أشاعت الأمسية الشعرية التي أقامها نادي الأحساء الأدبي، مساء أول أمس، كثيراً من الدفء في جمهور نخبوي استمع إلى الشاعرين محمد إبراهيم يعقوب، وجاسم عساكر، وأضاف مقدم الأمسية الشاعر جاسم الصحيح وقوداً ثالثاً، حينما قدم فواصلاً شعرية بين قصائد الشاعرين خلال جولاتهما الثلاث، وقال: «في هذه الليلة نعود إلى الشعر، وللعودة طعم الرحيق، نعود وخارطتنا جناح فراشة، والألوان دروب تقود إلى كنز الأسرار، والشعر هذا الفائض الثوري، الذي يخرج من ذوات الشعراء، ويتدفق على ذوات الآخرين، وهو الذي تسللت نار صرخته إلى كل العواصم والعواصم والبيوت في زمن الربيع العربي، حتى أخرج الشعوب من بيت الطاعة، وكل عهد في التاريخ ناقص من دون الشعر، وكل مراحل الإنسان كاملة معه». الأمسية أبت أن تخرج دون أن يكسوها المداخلون بلباسٍ من الإعجاب الشديد، والملاحظات أحياناً، إلا أن الجميع اتفق على نضوج التجربة الشاعرية عند «يعقوب وجاسم»، فعلق رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري خلال مداخلته: «ما استمعنا إليه من الشاعرين هو إبداع يستحق الإشادة، سواء من ناحية المعنى، أوالهدف والغاية واللغة الشعرية والأسلوب، أو الفكرة والمعاناة التي تفجرت عند هذين الشاعرين»، فيما أشار الناقد جاسم المشرّف إلى أن لغة الشاعر يعقوب لغة عذبة ورشيقة، وليست بعيدة عن المتلقي، لأنها واضحة في مفرداتها، وعميقة في دلالاتها، مع وضوح صوره وفكرته. وأكد المشرّف أن عساكر لديه نفس طويل في القصيدة، لكنه يعاني من حيرة، ويحتفل بالماضي كثيراً.الدكتور عامر الحلواني دعا الشاعرين إلى التمرد أكثر، وكتابة قصيدة التفعيلة بكثرة، لأن القصيدة الخليلية قد تجاوزها العصر، والشاعر الحي لابد أن يتجدد ويواكب العصر، لكنه استدرك أنه ليس ضد القصيدة العمودية.وتناوب الشاعران على ثلاث جولات، نثرا خلالها قصائد متنوعة، واختار الشاعر محمد يعقوب قصيدة «وتر» ليهديها للشعب التونسي، فاتحة الربيع العربي، ومنها: لا تعتقل وتراً لسيرة رفضهِ أفلته ثمة من يموت بأرضهِ أفلته.. فلسفة الولاء عتيقة ومن قصيدة «وردة وضفاف»: تدرين حمى الوقت قد تنهكهُ فالحب قد يمضي ولا ندركهُ نصغي إلى المرآة تسقط وردة والعمر أجملهُ الذي نملكهُ وألقى جاسم عساكر قصيدة «الأحساء غانية بقصر الريف»، ومنها: من أضلعي نبتت جذوعك فاستويت قصيدة موزونة نظمت على بحر النخيل متفاعل من عشقك الذهبي يزهر في دماي على فعيل وقصيدة «بلوتوث»، ومنها: لم أدرِ هل وصل «بلوتوث» حنينها وجهاز قلبي مغلق إذ كنت في سفر إلى مدن الخيال المشرعات بدفترٍ في راحتي، تديره نظرات عيني الحائرة