بلاشك أن التعاقد مع الأجانب للعمل كأعضاء في هيئة تدريس في جامعاتنا السعودية يهدف إلى جلب الكفاءات العلمية المتميزة من الدول الأخرى لكي تسد النقص الموجود في بلادنا. وبلا شك أن قرار السماح للأجانب بالتدريس في جامعاتنا قرار حكيم ويهدف لخدمة الوطن والطالب، ولكن مع الأسف فإن جامعاتنا لم تكن في مستوى الحدث فقد جهلت أو تجاهلت الهدف من هذا القرار وهو سد الاحتياج! وأيضا نسيت أو تناست أن القرار يهدف إلى جلب الأجانب المتميزين وأصحاب الكفاءات! فحدث أن فتحت جامعاتنا الأبواب على مصراعيها أمام الأجانب وأوصدتها وبأشد الشروط أمام المواطنين من شباب وشابات! وذلك حتى في الكليات النظرية والشرعية، فمن يصدق أننا في حاجة لأجنبي يدرسنا اللغة العربية! أو يدرسنا القرآن! وخريجو هذه التخصصات على سبيل المثال لا الحصر كثيرون ومتميزون ومنهم من يحمل الدكتوراة! ولله الحمد. ولا يخفى أنه يوجد من أبناء وبنات هذا البلد من هم حاملون لشهادات عليا ومؤهلون في معظم التخصصات، منهم من تخرج في الجامعات السعودية، ومنهم من تخرج في جامعات عالمية «ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي»، ولكن مازال هناك تجاهل واضح لهم ومستمر من قبل جامعاتنا وتفضيل للأجنبي! و«ما يزيد الطين بلة» هو أن أبناء وبنات الوطن أفضل تأهيلاً من بعض الأجانب؛ حيث إن بعض الأجانب خريجو جامعات غير معترف بها من وزارة التعليم العالي ومنهم أيضا من حصل على المؤهل بالمراسلة. وهنا بعض النماذج من أعضاء هيئة التدريس الأجانب في جامعاتنا: محاضر عربي حاصل على درجة البكالوريوس عام 1940! بمعنى أنه حصل عليه قبل 72 عاماً! من وافق على التعاقد مع هذا الشخص وهو بعمر التسعين وبرتبة محاضر؟! وهل يعتقد أن هذا الشخص قادر على العطاء وهو بعمر التسعين؟! وآخر تخصصه آثار ويدرس في كلية إدارة الأعمال! ماذا عساه يدرس في هذه الكلية؟! هذان نموذجان فقط «غيض من فيض»، وهما في الحقيقة أرحم من بقية النماذج السلبية التي تناولتها وسائل الإعلام، مثل: ترقي عامل نظافة ليصبح عضو هيئة تدريس، وتحول راقصة إلى أستاذة لتتعاقد مع إحدى الجامعات السعودية. رسالة إلى كل وطني غيور على بلدنا، ما يحدث في جامعاتنا لا يصدقه عقل ولا يقبله منطق، فالتجاهل والتسويف وصل قمته. نريد وقفة حازمة صارمة لإنصاف من سهر وتعب ومن سافر وتغرب لتحقيق هدفه وطموحه وطموح وطنه، ونتمنى إنصافاً للوطن الذي دفع الغالي والنفيس في سبيل إعداد مواطنين أكفاء لكي يدفعوا بمسيرة التنمية إلى الأمام بتمكين الشباب والشابات الذين يحملون مؤهلات عالية من فرص العمل في جامعاتنا التي تزخر بالنماذج السلبية من الأجانب كما ذكرنا.