حلق الشاعر جاسم عساكر والشاعر محمد إبراهيم يعقوب في سماوات الحرف واتخذا من القصيدة وشاحا يسر الناظرين في ليلة من ليالي الشعر الجميلة التي نظمها نادي الاحساء الأدبي وهي الأمسية الشعرية الرجالية الأولى في دورة النادي الجديدة والتي مشى بها على ارض خضراء مخضلة بالمطر مدير الأمسية الشاعر جاسم الصحيح بدأ تقديمه بالشعر : روحي إلى أعلى السماء لها مشاوير كثيرة تمتد هائمة هناك على الدروب المستنيرة و تعانق نثره بشعره وطار مع الغيم الشتوي ليدفئ الحضور ببعض الفواصل من قصائده أثناء تقديم فقرات الأمسية . الشاعر جاسم عساكر بدأ جولاته الثلاث بقصيدة مهداة إلى الأحساء : «الأحساء .. غانية بقصر الريف « من أضلعي نبتت جذوعك فاستويتِ قصيدة منظومة على بحر النخيل وأنا أروض في هواكِ وأقتفي أثر الخليل بحر اشتياقي ( وافر ) في داخلي وصبابتي (بحر طويل ) وأتبعها بقصيدة « تسبيحة على شفة النخيل»: «قبلاتك تغسلني ..أمي صوتك يغمرني يا أمي يغمرني صوتك حتى آخر وردة عشقٍ تنبت في مجرى الشريان» وقال في قصيدته « أشعلتُ فانوس القصيدة وانتظرتُ «: «بيني وبينك يا صديقي لم أزل أمشي إليّ ولم أصلني و الثلاثون التي انصهرت بتنور التجارب أنضجت رجلا سواي ولم يزل سيف الثواني مصلتا يحتز رأس مباهجي أمشي وأبحث عن مخارج للطوارئ من همومي ..» ثم انتقل صوت القصيدة لحنجرة الشاعر محمد يعقوب والذي قال عنه الصحيح «نورس الجنوب» وقال في تقديمة له : هو اسم يفيض بالقصائد والجوائز والمهرجانات ، من مواليد جازان قد مدت مسيرته بثلاثة دواوين هي «رهبة الظل» ،و « تراتيل العزلة «، و «جمر من مروا» و حصد المركز الثاني في أمير الشعراء . واستبق محمد يعقوب إلقاءه قائلا : الأحساء وجازان جناحا الشعر في هذا الوطن الكبير وحصد تصفيقة ساخنة من الجمهور قبل أن يلقي القصيدة حين تجلى للسامعين مفردة « تونس» قال في «وتر يسرد سيرة رفضه» «لا تعتقل وترا لسيرة رفضه .. أفلته ثمة من يموت لأرضه ..» وأنصت الحضور لقصة نظمها محمد يعقوب شعرا يسرد حكاية امرأة اكتشفت امرأة أخرى بقلب زوجها ،فقال في «أخرى» : أخرى لديك أم انتهى وقتي معك يا خيبة القلب الذي قد شيعك ليت الذي في الحب علق مهجتي نورا يضيئ لك النهاية ..أرجعك لا تختبئ خلف الكلام ..حفظته أخشى إذا ما قلته أن أصفعك وقال في «وردة وضفاف» : الحب ما نحنو على خيباته ونقول نتركه .. ولا نتركه وأبدى رئيس نادي الأحساء الأدبي د. ظافر الشهري عن سعادته بالضيفين و بالحضور النخبوي ، مشيرا إلى أنها أمسية استثنائية ،وما تم الاستماع إليه هو بكل مقاييس النقد الأدبي إبداع يستحق الإشادة من ناحية المعنى والهدف واللغة والأسلوب والفكرة ، ووصف تقديم نقد لمثل هذه القصائد بمثابة بضاعة مزجاة ، مفصحا أن وجود الشاعر محمد يعقوب قد نقله إلى عبق جازان «صلته» « صامطة» «صبية» ،ناعتا العساكر بشاعر المملكة الذي يصدح بشعره متنقلا بين أرجاء المعمورة العربية . وتوقف الشهري عند الصحيح وقفة دهشة،قائلا : نعجز كثيرا في التقاط الرمز من شعر جاسم الصحيح ، وقد كتبت بحثا عن الرمز في القصيدة السعودية فاستوقفني الصحيح طويلا حتى كاد أن يستأثر بالبحث كاملا . واعتبر عضو مجلس إدارة النادي محمد الجلواح الأمسية باكورة أنشطة النادي وانطلاقته الأولى لهذا الموسم ، وتتابعت المداخلات بين تعليق وترحيب من جانب الرجال والنساء ، ثم ختمت الأمسية بتبادل الدروع والصور التذكارية .