا محالة والآن نحن في عام 2010م؛ أي أنه مرت سبع سنوات على ذلك التصريح ولم تصل المرأة إلى عضوية المجلس ..صحيح أن المرأة منحت عضوية غير المتفرغ من مدة طويلة كمستشارات غير متفرغات ولكن ماهو الدور الذي يقمن به..الواقع إنه دور أقل من قدرة المرأة وإمكاناتها .. وهو دور محدود ومطلوب خارجياً، ويجب الآن أن تكون للمرأة عضوية كاملة في المجلس مثلها مثل الرجل؛ وهو أمر مهم جداً في هذه المرحلة التي يجب أن تشارك المرأة فيها بفعالية في وضع الأنظمة والدراسات التي ترد للمجلس بنظرة المرأة لأنها تشكل 50% من المجتمع؛ خاصة في مجال القضايا الأسرية التي لا يزال يهيمن عليها المجتمع الذكوري ويتم البت فيها من وجهة نظر ذكورية، وسيكون لها تأثير كبير في إعاقة تطور المرأة في البلد أو على ستكون نظرة قاصرة عن ملامسة عمق قضايا المرأة؛ ولهذا فإن مشاركة المرأة في المجلس سيكون له دور فعال حتى تستطيع نشر أفكارها في جميع المجالات ليصبح هناك توازن واضح في مناقشة جميع قضايانا. صوت المرأة غير مسموع بينما ترى "د.جنات" أن سؤال السيدة "نشوة" عن أين تذهب قرارات مجلس الشورى؟ سبب كافي لأن تكون المرأة بمجلس الشورى، لأن المرأة خير من تمثل المرأة حتى لو تخيلنا أن الرجل يستطيع تمثيلها في المجلس فهو لن يستطيع ذلك بالصورة المطلوبة، لأنه لن يشعر بشعورها تجاه القضايا التي ستناقش؛ فوجود المرأة سيجعلنا على درية تامة بما يحدث لقضايا المرأة التي تناقش وبالتالي لا نعرف أين انتهت؟. وقالت أود أن أشير إلى أن المرأة في مجتمعنا تعلمت وتطورت وفي نفس الوقت هناك نساء "جالسات في البيوت" لم يخرجن للمجتمع والبعض منهن لم يتعلمن بشكل كاف ونحن نريد الوصول إليهن؛ فكيف هي الوسيلة؟، إنها باختصار بوجود المرأة في مجلس الشورى للتعبير عن همومها ومشاكلها؛ وخاصة أن الرجل الآن هو الذي يمثل المرأة.. رغم أن المرأة متعلمة الآن ولديها القدرة والشجاعة للخروج والتحدث عن مشاكلها، حيث لم يزل صوت المرأة غير مسموع والرجل يتحدث بالنيابة عنها.. ولكن إلى الآن لم نسمع صوت المرأة الجالسة في بيتها والتي لم تخرج للمجتمع ولم نتعرف على مشاكلها. وجود المرأة تحت «قبة الشورى» مطلب ملح دور ناقص وترى "د.سهيلة" أن المجتمع البشري يتكون من نوعين ذكر وأنثى، ونظام الكون قائم على نظام الزوجية..فالله عز وجل يقول (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)، فمجلس الشورى لن يكتمل دوره إلا بوجود المرأة في كل لجانه بمثل عدد الرجال فهو الآن مع احترامي وتقديري لكل أعضائه يناقش الأنظمة والقوانين من منظور الرجل ويعالجها من منظوره لحل مشاكله هو، وكأنه هو الكائن الأوحد في الكون، فنجده مثلاً عندما ناقش موضوع الجنسية لتعديله عدل المواد التي لصالحه، ولم يعدل أي مادة تخص المرأة المتزوجة من غير سعودي، وعندما قدم الدكتور محمد آل زلفة مشروع قيادة المرأة للسيارة لمجلس الشورى لأنه مؤمن بأن قيادتها للسيارة حق من حقوقها كما أقر بهذا الحق عدد من العلماء، ووجد معارضة واستنكاراً شديدين من المجتمع السعودي..