قال الباحث في الشؤون الأدبية والثقافية الشاعر جاسم المشرف إن هناك أسماء شعرية من الأحساء أضحت بارزة على مستوى الوطن العربي، مستشهداً بمقولة الشاعر اللبناني شوقي بزيع: "لكل شيء مسرح، ومسرح الشعرية السعودية الأحساء، وهي من أهم بؤر التفجر الشعري"، مؤكداً أن الأحساء حالياً تمر بانفجار أدبي وثقافي وهي اليوم في واجهة المشهد الأدبي العربي، لتوافر جميع الأشكال الشعرية - على حد قوله. وأرجع ذلك خلال محاضرته بعنوان "الحركة الشعرية في الأحساء" مساء الثلاثاء الماضي في نادي الأحساء الأدبي، وأدارها الشاعر عبدالمجيد الموسوي, لعوامل الحضور المتجذر للشعر في الذاكرة العميقة من العصر الجاهلي حتى الوقت الحالي، وتبني المنتديات الأدبية للطاقات الشبابية الشابة ورعايتها لصقل مواهبها، وفي مقدمتها، منتدى الينابيع الهجرية. وعزا المشرف، كثرة قصائد المناسبات لدى شعراء الأحساء إلى الجانب الديني والترابط الاجتماعي الذي تميز به أفراد مجتمع الأحساء، موضحاً أن هذه البنية وطبيعة المجتمع، ألقت بظلالها على الغرض الشعري والقارئ الافتراضي، والأسلوب الإبداعي لدى غالبية الشعراء، معتبراً أن قصائد المناسبات تميل إلى المباشرة والوضوح، وبساطة التراكيب. وأبان المشرف أن كثافة شعر المناسبات تضفي على الشعر فئوية قد لا تهم الآخر، والمسكوت عنه مِن شعر المناسبات في الأحساء يفوق كل ما كُتبَ، كما أنَّ شعر المناسبات غالبًا ما يُدخلنا في إشكالية (القصدية) وهي التوجه نحو ما نكتبه بوعي، وإعمال فكر وقسر أحياناً، بينما الكتابة الإبداعية هي ما تتولد في منطقة بين منطقتي الشعور واللاشعور. وعرج المشرف على بروز الشعراء في الأحساء وتواجدهم في أشكال القصيدة "العمودية، والتفعيلة، والنثر"، معتبراً أن قصيدة النثر قد لاقت مواجهة شرسة، ورفضاً قاطعاً مِن الكثير من المهتمين التقليديين بالشأن الأدبي، واعتبروها وريثاً غير شرعي للقصيدة العمودية، إلا أنها أخذت تنطلق في ساحتنا العربية عامة، وآذنت بالظهور في المشهد الأحسائي كظهور لافت ومتميز عبر تجارب لها ثقلها وريادتها في هذا النوع مِن الشعر، كتجربة محمد الحرز، وأحمد المُلا، وإبراهيم الحسين، وعبدالله السفر، وجاسم الصحيح.