أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي اليوم أن المسيحيين في سوريا ليسوا مع “النظام” الحاكم في بلدهم بل مع “الاستقرار”. وقال الراعي، في مقره الصيفي في الصرح البطريركي بالديمان (شمال شرق لبنان)، إن “المسيحيين لا يهمهم النظام بل يهمهم الاستقرار في سوريا”، معتبرا ان “هذه هي الحالة التي يعيشونها الآن”. ويأتي هذا التصريح قبل أيام قليلة من زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان المقررة بين 14 و16 سبتمبر، والتي اثيرت حولها بعض الشكوك بسبب الاوضاع الأمنية في سوريا المجاورة. وتابع بطريرك انطاكية وسائر المشرق “أحب أن أقول للغربيين الذين يقولون لنا أنتم المسيحيين مع النظام السوري او مع نظام صدام حسين، ان المسحيين مع السلطة وليسوا مع الانظمة”، مضيفا “المسيحيون ليسوا مع النظام بل مع السلطة وهناك فارق كبير بين السلطة والنظام”. واوضح الراعي “عندما اطيح بصدام حسين خسرنا مليون مسيحي ليس لان النظام سقط بل لان السلطة ذهبت ووقع فراغ، وفي سوريا الامر ذاته حيث انه لا يهمهم النظام بل انهم خائفون من اي سلطة تأتي بعد ذلك”. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس 2011 حركة احتجاجية تحولت الى معارضة مسلحة تخوض نزاعا داميا مع القوات النظامية قُتِلَ فيه أكثر من 25 لألف شخص، بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الانسان. وتقيم اللأقليات المسيحية في سوريا (نحو 5% من السكان) علاقات جيدة مع الأقلية العلوية الحاكمة التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد، علما ان غالبية السكان (18 مليونا) هم من السنة (80%). ويعيش المسيحيون في الشرق منذ عقود في هاجس الخوف على الوجود، ويساهم كل اضطراب امني او حرب في المنطقة في تهجيرهم. لكن الراعي اعتبر ان هذه الاضرابات على قدم المساواة المسلمين والمسيحيين في المنطقة، الا ان اثرها يبدو جليا اكثر على المسيحيين بسبب عددهم القليل. واضاف انه “مع الاسف يتعرض المسيحيون لاعتداءات” في اماكن مختلفة في المنطقة “مثل مصر والعراق، وفي سوريا لقوا نفس المصير”، مضيفا انه “في حمص وحلب حين يكون هناك قصف يغادرون”. وتابع البطريرك الماروني ان “من يعتدي علينا ليس الاسلام المعتدل، والاسلام المعتدل هو الاغلبية، من يعتدي علينا هم الاصوليون”. وشدد البطريرك الماروني على انه “لا يمكن اعتبار المسيحيين اقلية، المسيحيون عمرهم ألفا سنة في هذه المنطقة من عمر المسيح ولعبوا دورا اساسيا في بلادهم وطبعوا بثقافتهم المسيحية كما المسلمين ثقافة بلادهم، ولا احد ينسى دورهم في النهضة وفي القومية ولا يمكن ان نسميهم اقليات، هم اصيلون واصليون”. وتابع “انا ضد الكلام عن اي حماية للمسيحيين أكانت تأتي من الداخل او من الخارج، انا مواطن علي كل الحقوق وكل الواجبات مثل الآخر”. أ ف ب | الديمان