كيف رجل يطالب بحق المرأة في قيادة السيارة مع أنه لا يوجد نص من القرآن والسنة يحرمان على المرأة ذلك. المرأة ليست قاصراً وتضيف"وجود المرأة في المجلس كعضوة لها نفس حقوق العضو سيسهم في تعديل كثير من الأنظمة والقوانين التي تحرم المرأة من أهليتها وتتعامل معها معاملة القاصر.. كم سنقدم مشروعا لتعديل نظام المحكمة التجارية السعودية ليتفق مع واقعنا، فقد وضع نظام المحكمة التجارية السعودية عام 1350ه أي قبل 81 عاماً وسنقدم الكثير من الأنظمة التي نفتقدها في كثير من المرافق، فنحن نفتقد إلى نظام للعقار ينظم العلاقة بين المالك والمستأجر وعلاقة المالك بالمكاتب العقارية فحقوق الملاك ضائعة بين المستأجرين وأصحاب المكاتب العقارية، كما سنقدم مشروعاً يحقق الإنسجام بين أنظمة الدولة وقوانينها وبين الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها المملكة؛ فإلى الآن أنظمتنا وقوانيننا في واد والاتفاقيات الدولية التي التزمنا بها في واد آخر..وغير ذلك من المشاريع". ليس الرجل وحده هو السبب! وعن أسباب تأخر مشاركة المرأة في عضوية مجلس الشورى حتى الآن تقول السيدة "نشوة" إن التدرج الذي مرت به المرأة من خلال عضويتها في العديد من الجمعيات والمؤسسات وتواجدها على مختلف الساحات يجعل الاستغراب من عدم تواجدها كعضوة في مجلس الشورى حتى الآن أكبر، لأن هذا التدرج الذي مرت به المرأة يجعل وجودها في المجلس مطلوب وضروري، وهذا التدرج سيؤدي بالتأكيد لتقبل المجتمع للمرأة بأسلوب منطقي أكثر حتى لا يكون هناك أي هجوم ضدها أو أي نوع من الاعتراض؛ وقد كان جيداً حين بدأت كمستشارة في مجلس الشورى، ولكن قرار أن تصبح عضو في المجلس تأخر كثيراً ويجب أن تكون عضويتها كاملة مثل الرجل وليس عبر الشاشة المغلقة، بل أن تكون مع جميع الأعضاء معها كمبيوترها ولها الأحقية في إعطاء رأيها مثل الرجل تماماً. المرأة تتحمل المسؤولية وتقدم "د.إنعام" وجهة نظر أخرى في هذا الجانب بقولها: "في رأيي أن السبب ليس الرجل وحده، بل المرأة تتحمل جزءا من هذا السبب..ونحن بالتأكيد لدينا نسبة كبيرة من المتعلمات؛ ولكن بالعودة إلى الإحصائيات لدينا نسبة جهل بين الفتيات وبعضهن يعتقدن أن من الدين السير وراء الرجل وعدم المشاركة في إبداء الرأي، وبالتالي ترسخت لديهن أن الرجل هو القائد وأنه ما أفلح قوم ولو أمرهم امرأة.. وهذا أحد أسباب التأخير". وأضافت إنني لا أوافق السيدة "نشوة" على مبدأ التدرج فقد انتهى وقت التدرج، وهذا لا يقتصر على مجلس الشورى، بل جاء الوقت الذي يجب أن تصل فيه المرأة للحقيبة الوزارية بعلمها وقدرتها وكفاءتها وهذا أقل ما يجب أن تصل إليه المرأة. أسباب تأخر القرار وترى "د.جنات" أنه لا يمكن حصر أسباب تأخر مشاركة المرأة في الوصول لعضوية مجلس الشورى في سبب واحد..ولكن الأهم من ذلك هو إدراك أهمية دورها..ولو أردنا سؤال أنفسنا لماذا جاء هذا السؤال في أذهاننا؟، فالإجابة ببساطة توضح تنامي الوعي بشكل كبير في مختلف شرائح المجتمع بدور المرأة؛ وأنه لا يمكن إغفاله؛ وفي رأيي أن ذلك يعني أن لا نتأخر أكثر من ذلك حتى وإن تأخرنا كثيراً في السابق؛ فطالما أصبحنا ندرك أهمية دورها كأم ومربية ومشاركة في تنمية المجتمع فقد حان الوقت للإسراع في دفعها للأمام لتساهم في دور أكبر لخدمة وطنها ومجتمعها. مبادرات غائبة وتشير "د.ماجدة" إلى أن أسباب تأخر وجود المرأة في عضوية مجلس الشورى غير معروفة؛ وربما يكون ذلك بسبب عدم مبادرتنا نحن السيدات بطلب الانضمام لعضوية المجلس؛ فالصلاحيات لا تعطى ولكن تؤخذ..ولدينا ثقة بأن توجيهات خادم الحرمين الشريفين بدأت في مجلس الشورى من خلال دخول المرأة كمستشارة في لجان المجلس؛ وهذا تدرج يمهد الطريق لعضويتها في المجلس؛ ورغم أن المستشارة لا تحضر إلى جلسات المجلس بشكل مباشر ولكنها تقوم بعمل دراسات تقدم للجان ومن ثم تناقش في جلسات المجلس وأنا أعتبرها خطوة جيدة تتيح لها التواجد داخل المجلس. مجتمع عجيب! وتقول "د.سهيلة" يتقدم أسباب تأخر عضوية المرأة في الدخول إلى عضوية مجلس الشورى الفهم الخاطئ لآيتي الشورى الآية (38) و(159)، وللأسف الكل تربى على خطاب ديني يوهمه أنه المخلوق الأوحد في الكون الذي خلق له كل ما في الكون بما فيه ومن فيه حتى النساء..فكثير من الرجال يعتقدون أن النساء خلقن لخدمتهم ومتعتهم، ولا يفكرون أن لهن حقوقاً في المجتمع، لذا تجدهم يعتبرون الشورى حقاً خالصاً لهم.. بينما نجدهم يسمحون وينادون بعمل المرأة في خدمة البيوت في سن الخمسين ويكون محرمها معها وفاتهم أنهم بهذا أباحوا الاختلاط فعمل المرأة في البيوت سيعرضها للاختلاط ووجود محرمها معها سيعرض الأسرة التي تعمل عندهم للاختلاط بمحرمها، هذا إن رضيت تلك الأسر بوجود رجل غريب في بيتها وهذا من سابع المستحيلات، كما أن خدمة المرأة في البيوت سيعرضها إلى خلوة غير شرعية وهذه هي المحرمة وقد يعرضها للاغتصاب لأن البعض يعتقد أن الخدمة في حكم ملك اليمين، وأنني لا أتعجب من هذا المجتمع الذي يرضى للمرأة الامتهان ويقبل أن تكون خادمة في البيوت ويرفض أن تكون تحت قبة مجلس الشورى. مزاعم باطلة وفي سؤال حول تفنيد وجهة نظر من يرى أن مطالبة المرأة بعضوية المجلس مبنية على أفكار منطلقة من خارج المجتمع؛ ترد السيدة "نشوة" هذا غير صحيح، لأن مثلنا الأعلى هي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فهي كانت سيدة أعمال وأم وزوجة أعجبت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأعجبت بأمانته فعمل لديها لمساعدتها في إدارة تجارتها بين اليمن والشام، وعندما أزداد إعجابها به أكثر لصدقه وأمانته طلبت منه الزواج ..فهي مثلنا الإسلامي الأعلى الصادق ولم يأت من الخارج، ونريد السير على نهجها فأعطونا الفرصة لذلك، فالمرأة السعودية أثبتت جدارتها في جميع المجالات سواء التعليمية أو غيرها والكثير منهن عندما يذهبن إلى الخارج يصلن لأن الفرصة تكون متاحة لهن بشكل أكبر ويؤمنوا بقدراتهن العلمية وليس شكلهن فلماذا لا نستفيد من هذه القدرات محلياً؟. وتشير "د.إنعام" إلى أنه ليس مجرد التفوق هو الذي يشفع لها بالدخول إلى مجلس الشورى ..وليست مطالباتها هي التي تجعل من المرأة متهمة بمثل هذه الاتهامات ..فأي طلب للمرأة لإعطائها الحق في ممارسة دورها من أجل خدمة مجتمعها وقضاياها والظهور والبروز يجعلهم يتهمونها بالليبرالية رغم أنها لم تطالب إلا بأبسط حقوقها التي كفلها لها الدين. رؤية قاصرة! وتقول "د.جنات" مع الأسف أن طريقة التفكير في ثقافتنا بسيطة؛ فلا يوجد عمق في التفكير؛ فالذين يرمون مثل هذه التهم عندما وجدوا أن معظم المطالبات بعضوية المرأة في مجلس الشورى كن من المتعلمات في الخارج ومن باب الضحالة في التفكير قالوا هؤلاء جلبن أفكارهن من الخارج ..فهل المرأة التي تعلمت في الخارج وفي جامعات أجنبية طالبت بأشياء خارجة عن الدين والعرف والعادات؟.. وهل رفضت الحجاب مثلاً؟..وبالتالي لا علاقة بين الحقوق وشرقيتنا التي ستساعدنا على الحفاظ على ديننا..وتساءلت أين الدين من أن أكون مع سائق أجنبي أو أكون في سيارتي أقودها بنفسي؟.. تنتظر دور أكبر وترى "د.ماجدة" أنه على الرغم من التفوق العلمي والاجتماعي للمرأة، إلا أنها لا زالت محصورة في مجالات محددة من الأعمال بين الصحة والتعليم ومهما تفوقت المرأة فهذه المجالات المتاحة لها رغم أن السيدات المتعلمات يفقن عدد الرجال ولا بد للمرأة أن تخرج من نفق التعليم والصحة إلى مناصب اتخاذ القرارات وتتمكن من إيصال كلمتها والمساهمة في التنمية بشكل أكبر.. سيدات في انتخابات غرفة جدة انتخبن المرأة تقديراً لإنجازاتها الوطنية التعيين والانتخاب وعن إمكانية حصول المرأة على حقها في عضوية المجلس ونجاحها في ذلك فيما لو تحول مجلس الشورى من التعيين إلى الانتخاب؛ تقول "د.إنعام" يعتمد ذلك على مكان تواجد المرأة في المناطق ..ففي المنطقة الغربية والتي تمثلها جدة يمكن أن تنجح مثلما حدث في الانتخابات في غرفة جدة ونجحت فيها المرأة، بينما ترى "د.ماجدة" أنها تؤيد التعيين .. فمتى تم ذلك فهذا يعني أن المرأة منحت السلطة من الدولة إلى أن يعترف المجتمع بذلك. وقالت "د.جنات" تستوقفني عبارة التفوق العلمي والاجتماعي للمرأة وكأنه شيء حدث خلال السنوات العشر الماضية فقط؛ وعلينا أن نعرف ماذا يعني تفوق؟، فأمهاتنا لم يتعلمن ولم يحصلوا على الشهادات العلمية، ولكنهن نجحن في إخراج جيل متعلم واع أليس هذا تفوقا؟.. مكاسب وجود المرأة وعن المكاسب التي ستتحقق من وجود المرأة في مجلس الشورى تقول السيدة "نشوة"؛ بالتأكيد ستكون هناك مكاسب ونواح إيجابية؛ فالله خلق الذكر والأنثى لحكمة معينة، فالذكر له نظرة معينة تكملها الأنثى، وبالتالي تكتمل جميع القرارات بما يخدم المجتمع بأسره. أما "د.إنعام" فترى أن المكاسب التي سيحققها وجود المرأة في مجلس الشورى تعتمد على درجة العضوية والثقة التي تمنح لها؛ فإذا كانت النية من تعيينها أن تكون عضو فاعل فالمكاسب لا حصر لها. وذهبت "د.جنات" إلى التأكيد على أن وجود المرأة في عضوية المجلس سيمثل نصف المجتمع، لأن الرجل لن يستطيع تمثيلها بأحاسيسها نحو القضية التي ترغب إبداء الرأي فيها. وقالت "د.ماجدة"مجلس الشورى سيحقق مكاسب كبيرة من وجود المرأة في عضويته وهي مؤهلة لذلك، اما "د.سهيلة" فتقول: ستتحقق مكاسب كثيرة لأنه سيستفاد كثيراً من فكر وعلم ورؤية المرأة، فالمجتمع فيه كفاءات نسائية متميزة في مختلف المجالات والتخصصات، فلماذا يحرم منها؟، ولست أدري لماذا نوقف الشورى على الرجل والخالق جل شأنه أعطى المرأة هذا الحق مثلها مثل الرجل؟، وأني أتساءل أيهما أعلم بالأصلح للخلق الخالق جل شأنه أم المخلوق الذي يحرم على المرأة ما أباحه الخالق لها؟. ضرورة أم شكل فقط؟ وعن وجود المرأة في مجلس الشورى في هذه المرحلة وهل هو ضرورة أم مجرد شكل فقط؛ تقول السيدة "نشوة" لماذا نعتقد أن وجود المرأة المجلس مجرد شكل فقط؟، ولماذا لا يكون ضرورة وجود المرأة في المجلس؟.. ضرورة من أجل خدمة المجتمع الذي تقوم بتربية وتنشئة أجياله؛ فوجودها يكمل الرجل ولا تريد من وراء ذلك أن تأخذ مكان الرجل، بل نريد أن نتعاون مع بعض فنحن والرجال مواطنون في بلد واحد ولا بد أن نتكاتف من أجل تنمية الدولة، ولماذا هذه النظرة السلبية تجاه المرأة بأنها مجرد شكل فقط؟. وترى "د.جنات" أن تعاملنا مع مطالبة المرأة بضرورة وجودها تحت قبة مجلس الشورى والشكل الذي سيكون عليه.. هذا التواجد إن حصل هي التي تحدد هو ضرورة أم مجرد شكل، وذلك من خلال النظام الذي سنتعامل معه والدور الذي سيعطى للمرأة في المجلس. وتشير "د.سهيلة" إلى أن وجود المرأة في مجلس الشورى ضرورة أكثر من ملحة؛ لا سيما في هذا الوقت الذي يتطلب مشاركة المرأة في الحياة العامة ومجلس الشورى في أمس الحاجة لتواجد نصف المجتمع.. فالمجلس الآن يقف على رجل واحدة، مما أدى إلى اختلال توازنه فقراراته ومشاريعه في حاجة إلى مشاركة المرأة، وفي رأيي هذه المشاركة لن تتحقق إلا بقرار سياسي، بينما تؤكد "د.ماجدة" على أن وجود المرأة في مجلس الشورى ضرورة؛ ولكن بشرط أن تمارس كامل العضوية التي يتمتع بها الرجال.. ماذا سيفقد المجتمع؟ وحول ما سيفتقده المجتمع من عدم وجود المرأة في مجلس الشورى؛ تقول "د.سهيلة" سيفتقد توازنه كما هو حاصل الآن، وسأعطيك مثالاً على ذلك فالله خلقنا بعينين اثنتين لنتمكن من رؤية الأشياء في مكانها الصحيح فلو حاولت أن ترى بعين واحدة سترى الأشياء في غير أماكنها؛ وكذا بالنسبة لقصر مناقشة القضايا وطرح المشاريع وسن الأنظمة والقوانين على الرجال دون النساء. أما السيدة "نشوة" فتذهب إلى التأكيد على أن المجتمع سيفقد 50% من مكوناته؛ وبهذا يكون مجلس الشورى غير متكامل؛ فالله خلق الأرض لعماراتها فهل عمارة الأرض تتم بالرجل فقط؟ أم أنه لا بد من وجود المرأة إلى جانبه ومعه.. وتبين "د.ماجدة" أن المرأة المؤهلة والقادرة يمكن أن تصاب بإحباط إذا وجدت نفسها غير متمكنة من خدمة مجتمعها ووطنها بعلمها وعملها؛ حتى الآن تجد بعض اللجان في مجلس الشورى معظم من فيها بعيدين عن التخصصات التي تحتاجها تلك اللجان؛ رغم وجود سيدات مؤهلات في التخصصات المناسبة لتلك اللجان إلا أنه لم تعط لهن الفرصة للمشاركة فيها، فمثلاً بحكم تخصصي في لجنة الصحة والبيئة.. هل جميع أعضائها متخصصين في هذا الموضوع مما يمكنهم من وضع الإستراتيجيات التي تتطلبه رغم وجود سيدات مؤهلات في هذه التخصصات؟، ولكن لا وجود لهن.. لسنا أقل من الرجل وترى "د.إنعام" أن عدم وجود المرأة في مجلس الشورى سيفقد المجتمع نصفه الآخر، ومن يستطيع الدفاع عنه والتحدث باحتياجاته ومشاكله وسيظل نصف المجتمع مهمشا، وتصور أن تشكيل لجنة الحماية الاجتماعية في المناطق ليس فيها سيدة واحدة؛ وهذه اللجنة وجدت من أجل الدفاع عن النساء المعنفات والأطفال ومع هذا لا توجد فيها سيدات؛ حتى الشئون الاجتماعية التي لديها أقسام نسائية في جميع المناطق يمثلها في تلك اللجنة رجل!. وتشير "د.جنات" إلى أن الله عز وجل خلق الرجل والمرأة؛ ولا بد أن نفهم -وهذا من واقع علم النفس- أن المرأة مخلوق مختلف عن الرجل ولكنها ليست أقل منه ولا أحسن منه وكل منهما له قدراته التي يتميز بها.. وعندما لا يكون للمرأة وجود في مجلس الشورى نكون بالفعل قد عطلنا نصف المجتمع، وهذا يجعلنا نرى الأمور من وجهة نظر ناقصة.. نصف المجتمع معطل! أكدت "د.ماجدة" على أن المرأة لها دور كبير في مجلس الشورى؛ ويجب أن تعطى الفرصة كاملة للقيام بهذا الدور ومشاركة الرجل في مناقشة مختلف القضايا التي تهم المجتمع ..وأنا أختلف مع من يقول بأن للمرأة قضايا خاصة بها وللرجل قضايا خاصة به؛ فكلنا مجتمع واحد ويمثل كل منا نصف المجتمع، ولا بد أن يكون لهذا النصف المعطل وهي المرأة وجود في خارطة هذا الحراك الذي يهدف إلى تطور المجتمع والوطن ..ولابد أن يكون هناك معايير واضحة ومعينة لاختيار أعضاء المجلس سواءً من النساء أو الرجال ومتى ما وجدت تلك المعايير أصبح من حق المرأة تقلد منصب بمجلس الشورى؛ فالمرأة اليوم على مستوى عال من التعليم والتفكير ولديها شخصية قيادية تؤهلها لأن تكون متواجدة بمجلس الشورى. وبينت "د.ماجدة" أن إحدى الجامعات قامت بإجراء بحث عن المرأة ووجدوا أنها أكثر دقة وحرصا على المتابعة ولديها قدرة عالية على التركيز..وهذه المواصفات التي خلصت إليها الدراسة يجعل المرأة جديرة بأن يكون لها وجود في عضوية مجلس الشورى لتمثل نسبة نصف المجتمع الغائب عن المجلس. المشاركات في الندوة نشوة طاهر المدير المساعد التنفيذي لرئيس مجموعة آل طاهر د.سهيلة زين العابدين عضو المجلس التنفيذي للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان د.إنعام الربوعي رئيس مجلس إدارة جمعية حماية د.ماجدة أبو رأس عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية د.جنات العباسي عضو هيئة التدريس في قسم اللغة الإنجليزية والترجمة بجامعة عفت